الرحيل الاخير 2011
الرحيل الأخير
الوقت :منتصف الليل وقت السكون
المكان :بين الرحيل واللا رحيل
تنبض العيون بالدموع ينتابها حنين غريب عجيب للتدفق لا تجد من تنثر دموعها امامه تستسلم في هدوء تعود للمحاجر لتتجمد في مقلة العين تراقب الجمود بحرارة الدموع التي بلا شعور تسقط قطرتها لينتفض النبض كمن سرت فيه رعشة الكهرباء لتنفجر الاشواق بين الضلوع كطبول حرب يعلو صوتها داعيه للمسير اليها فتكتمها الضلوع وتخنقها حتى لا تتسرب دعوتها فتسمعها الاذان التي تنتظر بلهفة الحياة سماع اصواتها بكل الجنون العقلي الذي يدق تجاويف المخ ليرسل اشارته العصبية الى الاطراف التي تتحرك بلا وعي وكانها تحتضن الحياة في صورة سريالية لا يشعر بها الا من تعمق في رؤيتها وفهم الوانها التي تتشكل سواد غريبا يكرهه الناظر فلا احد يفهم السواد وما يحمله من نبض متعدد الوجوه ومتعدد الزوايا بكل زواية حكاية مثيرة من حكاية الدموع وبكل دمعه الف قصيدة شعر وبكل قصيدة ملايين الحروف المبعثرة على شفا المستحيل وبكل حرف نقاط كثيرة تعددت وتمايلت بعيدا عن عيون الشمس وبكل نقطة مسارات متعددة تقود الى المسار الاخير في رحلة النهاية الى الرحيل الاخير بلا عودة.
هنا وجد من يكون وهنا تبعثر وهنا ينظر الى كل الذكريات هنا كان عالمه وهنا كانت خطواته الاولى وهنا حلق في عيون المغيب وهنا لامست اطرافه تراب الشاطئ البعيد وهنا رقص مع الامواج وهنا احتضن البحر وهنا سيرقص مرة اخرى رقصة الوداع وهنا رحل الى الحياه وهنا سيرحل من الحياة وهنا سيعيد للتاريخ كل احداثه هنا توقف الحديث وهنا شهقت الروح زفيرها الاخير لتصيغ توقيعها الاخير وتكتب ذكريات ميت في خضم الحياة.
|