روابط مفيدة :
استرجاع كلمة المرور|
طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
قصة قصيرة..عربي تعدى، و قطف..
قصة قصيرة ...
عربي تعدى..و قطف... كانت تتحدى بلطفها تآكل الزمن وطقوسه ، واقفة تضاهي بنسغها الدم وتحادي بيخضورها الروح ، واقفة تترنح على ايقاع النسيم المعلول بحبها وهيبتها ، تتهدهد وتغازل التعاقب على اللباس المدلهم فوق وضم العرض للعرض في هرج الأنوار الكاشفة لكنوز الأسرار، ما أمهرهم في وضع المسحوقات .. محطة كانت للنظر واشعاعا للهف المشاعر النبيلة ، كانت اللمسة الجميلة التي تضع الفرح وتزيل تعب ذلك الشارع الطويل ، فيها سر الابتهاج ، تعاكس مارته وتصنع مسك ختامه ، تلقن بسمات السلام ، وتهب مفاتيح الراحة عند أبواب التعب ، تضفي تواصل الزمن الربيعي في النفس التواقة للتنافس من أجل الأجمل على معادلة الحظوظ ، ينطلق من محياها نغم الحياة اللعوب ، يكسر الملل لصنع نكهة الاعادة ، ولذة دافع الوهيج المتدفق من عمق الوجدان ، يسعر ، ويزيد في لهب الغرائز الخامدة .. كانت تصور حدة معان الحياة .. كلمت الحق وظفت للباطل .. يصبح عليها الجميع ويمسي ، تتصدر روائع الحديث ، وتنتهي بها الأمثال في أحضان الجلسات الحميمية التي تلهمها لمريديها ، تحضن بكل رفق وحنو بسمة الاعجاب المسترسلة ، تهزم الحزن والغضب ، وتزهر أودية التائهين في عوالم الكلم .. قال عنها الراهب ، انتعاش الروح ، وقال الحاكم بلسم الجروح ، وقال الشاعر أسطورة البوح .. لا شك أن في الأمر سر ..يذكرها كل شيء ، حتى قطرات الندى البلورية التي كانت تسكبها في عسعسة الليل ويكفكفها تنفس الفجر الواعد ، الكل يذكر انحناءها من الضحى الى العصر، أرهقت بتواضعها أنفة الدهر وشموخ الموت وعنفوان القبر في كل صدر ..هكذا كانت ، أبت سخرية الدهر وهي تعبث بأظافر الشر الا أن تزرع الذعر في مقامات الزهر، متطاولة انتزعت لواء التسامح ورمز المحبة ، وألبست المدينة بل الوطن كله رداء السؤال وسخط البال .. ـ من فعل هذا بجميلتنا ؟ لا يمكن الا أن يكون حيوانا يمشي على اثنين ويأكل بأربعين .. ـ من اقترف هذه الجريمة في حق النظر، في حق البصر، في حق الانسانية جمعاء والبشر؟ ... وأنا أقرأ الخبر قلت في نفسي لعلها تكون خبيرة اكتشفت مفعولا يربو رغيف الخبز والحريرة ، أو كيل الأرز أو الذرى أو الشعير حتى ، أو تمر الحميرة ، انشغلت بهذا ورحت أستعظم الخسارة التي منيت بها البشرية في شخص هذه العبقرية ، وراح لساني يلتهم الكلمات في الفراغ كآلة انفصلت عن الجزء الذي يشتغل بها ، وما أيقظني الا صراخ ذلك الطفل في فلسطين ، وأنين الشيوخ والنساء في العراق ، وضحايا المجاعات في افريقيا ، كانت هذه الأصوات خامدة فثارت دفعة واحدة ، فعدت الى الحياة المرة ، وجدت نفسي أجلس في فناء المقهى وحيدا ، منعزلا ، مهلهلا ، أمام فنجان قهوة أصارع آليات لسعات الذباب وهرج الأحباب ، ورائحة البن والتبغ وتعفن الباب ... ما أبشع الحضارات القاهرة .. عدت الى حيث افترق اللسان و الجنان ، أعيد بتركيز أقوى و أكبر وعزيمة مسلسلة قراءة الفقرات التي صنعت ما تبقى من النص وأنا أقول في قرارة اليرقاء التي بدأت تهدل على الأطلال ..كم يحسنون قص الخطاب وتربيع الحساب وخياطة الثياب .. ـ قال الشاهد : فعلها ذلك الذي جرفه الينا السيل وجاء به السبيل . قيدوه ، صفعوه ، دفعوه ، ركلوه وفي مركز التحقيق وضعوه . ـ ما اسمك وما لقبك ولماذا فعلت فعلتك الشنيعة تلك ؟ ـ أنا عاملكم الظريف ، أكنس شوارعكم ، أسقي حدائقكم ، أنظف مصاريف مياهكم الزخمة ، أرمي فضلاتكم ، أنا محرك آلاتكم ومراكبكم ومركباتكم ، مشيد حضارتكم أنا ، أنا أنا ، وأنتم الأنا ..أما هي ، لقد أعجبتني يا سيدي ، فأهديتها لصغيرتي ، وضعتها فوق قبرها رسالة وفاء لذلك الطفل الفلسطيني ، الى أطفال صبرا ، الى كل شهداء البراءة ، شهداء غزة . ـ هذه هي جريمتك ، جريمة يعاقب عليها القانون في حضارتنا . ـ ومتى كان الاعجاب جريمة في حق البشرية ؟ ـ دعك ، وقل شيئا آخر ـ في بلدي يا سيدي ، مثلها هدية الفقير، في بلدي ، يا سيدي ، هي زينة الغدير ومهد الفراشات ووكر للعصافير، في بلدي هي عطر السفير، قطفها حب لطيف ، وتركها حب عنيف .. انكم تهدوننا الرصاص ، وطعنات الخناجر على القرطاس ، ونحن نهديكم العرق على مد الشفق . ـ بلدكم جحيم ، ، ، هذه الأنانية هي التي تعاقب عليها قوانيننا ... فعلتك تلك جريمة . ـ كل الأشياء نتقاسمها في بلدي . ـ قتلت الأمل ، قتلت البسمة ، قتلت الرفق ، قتلت الذوق الجميل . ـ هذه نباتات ، يا سيدي ... ـ قلت لك دعك ، كفى فلسفة ، أنتم مفسدون ـ مثلها يا سيدي ، في بلدي ، فراش في النزهة ، وباقات في مزاهر لبيوت ـ من أين لكم هذا ؟ ، أنتم مجرد وحوش ، ارهاب ليس لكم من المدنية و التحضر شيء ... لا ثقافة لكم ولا مدنية ، ولا حضارة ... ارحلوا عنا .. ارحلوا عنا .. يهم الرجل بالانصراف ... ـ لا ، لا ، لا أقصد هذا ، أقول لا تأتوا الينا اطلاقا ، أما وقد جئتم وأرقتمونا ، فيجب علينا الآن تأديبكم ، وترويضكم ، وتربيتكم ، كما تروض أشباهكم ـ سيدي ، ماذا بعد ...هذه دماؤنا في أنابيبكم ، وعرقنا في شرايينكم ، وأرواحنا عالقة في رقابكم ،... فماذا بعد ؟ ـ رغما عنكم ...لا تصلحوا لشيء .. خذوه . حينها كانت الصحافة تتزاحم أمام باب المركز ، استنفار عام للأرمدة الاعلامية الغربية ، ووكالات الأنباء تتناقل خبر العربي الذي تعدى وقطف وردة مختار سعيدي |
#2
|
||||
|
||||
أستاذي الكريم
مختار سعيدي ماذا يقول الحرف هنا فعلا أدهشتني... التصوير الذي وجدته هنا جميل جدا رائع أنت و منكم نستفيد.. كن بخير |
#3
|
|||
|
|||
ما شاء الله عليك أخوي مميز دمت بود
__________________
أساير ..الناس كلٍ ...حسب منطوقة واخالف اللي يخالف للعرب منطق واعف عن اللي تهادت قبل مطروقة بخاطرٍ لا حكى خلى ..الصخر ينطق عبدالله العمري |
#4
|
||||
|
||||
الاستاذ عبد الله العمري.. الفاضلة ريحانة..
قلم من ريحان يصنع الدهشة ، و قلم كالغيث يسقيها.. دمتما في رعاية الله وحفظه.. أنتما على جدارية الذاكرة ، رمز الصدق و الوفاء.. السلام عليكم و رحمة الله و بركاته مختار سعيدي |
#5
|
||||
|
||||
مختار سعيدي / شكرا
لهذا الابداع وننتظر المزيد ((أبوسامي)) |
#6
|
||||
|
||||
أبو سامي
أشد على يدك بكل قوة ..نعم الوصل وصل الحرف دمت بخير مختار سعيدي |
|
|