روابط مفيدة : استرجاع كلمة المرور| طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
نـوبـة حنين [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     في محراب الحنين [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     لحظه غيابك [ آخر الردود : ياسر الكثيري - ]       »     انتفاضة [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     هموم مضت في فضاء الواقع [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     كفيف [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     ذكرى شاعرة في ربيع العمر [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     شوقان [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     جناح الخير [ آخر الردود : زياد الحمداني (( جناح الأسير)) - ]       »     عودة حميدة نتمناها للجميع [ آخر الردود : وهج الروح - ]       »    


الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
عدد الضغطات : 3,475ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 2,733ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 7,994
دروازة للتصميم
عدد الضغطات : 52,440عدد الضغطات : 52,214عدد الضغطات : 52,320

العودة   منتديات السلطنة الأدبية > منتديات السلطنة الأدبية > القصة القصيرة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-01-2010, 01:00 AM
الصورة الرمزية ّذكريات من بقايا جروح
ّذكريات من بقايا جروح ّذكريات من بقايا جروح غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
الدولة: في قلــ من يحبني ــب
المشاركات: 349
إرسال رسالة عبر MSN إلى ّذكريات من بقايا جروح
Post ღ الجــــღـــوهـــღـــرة ღ





السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهـ

كيفكمـ يا اخواني - اخواتي

احببت ان اعرض هذه القصة التي

قد تعتبر طويلة قليلاً

ولكن خذوا من القصة ما يهمكمـ

ولا أجبركم على قراءتهــا كلهـا

نترككم مع القصهـ


الفصل الأول:




في هذا الكون الفسيح وفي مجرة التبانة بالتحديد وفي المجموعة الشمسية ومن بين الكواكب كوكب الأرض الكوكب الأزرق الذي يقطن فيه الناس كانت تطل من الشرفة سيدة عربية جميله تدعى ليلي.
سيدة في منتهى الجمال والأناقة ولم يكن يوجد في وجهها تجاعيد أبدا رغم كبر سنها هي سيده رقيقة وجميله ونبيلة ينحدر أصلها من عائلة غنية ومعروفه .تزوجت من رجل وسيم أبيض الوجه طويل القامة ذي شعر أسود كثيف وكان من أكبر التجار في المدينة وكان اسمه شبيب .
كانت تخرج كل صباح لتغني مع تغاريد العصافير وتسقي الزهور التي تملأ الشرفة.رأت من بعيد عربة مسرعة تجر خلفها سلسله من الغبار المتطاير تتجه نحو منزلها . بدأت دقات قلبها الأبيض الجميل تدق وتخفق بقوة وسرعة وكأنها تشعر بقرب مصيبة نحو بيتها السعيد.
تركت السيدة ليلي شرفتها من غير المعتاد وذهبت تركض باتجاه باب غرفتها خرجت والعرق يتصبب منها من شدة القلق،و نادت الخادمة لتسألها عما يجري فقالت بكل احترام : لا أدري يا سيدتي ولكن خيراً إن شاء الله .
رجعت السيدة إلى غرفتها تجر ورائها الحزن والقلق لأنها لا تعرف ماذا يجري مع زوجها وانتظرت في الغرفة فترة طويلة وبجانبها أكواب الشاي التي شربتها .
سمعت السيدة ليلي خطوات ثابته تتجه نحو غرفتها فعرفت أنه زوجها شبيب فأبت إلا أن تستقبله وعندما رأته شعرت بقلق شديد لأن ملامحه قد تغيرت ووجهه صار قاتم اللون وسألته: يا زوجي العزيز ماذا جلبت تلك العربة من أخبار سيئة فأنا أراك على غير عادتك؟ رد عليها قائلاً: خيراً إن شاء الله ولكن هناك مشكلة وقعت لي فقد تهدم منجم الذهب الذي امتلكه ومات من جراء هذه الحادثة الكثير من العمال وليس لدي المال الكافي لأجلب غيرهم.قالت السيدة ليلي مقاطعة له: تستطيع أخذ مالي فلا حاجه لي به ؟ فقد كانت السيدة ليلي ذات متاعٍ ومال ولكن رفض زوجها ذلك مر ذلك اليوم على هذا المنزل الذي كان سعيداً يوماً سيئاً لم يسبق أن مر بهم.
ظل شبيب زوج ليلي قابعاً في غرفت المكتب جالساً فيها يفكر في حل لمشكلته وبالفعل وجد حلاً مناسباً لها وهو السفر إلى بلاد كبيرة آن ذاك وكانت تسمى بلاد التجار والأثرياء إنها بلاد الهند ولكن هل ستوافق زوجته ليلي على هذا؟
في الصباح الباكر خرج شبيب من غرفة المكتب ذاهباً إلى غرفة زوجته ليلي التي لم تنم طول الليل وطرق الباب ودخل ووجدها كالعادة تقف في شرفتها وتسقى الزهور اقترب بخطوات تحمل الانكسار مما سيقول. زوجتي العزيزة صباح الخير أجابته :صباحٌ مفعم بالرياحين قال:لقد وجت حلاً لمشكلتي ردت عليه ليلي : أسمعني إيّاه فأنا موافقة على كل ما تقول إذا كان سيحل المشكلة قال زوجها : سنسافر من بلادنا العزيزة لنذهب إلى بلاد الهند لنستثمر المال الباقي وبعدها بتوفيق من الله سنعود إلى ديارنا ومنزلنا وأهلنا . وقع الدلو الذي كانت تسقي منه الماء للزهور وبدت في وجهها علامات الاندهاش ولم تلبث إلا وأن نزلت دموعها النقية وقالت له: أنت زوجي وأنا زوجتك وسوف أذهب حيثما تريد ؟ خرج زوجها من الغرفة بعد أن أمرها بأن تجهز أغراضها للسفر فلم تجد السيدة ليلي إلا أن تبكي على فراقها لبلدها وشرفتها ومنزلها وزهورها وكل الذكريات التي كانت في بلدها .
خرجت من غرفتها وهي تودع زهورها وشرفتها خرجت أنيقة كالعادة بملابس السفر وكانت كلما مرت من زاوية أو مكان في منزلها تودعه وكأنها لن تعود وقف الخدم في صفٍ مترابطٍ ومنتظمٍ أمام الباب يودعونها لأنها كانت ذات سيره حسنه معهم ركبت العربة وهي حزينة ودموعها تجري على خدها الأحمر .



الفصل الثاني:

استغرق السفر أربعة أيام، ووصلت السيدة ليلي وزوجها إلى بلاد التجار(الهند) أحست بشعور غريب فالمجتمع غريب والسوق مكتظ بالزبائن من كل الأجناس أخذتها العربة إلى منزلها بل قصرها الشاهق القائم الثابت الشامخ الذي كان يملكه زوجها ولكن القصر الشامخ لم يبعد حزن ليلي الذي لم يفارقها أبداً.
دخلت قصرها الشامخ كل شي فيه غريب وثمين وقيم وأنيق تماثيله بدت غريبة الشكل ولوحات القصر كانت جميلة والخدم كانوا مختلفين وانطلقت إلى غرفتها بخطوات تحمل الحزن والأسى على ترك البلاد الغالية والحبيبة .
لم تأكل السيدة ليلي أي شيء منذ أن قدمت إلى قصرها وموطنها الجديد استدعى زوجها الغالي طبيبة العائلة لتكشف عليها وخرجت وفي يديها البشرى فقد كانت السيدة ليلي تحمل في أحشائها طفلاً منذ ثلاثة أشهر يرتقب الخروج إلى فجر الدنيا ويترك ظلمة البطن وهذا الخبر أعاد حياة القصر الذي كان يعمه الموت والحزن وبعدها دخل شبيب إلى غرفتها وهو يمشي بخطوات وقال لها الخبر فأعاد إلى السيدة ليلي حياتها من جديد فقد ظهر على وجهها بسمة جميلة تخفي ورائها أمواج الحزن ولكنها منذ أن سمعت الخبر وهي سعيدة بل في أعلى مراتب من السعادة.
مرت الأيام مرور الكرام وجاء موعد الولادة وكان زوجها يقف أمام الباب يمشي ذهابا وإيابا خوفاً على زوجته وخوفاً على مولوده وبالفعل سمع شبيب صرخات الطفل الذي كان أرق من النسيم وبعد ذلك بلحظات خرجت الطبيبة من الغرفة وعلى وجهها علامات الحزن والفرح فقالت في صوت منخفض:عليك يا سيدي أن تؤمن بالقدر خيره وشره فقد أراد الله أن يختبر صبرك فقد توفيت زوجتك بعد الولادة مباشرة ورزقك ببديل عنها وهي طفلة جميلة ظهرت على زوجها علامات الحزن والاندهاش وأعقبها صرخة مدوية وقوية وبعدها سكون لا مثيل له كأنها عاصفة مرت وغادر من المكان دون أي كلمه ولم ينظر إلى طفلته .
مضت الشهور ولم يغادر الأب من غرفته ولم ينظر إلى وجه ابنته الجميله ولم يطلق لها اسماً فبادر الخدم ان يطلقوا عليها اسماً هنديا وهو ((كرشنا)) ومعناه فائقة الجمال وكانت فتاة جميلة المظهر بيضاء كبياض الثلج وعيناها تأسر من ينظر إليها ولكن أباها استسلم للحزن والأسى فحرمه من النظر إلى هذا الجمال .
وذات صباح خرجت الطبيبة وعزمت أن توقف هذا الفراق وطرقت الباب وأذن لها بالدخول فدخلت وجلست على الكرسي المقابل له فبدأت بالكلام قائلة : إن الإنسان إذا استسلم للحزن والضجر نتج عنه الحرمان فلا تحرم قلبك الرحوم من رؤية ابنتك كرشنا فهذا الاسم أطلقه عليها الخدم بعدما أهملتها أنت فرد عليها : أخرجي من هنا لا أريد أن أسمع شيئاً عن تلك الطفله فلم يشعر الأب إلاّ بصفعة في خده أرجعت له صوابه واعتذرت منه وخرجت من الغرفة وظلت الغرفة في سكون تام.
أفاق الأب على صوت العصافير ففكر في كلام الطبيبة وخرج من غرفته وصرخ بأعلى صوته أحظروا لي ابنتي الغالية وبعد سماع هذا الطلب تهلل الخدم فرحاً وأخذوا يركضوا هنا وهنا لإيجهزوها بأفضل ما يكون وعندما وقعت عينه عليها كأنما أرجعت له الروح وفرح فرحاً شديداً وترقرقت عيناه بالدموع حتى بكى جميع الحاضرين.
تغيرت حياة الأب كثيراً فقد أصبح يرفض تركها وحدها ويأخذها حيثما ذهب ومرت السنون وكبرت ابنته كرشنا كما سموّها وأدخلها أفضل مدارس التعليم بكل اللغات واشترى لها أفضل الثياب والهدايا وكانت فتاة متفوقه مثل أمها رحمة الله عليها فهي رسامة بارعة وكاتبة موهوبة ومصممة مبدعة .
عندما كانت في المرحلة الإعدادية حظي والدها بشهرة كبيرة فأصبح من التجار المشهورين وحصلت كرشنا على شهرة في المجال الفني فقد عزفت البيانو في أكبر قاعات الهند وأصبحت نجماً ساطعاً في سماء الفن ولكـن أخذ شيء اهتمامها كله ففي يوم من الأيام دخلت مكتب والدها خلسة وشاهدت على المكتب مذكرات ففتحتها دون وعي بالعواقب الوخيمة وقرأت المذكرات وكانت كلما انتهت من قراءة سطر اندهشت كثيراً وكلما تعمقت بفكرها في الكتاب كانت تندهش أكثر وأغلقت المذكرات وعلامات الاندهاش واضحة على وجهها فذهبت تركض إلى أبيها ودخلت عليه في غرفته وفي رأسها تجول أفكار لا حصر لها وقالت في صوت مرتفع : أبي هل هذا ليس موطننا ؟ إذن لماذا نسكن هنا؟ وبدأت الأسئلة تتواى واحد تلو الأخر حتى أوقفها والدها عن التحدث فقال : سأروي لكي كل ما تريدين ولكن بهدوء فبدأ يقص لها القصص حتى جاء موعد العشاء فأوقفت الدموع والدها عن الكلام وقالت كرشنا بصوت يحفه الحزن: لا داعي للمتابعة يا أبي العزيز فلنذهب لتناول العشاء .
غرفة الطعام كانت قاتمة بل مدلهمة لانه كان يحفها سكون غريب وعلامات الحزن الشديد فقد تبعثرت الذكريات الحزينة لتكدر هم العائلة ولكن استطاعوا ان يتغلبوا على هذا الخزن ومن ذلك اليوم صارت كرشنا تقرأ كتب كثيرة وكبيرة عن العرب وقد زاد إعجابها بشعبها الأصلي وموطنها الأصلي وصارت مهتمة بلغتها الأصلية فأحضر والدها لها أفضل مدرسي اللغة العربية لكي تجيدها بإتقان حتى نمت شجرة الإبداع الأدبي العربي في فكرها فصارت تكتب الشعر والنثر بكل أنواعها فازداد والدها إعجاباً بها.




يتبع....



التعديل الأخير تم بواسطة ّذكريات من بقايا جروح ; 01-01-2010 الساعة 01:11 AM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 01-01-2010, 01:08 AM
الصورة الرمزية ّذكريات من بقايا جروح
ّذكريات من بقايا جروح ّذكريات من بقايا جروح غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
الدولة: في قلــ من يحبني ــب
المشاركات: 349
إرسال رسالة عبر MSN إلى ّذكريات من بقايا جروح
افتراضي







الفصل الثالث:

أصبحت كرشنا في مقتبل العمر وأصبحت مستعدة للزواج لأنها شابه عاقله وشابة في غاية الجمال فعرض عليها الزواج كبار التجار وكثير من الشبان ولكنها رفضت لأنهم كانوا في حقيقة الأمر يريدون الزواج بها من أجل السمعة والمال فأبت أن توافق عليهم حتى وصلت رسالة في يوم من الأيام من حاكم الهند آن ذاك وهو يطلب يد كرشنا ليزوجها لوريثه (ألن) وهو شاب فائق الوسامة شديد الذكاء والحنكة وقوي البنية وأبيض الوجه أسود الشعر تعلم في أكبر جامعات العالم تتمناه كل شابات الهند ولكنه يرفض الزواج بهن ولكن هل ستقبل كرشنا الزواج به ؟ وهل (ألن) العنيد سيقبل الزواج منها ؟
فرح والدها كثيراً فقد تمنى ان تضاء حياة أبنته بشيء من قبس الأمل والسعادة الحقيقة ولكن لم تكن كرشنا تريد الزواج منه ولا تفكر أصلاً في الزواج فأرادت ان ترفض ولكن بطريقة جديدة ففكرت وفكرت حتى ظهرت لها فكرة لا تخطر على أحد .
جاء اليوم الموعود وحضرت العربات إلى قصر والدها ومعهم مجموعة من أعضاء مجلس الدولة وكان (ألن) من بين الحاضرين وشرب الضيوف القهوة وأكلوا الحلوى وهم على أحر من الجمر ينتظرون الجواب وجاء والد كرشنا وعلى وجهه علامات الخجل وبدأ العرق يتصبب منه وقال له والد (ألن) : ماذا كان جواب ابنتك؟ قال والد كرشنا : خيراً يا سيدي الحاكم وافقت أبنتي على أن تكون شريكة حياة إبنك الغالي ولكن ضمن شروط، ارتجت قاعة الضيوف بالهمس واندهش الحضور أتضع شروطا على ابن الحاكم؟ رد والد (ألن): قل ما هي شروطكم ونحن سننفذها ؟ أجابه والد كرشنا في خجل: أن تتزوج بالطريقة العربية وأن تغير اسمها من اللغة الهندية إلى اللغة العربية وأن تبني لها داخل القصر الملكي مدرسة لتعليم اللغة العربية وأن لا تغير ديانة أهلها وديانتها إلى ديانتك وان تمتلك مكتبة كلها مليئة بالكتب العربية.
تفاجأ الحضور من نساءٍ ورجالٍ وبدأ قلب والد كرشنا يخفق بقوة وكان كل ما طلبته كرشنا كان تعجيزاً ليرفض ألن ويغادر خائباً وقف الحاكم وقال بصوت مدوي : سكوت لا أحد يتكلم وأعقبه سكوت غريب وبعدها قال الحاكم: أترضى يا بني بما سمعت من شروط ؟ أجاب ألن والده بقوله: نعم فقال الحاكم:مبارك عليكم زواجكم صافح يد والد كرشنا و تشاوروا في موعد الزفاف وكل أمور الزوجين المنتظرين.
وصل خبر موافقة ألن على شروطها إليها فشعرت بالخوف والحزن كيف وافق كانت خطتي محكمة كنت متأكده من رفضه لتلك الشروط ماذا سأفعل الآن ولكن في تلك اللحظة خظرت على كرشنا فكرة في تحويل هذه الدولة إلى دولة عربية تابعة لوطنها القديم وبقيت صامتة حتى موعد الزفاف.
كرشنا ووالدها فكرا ملياً في الاسم الذي سيطلقانه عليها فقال والدها : ابنتي أنت أغلى كنز في الدنيا بالنسبة لي واشعر بالاطمئنان وأنت بقربي وأنت ثمرة نجاحي في هذه الحياة لذى أفضل أن تغيري أسمكي إلى اسمك الجوهره فماذا تقولين؟ وافقت على ذلك لأنه اسم جميل فأصبح الناس يطلقون عليها اسم الجوهرة بدلاً من كرشنا.
جاء اليوم المنتظر واحتفل الناس بل كل الشعب في تلك اللحظة بزواجها وحصل ما كانت تتمناه فقد تزوجت بالطريقة العربية ولم تغير ديانتها وزادت ثقتها بنفسها ووصلت إلى القصر الملكي فدخلت وهي تعرف انها سوف تودع حياتها القديمة بلا رجعة وأنها سوف تهتم بأمور أخرى ووجدت ما كانت تحلم به مكتبة فيها من كل الكتب العربية المشهورة واستطاعت ان ترى أول مدرسة تبنى في الهند لتعليم اللغة العربية وشاهدت الهدايا ففي هذه الناحية الذهب وفي تلك الناحية الياقوت .




الفصل الرابع:




اعتلى ألن العرش في اليوم التالي بعدما تخلى والده عنه وأصبح حاكم الهند وتمكنت بفضل سياستها العبقرية وذكائها ان تكون مستشارة لزوجها الحاكم ألن بعدما أعجب بجمالها وادبها وخلقها وعلمها وإخلاصها فكانت هذه بداية نهوض فجر مشرق على الهند في تلك الحقبة من الزمن.
الجوهرة كما سميت فيما بعد بدأت في نشر اللغة العربية في أرجاء القصر ونشر عادات العرب وأثرت بأخلاقها العربية التي اكتسبتها فيما بعد في سكان القصر الملكي حتى زوجها أصبح يسمع كلامها ويتعرف على ديانتها ويحترم اللغة العربية حتى أصبح التجار العرب يدخلون الهند دون أي معوقات سياسية أو اقتصادية فأعادت الجوهرة احياء الشجرة العربية في الهند من خلال سقيها باللغة العربية الأصيلة التي بدأت تتدفق من القصر نفسه حتى انتشرت في الهند وبين السكان كانتشار الجيوش في ساحة المعركة فأصبح التجار يتبادلون السلع وهم يتحدثون باللغة العربية وهكذا استمرت الحياة في الهند.
زادت الجوهرة حباً لزوجها ألن الذي لم تفكر في الزواج منه في بداية الأمر وعاشت معه اجمل أيام حياتها وذات يوم شعرت الجوهرة بتعب شديد وبعدما كشفت عليها الطبيبة بشرتهم بقدوم طفل يحمل اسم العائلة ويرث الحكم فبعدما وقع هذا الخبر على سمع ألن فرح فرحاً شديداً ورقص القصر الملكي فرحاً.
في نفس تلك الشهور من ذاك الخبر الجيد حدث أمر فضيع ففي آخر سنوات حكم ألن للهند استطاع القراصنة من السيطرة على أجزاء كبيرة من الأراضي الهندية فبادر زوجها في تجهيز الجيش للقتال ولكن شعرت الجوهرة في تلك الاثناء بالخوف والحزن خوفاً من فقد زوجها الغالي ألن.
في صباح اليوم الثاني جاء ألن ليودع زوجته قبل خروجه للقتال شاهد ألن في وجه الجوهرة الحزن الشديد وحكت عيناها ما عجزت أن تبوح به ولكن قال لها : انت أفضل شريكة قاسمتها حياتي ومالي وحكمي وجاهي وكل حياتي فأتمني أن تحافظي على أبننا المنتظر لحين عودتي من القتال فاختلطت في تلك اللحظة جيوش الحزن والأمل في قلب الجوهرة فودعت زوجها ودعت له بالتوفيق.
نشبت حرب كبيرة لم ترحم أحدا ولم تنتج سوء شعب ضعيف وأطفال ايتام ونساء حزينات وحدث ما لم يكن في الحسبان فقد توفي حاكم الهند ألن في تلك المعركة ووصل خبر وفاته لزوجته فحزنت حزن شديدا فأبت الدموع إلا ان تشاركها حزنها وكانت الهند تنتظر حاكما يحكمها ويعيد صفوف الشعب إلى صف واحد ويكونوا يدا واحدة ليطردوا الغزاة من بلدهم ففكروا حتى وصلوا إلى حل وقرار وهو وضع الجوهرة حاكمة على الهند لانها أعلم من في القصر الملكي بالسياسة والسلطة لم يستطيعوا أن يخبروها بذلك لانها كانت في ذروة الحزن فأخبروا ولدها أن يقول لها ذلك فوافق .





الفصل الخامس والآخير:

دخل والدها الغرفة التي كانت قاتمة ومظلمة اللون وتنتظر بصيصاً من الأمل واقترب من الجوهرة وقال لها في صوت حزين: ابنتي القدر يلعب بالحياة كما نعرف ولكن يجب أن نتحمل ونصبر على المصائب ها أنا فقدت أمك في الماضي ولكنني بقيت صامداً فوهب لي ربي ابنة تشبه القمر في الجمال وأذكي من عرفت حتى الآن فبهذا الخبر تتحطم كل طموحاتك عودي لرشدكِ هيا يا بنيتي قال: يا أبي اتركني وشأني لا أريد أحداً في الغرفة فقطع كلامها بصفعة على خدها أرجعت إليها صوابها وقال لها : عودي كما عرفتك فتاة لا تستسلم لليأس ولا للحزن واعلمي أنكِ أنت الآن في مسؤولية كبيرة فالمجلس عرض عليكِ أن تكوني حاكمة الهند بعد زوجكِ فما ردكِ ؟ فأجابت بقولها : لا لا أستطيع لأنها مسؤولية كبيرة لست مستعدة لها ولكن بفضل إصرار والدها وعزمه وافقت على ذلك فكفكفت العبرات التي كانت على وجهها وبدت كالضوء الذي كانوا ينتظرون قدومه.
فأول ما قامت به هو توحيد صفوف الشعب فاستطاعت أن تكسب رضى الشعب فوافق الشعب ان يكونوا في صفها فجهزت جيشاً كبيراً يهابه العدو بعد ذلك قامت برسم خطة عسكرية تقتضي اخراج العدو في أقرب وقت وفرصة وبالفعل نشبت حرب كبيرة خرج فيها القراصنة وهم يجرون أذيال الهزيمة وفرح الشعب كثيراً بهذا النصر المنشود.
بعد ذلك وصلت الهند في عهد حكم الجوهرة إلى أعلى المراتب ولاسيما في فبداية عهدها فقد أنفقت أموالاً طائلة من أجل نواة كل شي ألا وهي العلم فقد اصبح الشعب كله تحت ظل حكمها شعب مثقف ولكنها قامت باتخاذ عدة امور من بينها اصبحت لغة الدراسة والتجارة والصناعة هي اللغة العربية حتى استطاعت أن تفتح أكبر مكتبة في العالم تحتوي على الكتب العربية وكانت مرجع لرواد العلم من شتى بقاع العالم الشاسع .
في لحظة من لحظات حكمها وجهت حكمها عقبة من العقبات وهي ازمة مالية ادت إلى موت بعض شعبها مما سبب في جرح عميق في قلب الحاكمة الجوهرة فأشارت لي والدها بحفر المناجم بحثاً عن شي من الحجارة الكريمة وبالفعل وجدوا نوعاً جديداً من الحجارة لم تكون موجودة في العالم الخارجي وتم تسمية الحجر بحجر الجوهرة تخليداً لإنجازاتها القيمة.
تقدم إلى خطبتها معظم ملوك الدول الأخرى ولكنها رفضت خوفاً على شعبها وحكمها وأبنها المنتظر فقد ولدت الحاكمة الجوهرة طفلاً كان كالشمس الساطعة فتربى في منزل عز وشأن وكانت له الأفضلية وترعرع في بيت ملك حتى كبر وأصبح شاباً كبيراً.
عمّرت عمراً كبيراً فقد دام حكمها أكثر من خمسين عاماً حتى اشتعل رأسها شيبا ففي نهاية حكمها قامت بكتابة مذكرات كتبت فيها عن ماضيها التليد وكل ما خلفته من إنجازات وكانت بمثابة رسالة لابنها تخبره فيها بأنه سيكون في عاتقه حمل ثقيل عليه أن يستعد له من الآن اصبحت تلك المذكرة بعد ذلك سيرتها الحسنة بعد موتها فقد جاءها الأجل طارقاً بابها بعد أن كانت من النساء الخالدات في الذاكرة فهي عالمة ومفكرة وأديبة اقتحمت الميدان العلمي واصبحت في مقدمته فهنيئا لها ذلك وبعدها واصل ابنها العزيز خُطا ولدته فكان آخر حاكم عربي يحكم الهند آن ذاك ومن تلك الحقبة صارت الهند تتقدم بالشكر إلى هذه الحاكمة العظيمة وولدها العزيز الذي عاش الناس حياة الرفاهية في عهده وعهد والدته الجوهرة .





شكــراً وآسفين على الإطالهـ

تحياتي
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 01-01-2010, 01:14 AM
الصورة الرمزية نبيلة مهدي
نبيلة مهدي نبيلة مهدي غير متواجد حالياً
كاتبة مميزة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
الدولة: هناك..؟
المشاركات: 4,581

اوسمتي

افتراضي

القصة رائعة جدا جدا

أعجبتني كثيرا و الأحداث كانت مثيرة

واصل في كتاباتك

انتظر جديدك

مودتي
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 01-01-2010, 01:23 AM
الصورة الرمزية ّذكريات من بقايا جروح
ّذكريات من بقايا جروح ّذكريات من بقايا جروح غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
الدولة: في قلــ من يحبني ــب
المشاركات: 349
إرسال رسالة عبر MSN إلى ّذكريات من بقايا جروح
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ريحانة مشاهدة المشاركة
القصة رائعة جدا جدا

أعجبتني كثيرا و الأحداث كانت مثيرة

واصل في كتاباتك

انتظر جديدك

مودتي
يسلموووو يا اختــاهـ

الحمد لله أنهــا اجبتكــِ

يسلمووو يا الغاليهـ على التشجيع

إذا في اي انتقــاد انتظركمــ

تحياتي
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 01-01-2010, 02:00 AM
الصورة الرمزية سالم الوشاحي
سالم الوشاحي سالم الوشاحي غير متواجد حالياً
إداري سابق
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,853

اوسمتي
وسام أجمل الردود وسام الإدارة درع الإبداع وسام الإبداع مميز السلطنة الأدبية وسام التميز 
مجموع الاوسمة: 6

افتراضي

(ذكريات من بقايا جروح)

أعجبتني كثيرا

هذه القصه

في ماجرت من أحداث

تقبل مروري هنا

((أبوسامي))
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 01-01-2010, 02:09 AM
الصورة الرمزية ّذكريات من بقايا جروح
ّذكريات من بقايا جروح ّذكريات من بقايا جروح غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
الدولة: في قلــ من يحبني ــب
المشاركات: 349
إرسال رسالة عبر MSN إلى ّذكريات من بقايا جروح
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو سامي مشاهدة المشاركة
(ذكريات من بقايا جروح)

أعجبتني كثيرا

هذه القصه

في ماجرت من أحداث

تقبل مروري هنا

((أبوسامي))
يسلمووو يا اخي على المرور

والحمد لله انهـ القصهـ اعجبتكـِ :d

واتمني ان نرى جديدكــ ولا تحرمنـا من مروركــ

ارق التحايا يا اخي الغالي

وإلى الأمام
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:02 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية