"الورد يعشق مثله" من قصائدي في العشق الصوفي

[البدر الساري]

بسم الله الرحمن الرحيم

الورد يعشق مثله فتراه
يهتز في كف الحسان رداه
***
لو كان يفصح بالكلام سمعته
يهذي ويهتف بالهوى أواه
***
في رحلة البحث الطويلة قصة
وفصولها مكتوبة بشذاه
***
زادي بها شوقي ومائي أدمعي
والصحب أشجان تروم لقاه
***
أمشي بأرض الحب وهي فسيحة
ركبي الخيال تقلني ساقاه
***
وأنام في حظن الجمال هنيهة
والأرض منه والسماء سماه
***
فيذيبني ويسيلني ويحيلني
سحبا من الأشجان ملء فضاه
***
فأطير مؤتلقا كأن مشاعري
من لطفها طيف سرى بهواه
***
ورأيت في ذهب الأصيل مشاهدا
منه وفي ليل إذا يغشاه
***
والليل ينتظر الصباح مجليا
والصبح يرسم شمسه وضحاه
***

والطير صفق بالجناح مرفرفا
طربا يعبر ما يكن حشاه
***
حتى الجبال الشامخات وصخرها
حينا تفجر بالمياه أراه
***
أبكي فتنهمر الغيوم وغيثها
خضرا قفار الشوق منه كساه
***
أبكي فتنظمني القصيدة دمعة
فيها حديث صمته معناه
***
وسمعت من ثغر الجمال معازفا
غوثاه من سحر بها غوثاه
***
لوددت أني نغمة فأحسها
روحا تردد في الفؤاد حداه
***
هذا الجمال وهذه صفحاته
في الكون تنطق بالذي سواه
***
سبحان من خلق الوجود وحسنه
وجماله في شكره أفواه
***
يا طائر الشعر الفصيح موردا
بالحب خذ مني الهوى فحواه
***
صور الجمال كثيرة لكنما
هي ليس شيئا إن تجلَّى الله
هي ليس شيئا إن تجلى الله
هي ليس شيئا إن تجلى الله