الإدارة .. العاطفة والقرارات !!

[وحيد المسكري]

الإدارة .. العاطفة والقرارات !!

-
/

بادىء ذي بدء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , تحية للقلوب الجميلة العطرة ولأصحاب العقل النيره المفكره لما فيه المصحلة والخير إن شاء الله .

/

لا يخفى عليكم أهمية العاطفة في حياة الإنسان إذ تعتبر العاطفة مشكل أساسي لسلوك الإنسان ذاته , سواء في التعامل الفردي أو المجتمعي .
لذلك تعتبر العاطفه مطلب لابد منه في حياتنا اليوميه ..

لكن .. ما يجب أن نقف عليه ونتمعن فيه ( العاطفة في مجالات العمل الحياتيه ) , وكيف للعاطفه أن تؤثر في سير عمل المؤسسات بأنواعها , ومدى تأثيرها في إتخاذ القرارات التي تشكل قرارا حاسما للرقي بتلك المؤسسات للأفضل .

ومما لا شك فيه أن لكل إنسان نزوات عاطفيه معينة , فالبعض يميل بعاطفة لجنس دون آخر , ومثال على ذلك :
عندما يميل المدير القيادي على مؤسسة ما عاطفيا إلى الجنس الأنثوي أكثر مما هو عليه على نفس جنسه , وألعكس صحيح ,
وربما بعض الأحيان تحيز جنس مع جنسه دون الآخر , ويعود هذا بسبب إنعكاس العاطفة في التعامل المباشر مع الأشخاص .

ومن وجهة نظري حول هذا الموضوع أن إتخاذ القرار يجب أن يكون من مبدأ العقل والتفكير الحكيم لا أن تسود العاطفة في إتخاذ أي قرار .
لأنه كثير من المآزق التي تحدث حاليا في المؤسسات تكون إنعكاس في اتخاذ القرارات من مبدأ العاطفة .

• من القصص التي حدثت في أحد المؤسسات : ( أحد القياديين يتعامل مع أحد الموظفات بمثابة إبنته وهي تعامله بذات المعامله على أساس أنه الأب الحنون , لكن هذا الأمر إنعكس سلبا بسبب تعجرف تلك الفتاة في المؤسسة والسلبيات الواضح خلال عملها من خلال منحها منصب إشرافي رغم عدم كفائها وإمكانيتها في إدارة ذلك القسم وتلاحظ كثيرا من خلال العمل ضعفها الواضح , وكل هذا بسبب تدخل العاطفة في إتخاذ القرار لتكون جزء قيادي سلبي على تلك المؤسسة .
- ومن المؤسف حقا أن يكون المدير القيادي في تلك المؤسسة ضعيف في اتخاذ القرار المناسب دون تدخل العاطفة في الأمر .
رغم وجود الخلل إلا أنه أصبح لا يمكنه التفريق بالجهد المبذول في المؤسسة بسبب ضعفه القيادي هناك.

/
والأمثلة كثيره ومتعدده إن تم حصرها لن ننتهي منها ..

الهدف من القضية هنا أن نعي تماما حول إدارة الأمور بطريقة لا تتلبسها العاطفة , ولا ضير من أن نعامل الأخرين بما يمليه العقل في تحكيم الأمور للأفضل . وتبعات قضية كهذه سوف يكون لها تأثير واضح مع مرور الوقت . لذلك أتمنى حقا أن لا تكون العاطفة سبب رئيسي في دمار مؤسسة ما .

وإن كان التعامل مع الأخرين يقتضي أن نكون واقعيين معهم وبسلاسه لا ضير من ذلك .

وجزاكم الله خيرا

...

أعتذر لأي خطأ كتبته عن طريق الهاتف

[إدريس الراشدي]

أهلا بكَ وحيد وبموضوعك الراقي جدا

الإنسان ما بين العاطفة والعقلانية ، يجب أن يتحكّم المرء بإيجابية ما بين العاطفة والعقلانية ، وهما نصفين لا ينفصلان ، ولكن قد يغلب نصف منها على النصف الآخر كأن نصف شخص بأنّه عاطفي فنراه يغلب عليه طابع المحاباة والمجاملات ولكن لا يعني بأنه فاشل في العمل ولكن يصعب عليه أن يكون في منصبا يدخل فيه صناعة القرار.

في العمل والإدارة يتعامل المرء مع زملائه الموظفين بود واحترام وتسامح وصفح وعفو ، فكلها تندرج تحت العاطفة والحكمة أيضا ، فالعاطفة - ومثلما قلت أخي العزيز تغلب كثيرا في التعامل مع الآخرين سواءا في البيت ، العمل أو أي مكان آخر ، وأكررها بأن الإحترام والود والتسامح والترحاب والعفو والصفح كلها عواطف بحاجةٌ لها حتى في العمل ولكن دون أن تؤثر سلبا على مصلحة المؤسسة وسير العمل ، وأعني بذلك ما إن نتطرق الى الإدارة وما يتعلّق بمضمون العمل ينبغي على المرء أن يكون عاقلا حكيما وخاصة عند القيام بإصدار القرارات ، فقبل إصدار اي قرار تكون هنالك دراسة ترأسها العقلانية والحكمة بعيدا كل البعد عن العاطفة من مجاملة ومحاباة ، فصاحب القرار يجب أن يعي جيدا ذلك ، فمثلا في حالة إختيار أحدٌ ما لشغل منصب ، فيجب أن يأخذ بعين الإعتبار أن يختار الشخص المناسب في المكان المناسب بعيدا كل البعد عن أي محاباة ومحسوبيات تندرج تحت العواطف المخلّة تماما بدور المؤسسة ، واضعا نصب عينيه أولوية تقدّم وتطور المؤسسة وزيادة دخلها بما يعود بالفائدة على المؤسسة والموظفين بشكل خاص وعلى الوطن بشكل عام.

لو تأملنا أخي العزيز وحيد ،
الرجال قوّامون على النساء ، فجعل الله القوامة للرجال لذلك السبب أيضا وهو كون الرجل تغلب عليه الحكمة والعقلانية لا العاطفة ، ولكون ما منحه الله له من عقل أكمل من عقل المرأة وعلم أغزر من علمها في أغلب الأمور.

باختصار ، الحكمة في التصرّف والتعامل واصدار القرار ، هي كل ما يحتاجه كل إنسان وبالأخص أصحاب القرارت والإدارة بشكل عام ( الحكمة ثم الحكمة ). والحكيم هو من يعرف متى يكون عاطفيا ومتى يحتاج الى النظر للأمور وفهمها بعقلانية أكثر ، والحكيم هو الناجح والسعيد في حياته .. أتعلم لماذا .. فقد يكون هنالك أحد ما ناجحٌ إداريا ولكن فاشل في حياته الخاصة عندما يأخذ كل أعباء العمل وهَمَ وظيفته الى البيت ، فلا يطيق أحدا في البيت ، والعكس عندما يأخذ أعباء وهموم البيت الى العمل فلا يؤدي عمله والذي هو مصدر رزقه بأكمل وجه. هنا تظهر الحكمة أخي الحبيب وحيد ، ولذلك تبقى الحكمة سيدي نستمدّها لو نظرنا وتأملنا في سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلّم نجد ان في حياته مواقف جمّى تفيض حكمةً وعلما نيّرا وفهما واعيا.

وإن جئنا لعماننا الحبيبة نرى الحكمة في شخص مولانا صاحب الجلالة يحفظه الله ويرعاه في أمورا ومواقف كثيرة
، قدوةٌ يُحتذى بها ونفخر به دائما وبدا

أعتذر أخي الجميل الأنيق وحيد عل الإطالة .. وأتمنى أن تعذرني ان كانت هنالك أخطاء املائية وما شابه ..

تقبّل مروري مع خالص التحايا والود والتقدير

[ريم الحربي]

أخي الكريم وحيد المسكري أحييك على هذا الموضوع الجميل الهادف

مما لا شك فيه أن العاطفة لها تأثير كبير على شخصية الفرد وقراراته

لذا عليه أن يكون حكيماً فيتحكم في عاطفته ولا يسمح أن تتحكم به

ونحن لا نقول أن على القيادي أن يكون جاف المشاعر قاسي القلب

بل نقول بأن عليه أن يكون حكيماً وأن يراعي مصلحة الجميع وهذا يكون من خلال مراعاة مصلحة

العمل فلا يكون قراره مبني على عاطفة معينة تجاه فرد أو مراعاة لعلاقة صداقة أو قرابة

لأن هذا يعني ضياع العمل مما يعني ضياع جهد آخرين ساهموا فيه وساعدوا على قيامه

مما يكون فيه ظلم للفريق بأكمله

إذن متى تكون العاطفة مطلوبة من القائد ؟ .. عندما تكون في مكانها الصحيح عندما تعني تفهم

حاجات اللذين معي وعدم تكليفهم فوق طاقتهم مع مراعاة أن تكون شاملة للجميع دون أن تكون حكراً

على أحد دون أخر كما أنها يجب أن يحكمها الحزم والحكمة كي لا يحاول أحد أن يتجاوز حدوده أو

أن يحاول استغلالها

كما على القائد أن يكون حكيماً في معاملة فريقه ولنضرب مثالاً لتوضيح .....

مؤكد أن الناس ليسوا سواسية في القدرات وسيكون لدينا الموظف المبدع الذي يبحث عن التجديد

والتطور مما يلفت إليه الانتباه أكثر من غيره وبالتأكيد سيلفت انتباه قائد العمل فهل يعني

هذا أن أحاول تهميشه كي لا يقال أنني أجامله أو أميزه وبذلك أكون أحبطت همته وظلمته

أو أن أعطيه صلاحيات فوق صلاحياته المسموح بها وأسمح له بالتمادي والتجاوز على حساب زملائه

بحجة أنه كفائه لا أريد أن أفقدها وبذلك أكون آذيت زملائه وظلمتهم وأضربت بسير العمل لأنني

إنما أزرع بيدي الفتنة بين أفراد فريقي ... مؤكد لا لكلا الحالتين

إذن ما لعمل حيال ذلك .....؟

الحل أن لا أظلم ولا أُظلم أن أعامله بحكمه أن أعطيه حقه في الدعم والتشجيع لكن ليس على حساب

زملائه لا أعطيه صلاحيات لا يسمح بها موقعه ولا أسمح له بتجاوز صلاحياته وعندما يفعل عليه أن

يتحمل نتيجة خطئه كما يتحمله أي فرد أخر

ولنا في صحابة رسول الله أسوة فها هوا عمر بن الخطاب يرسل في طلب عمر بن العاص وهو من هو

في الإسلام وقد كان والي مصر وقتها من أجل أن يحاسبه عن خطأ أبنه في حق القبطي

وأنظر ما فعلت تلك السياسة لقد نجحت الدولة الإسلامية أيما نجاح


أستاذي الكريم وحيد أكتفي بهذا القدر بانتظار أراء الإخوة وسأكون قريبة من الموضوع فهو يستحق

أكثر من وقفة

شكرا لك أخي العزيز

[شمس العروبه]

الأستاذ وحيد المسكري

شكرا لك على جرأتك التي اثرت بهاهذ الموضوع الجريء والمهم جدا

فمن المعلوم بأن المناصب القياديه على مستوى الإدارات في المؤسسات

لابد بأن يكون اصحابهامتمتعين بقوة الشخصية ورجاحة العقل وسعة الصدر

وحكة الرأي وعدم إنفرادية الرأي والأخذ بالمشورة ممن يتمتعون بالحنكة

والإبتعاد عن المحاباة والمجاملات بقدر المستطاع وعدم الرضوخ لأي شرط

قد يؤثر على اي قرار من قرارات تلك المؤسسة حفاظا على سمعة ومكانة

المؤسسة وإبتعادا عن إمكانية الوقوع في متاهة الظلم بسبب سوء الفهم

كما ان للعقلاء دور هام في عملية كبح جماح نفس بعض هذه الشخصيات

القيادية وذلك بإسداء النصح والإرشاد من خلال تبادل الآراء والمناقشات الجاده

تحاشيا من استصدار قرارات عشوائية بغية إرضاء بعض العناصر الموجوده

في تلك المؤسسه بغض النظر عن السلبيات التي قد تنتج جرّاء هذه القرارات

لذا فليدع كل هذه المؤثرات جانبا ولينتبه لكل ما يحيطون به ويحط نصب عينيه

مصلحة تلك المؤسسة والمحافظة على كل الإنجازات والمجهودات التي قام بها

كل منتسبيها حفاظا على حقوقهم وحفاظا على ماقدموه من مجهودات ملموسه

الى هنا واكتفي وسوف انهي مداخلتي

ولك شكري وتقديري

[إدريس الراشدي]

تذكّرت قصة لعلها ستثري الموضوع ان شاء الله ـ تأملوها جيدا فإن بها درسا نستفيد منه سمعتها منذ زمن وأقدمها لكم

( أسردها بطريقة سريعه وبإسلوبي البسيط .. فأتمنى ان تصل كما ينبغي )
وعاد أقول لأخوتنا الأعزاء وأساتذة القصة القصيرة
- ناجى جوهر, رحيق الكلمات, أم أفنان الرطيبيه -
إقرؤها وخبروني أيش رايكم :d

مدير أجنبي غير مسلم يعمل في شركة من الشركات التي تعتمد عليها دولةٌ ما في اقتصادها ، حدث خلاف حاد بينه وبين أحد موظفيه - ( اسمه خالد ) - حتى أدى ذلك الخلاف الى شجار امام باقي الموظفين ، وكان خالد أحد الموظفين المجتهدين والمجدين بالشركة ، فاستمر بينهم الإختلاف لدرجة إن كل واحد منهم لا يلقي السلام على الآخر ، وكان خالد مستمرٌ في اجتهاده بالعمل رغم ان بعضا من زملائه يحاولون إحباطه عندما يذكرون له بأن المدير لن يعطيه تقييم متميز مع نهاية هذه السنه بسبب خلافه معه ، وكان خالد لا يكترث بكلامهم ويواصل عطائه الإيجابي متناسيا ما حدث. وبنهاية السنة ، كان ما أثار غرابة الموظفين ، هو أن المدير أعطى خالدا حقّه في التقييم وبدرجة امتياز ومع التكريم ، وعندما سُئِل المدير - في اجتماعٍ ما - كيف أنّه لم يقتص من خالد بل قيّمه خير تقييم مع التكريم ، فردّ عليهم:

لأن خالدٌ ( الكلب ) .. إنسان مخلص في عمله ويؤدي وظيفته بإتقان وعلى أكمل وجه رغم ما حدث بيني وبينه.

الدرس المستفاد من هذه القصة:
* من رد المدير يتبيّن بأن عاطفة الكره والغضب من خالد كانت باقية في نفس المدير ( ويتبيّن ذلك من خلال رده بكلمة " الكلب " ) - إلّا أنه أمر خاص بينه وبين خالد ، ولم تؤثر قط على تقييم خالد ، فيتبيّن منها أن هم المدير الرقي بالشركة والنهوض بالموظفين دون ان تحكمه العواطف التي تخل بسيرها وتقدمها ، فهذا مثال للمدير المثالي الناجح.

ودي ^_^

[أمواج]

الفاضل وحيد المسكري

ما أروع قلمك عندما يكتب عن واقع موجود بالفعل في بعض المؤسسات

وإختصاراً لردي

******* أن الأفاضل من سبقوني بالرد بالفعل كان إثراء رائع

أخي

إتخــــــــــــاذ القرار يستوجب ؟؟؟

1- لا للمجاملات في اتخاذ القرار:

2- لا للعواطف:

لأن العواطف عواصف،سببا في اتخاذ موقف لا يتفق مع المبدأ أو يخالف العهد والميثاق أو يخالف

ما ينبغي أن يكون عليه الإنسان العاطفة مؤثرة لا شك في ذلك لها أثر حتى في القرارات.