حينما ينتصف الليل ويتعلق بأسماله بقايا أمل إذن هناك عيون تبقى حالمة وتحدق حتى ولو في الظلمة .. تحدق عن ضياء قادم قد اختبأ خلف الظلام .. قد اختبأ خلف الغمام ... حينما ينتصف الليل تحلق طيور كمال عميره وكأنها تمشط الفضاءات باحثة عن بقايا الأمل المغترب ... حينما ينتصف الليل يكتب كمال عميره كلماته وكأنه يستجدي الحنين أو يدعو الأمس البعيد ليصف الحبيبة الغائبة .. ليرسل مكاتيب الهوى إلى الضفة الأخرى .. ليوقد من تلك الكلمات فوانيس التعقب والانتظار .
كم أنت رائع أستاذي .. هكذا حينما يدعوك الحنين على مائدته تدعونا معك فعلى تلك المائدة تتنوع عطاياك ونحن نشرب من كؤوس إبداعاتك حد الثمالة .
تقول الروائية مي منسي في روايتها انتعل الغبار وأمشي :
( غريبة هي الذاكرة : تتسلل من ثقوب النسيان ، تزحف بين شقوق العمر ، ومهما أغلقنا الأبواب في وجهها وأقفلنا النوافذ المطلة عليها ، صورة عابرة ، صوت ، كلمة ، كافية لتشعل ولاعتها وتضيئ هذه الناحية المنسية ) .
لك الشكر سيدي .