جزء من قرنفل اليأس

[محمد الطويل]

دعني أتكئ في هذا المساء على جدران أحزاني .. دعني أقتعد وحدي أرصفة الأسى .. دعني ففي ذاتي أشياء كثيرة تكسرت وأشياء أخرى أسمع دوي ارتطامها بين أضلعي وهي تهوى لتغدو شظايا وفتات .. دعني فإن لعبة التلاقي التي رسمناها سوياً كم هي متعبة وما عادت تمد جسورها لنلتقي .. دعني وحيداً فالبكاء يملؤني ومشكلة سد الفراغ ستبقى قائمة .


يا سيدي .. في هذا المساء حيث تساقطت الأمنيات وطواها الليل تحت عباءته وانبثق من الجوانب لحن خيبتي الرتيب ممزوجاً بجوانب الريح التي تعوي في تلك النافذة ضحكت كثيراً وأنا أتذوق قرنفلة اليأس في زوايا ذلك المنزل المهجور .. ضحكت حتى تكلم فيني السكون .. ضحكت حتى لامست ضحكاتي بؤرة قلقي .. ضحكت على فشلي وعلى كل خرائطي معك وعلى سنوات عمري التي انقضت تحت مسمى الحب .. ضحكت على تفاهتي وسذاجتي وحماقتي وعلى سياط الخيانة التي كانت تجلدني دون أن أشعر بها .. ضحكت على جسدي النائم على الجمر لأجلك .


يااااااه كم أنا فاشل في هذا المساء وضعيف .. كم من مشاعر الغربة التي تحيط بي الآن .. كم من أجنحة أحلامي أصابتها سهام الغدر .. كم من أمنية طال رقادها .. كم من طقوس قبيحة مارستها ولأجل من ؟! .


الآن أتنفس بعمق وأرفع رأسي للسماء بعد أن تجلت الريح بكوم الغبار الذي يصطحبها لأرى النجوم وهي تسكن كبد السماء .. حينها ارتاحت للنجوم نفسي وهدأت فقررت أن أنام ، لكن دون أملاً أغمض عليه هذه المرة أجفاني .





جزء من النص مفقود ........