قوافي الحب

[عبدالله الزعابي]

وأمتداداً لهذه الفلسفة الرائعة يا رحيــق .. لا يسعني إلا أن أدون إليكـِ بعضُ نزفي . .

.
.

....

فعندما قرأتكـ أولَ مرةٍ يا سيدتي .. شعرتـُ بأنني في كتابـٍ مفتوح وإن اتسعـتـ رقعتهُ أكبر من المحيط ..
إلا أنني ظننتـُ بأنني قادر على الإبحار في عمقه .. ولكن سرعان ما وجدتني أتسربل بغير إتزان .. منحنياتـ ومنعطفــاتــ كثيرة ..
ودهاليز لا تحملني على الوصول إليكـ من خلال مسارٍ واحد .. هكذا فقدتـُ السيطرة على مداخل خريطة الوصول إليكـ ومخارج السفر من نبضكـ يا سيدتي.

( سماء الحب ) .. ربما كانت شرارة الإنطلاقة للمضي قدماً نحو سفركـ إلى فضاءات الكتابة .. ( فـ/عرجَّ النبض) في كتاباتكـ ..
وحمل معكـِ مثقلة القلم .. وسرتـِ بهـ في حزمة أوجاعكـ .. ومجموعة أحزانكـ .. حتى حملنا عليه من الغياب واشفقنا لأجلكـ ..
سيدتي .. كم أنتـِ رائعـة حين تلقين بمذاهب فكركـ على النظرة المتلهفة لعناوين قلمكـ .. وكم نحن سعداء بذلكـ .. ربما لتجليكـ حقاً ..

صورة واقعية نحسها ونلمس جمالياتها على صفحاتكـ التي تخالطين بها الروح فينا بنبرة قلمكـ ومجتلى فيضكـ .. مترادفاتـ كثيرة ومثلها من المتناقضاتـ ..
تأخذنا في لجِّ حواركـ مع نبضكـ الذي ضربـ مسامير خيامهـ في صدركـ .. وكأننا في روضة غناء .. يثير الورد بألوانهـِ عواطفنـا .. فيتعلي بأحلاهـُ ..
ويدفع بالشوكـِ نحو الأنامل التي تأتي لتقطف الجمال فما من جدوى.

ربيع .. صيف .. خريف .. ويعقبهم شتاء قارص .. غفران لما تقدم بنزول حبات المطر .. نتطهر بها من الحب المفعم بالشكوى والألم الذي لا يفارق الجفـن.
سيدتي .. شكراً لهذا الذي مايزال يستثير عشقنا .. ويثير عواطفنا .. ويستفز فينا ثائرة النبض الذي لا ننفكـ منه ومن الإنغماس فيه ..
حتى بتنا نشعر بأننا على حافة الوقوع في ديمومته .. وإن عشناهـ واقعاً مكتوب علينا لا مناص من الإنسلاخ منه ومن مآسيه.

--

شكراً لقلمكـ الذي أهدانا ( رحيـــــــق ) .

---
الطير المسافر