لا للسهر

[مختار السلامي]

الجميل

جاسم القرطوبي



وهذا النص الانيق الذي أمامنا ما هو الا شحنة من الشجن الذي
يراود الشاعر عن نفسه وكان لمطلع النص حقيقة القادم وهو الاساس نص مختصر أو لنقل مركز حيث انه لم يتعدا السبعة أبيات
وهذا دليل الجمال الذي أقصده لان من المتعارف عليه في النصوص الذي تحمل طابع الشجن والعاطفة ما تكون طويلة نسبياً وذلك لكون المرحلة العاطفية الذي مر بها الشاعر
ما تكون مختزلة للكثير من المواقف والملسلمات التي قد يغفل عنها البقية من الذين لم يتوغلوا في عمق التجربة العاطفية رغم أن الشاعر لم يحدد تلك الفترة بشكل مباشر ولكن من قراءة النص يتضح لي
شخصياً بأن الشاعر تعمد في وضع التركيز وهذا الاختصار الموحي فرضاً بقصر العلاقة ولكن التركيبة التصويرية السهلة واللغة السهله أيضاً والقريبة من القلب وأنا دائماً ما أقول بأن النصوص التي تحمل لغتها السهله هي الجديرة بالدخول الى القلب بدون أستأذان وتبقى عالقة الفكرة والهوية وهذا ما أتجه اليها الشاعر جاسم القرطوبي.

ومن البيت الاول
للعيون النوم لا لا لسهر

أجد في صدر هذا البيت الذي يذكرني بنقيضه تماماً وهي كلمات أغنية السيدة العظيمة "فيروز" في أغنيتها "عودك رنان" عندما تصدح (الليل مش للنوم أصل الليل للسهر)
ويتتابع هذا النص بطريقة مريحة غير متكلفة لبر الامان والامنيات المختبئة.



عموماً النص به الكثير من الجماليات وكما ذكر الشاعر لرده للأخ الكريم سعيد الفطيسي الذي توقف حول الوزن وفي أعتقادي كان يلمح الفطيسي الى البيت الثاني من النص أو التلميح الى عجز البيت السادس
وأنا هنا لا اشكك في نظرة الاخ سعيد ولكن النص تماشى مع وزن:

فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن
-ب-- -ب-- -ب--
وهو م أوزان السامر والذي يناظرة في البحور الفصيحة بحر الرمل وقد يرد بتفعلتين كاملتين في العروض والضرب ويلاحظ في حالة اكتمال (فاعلاتن) في العروض والضرب فأن القصيدة يجب أن تكون (مظمومة)
القافية وأيضاً ما لهذا البحر من خاصية الغناء وهو بحر مغنى.



شكراً لجاسم القرطوبي لهذا النص الجميل