أبحث في الظلام عن ظلي
كلما تدحرج قرص الشمس إلى المغيب امتد الظل إلى الأمام وفي لحظة ما يختفي إما ذائباً مع الظلام أو متوارياً خلف الظلام وتبقى قطعة التراب التي سقط عليها الظل كما هي باردة / هادئة وأنا كمن يشرب بالأقداح نبيذ الخسارة محاولاً بعد الثمالة أن يشعل من إصبعه سراج يستدل به باحثاً عن ظله الذي اختفى باختفاء الشمس.
الليل سفينة ربانها الألم وفضاءاتها غمامات من القلق تستيقظ على صدرها أوجاعنا وتسقط تباعاً أحلامنا المتأرجحة من رياح الزمن ولا تبقى سوى ارتعاشات أوهام لا تقود إلا إلى فراغ محصور بين العتمة والعتمة .
وأنا كمن يختبئ من الموت كي لا يموت . أقف بعيداً عن أطراف سفينة هذا الليل خشية أن أسقط كالأحلام أو أهوى كالشهب فأحترق أتجرع ثمالة الألم دون صوت وأضم يدي على قلبي بقوة خوفاً من أن يخترق الموت هذا القلب وأكون كالماضي الذي صنع الحاضر أكفانه وغادر بهدوء .
يتساقط الندى على جسدي ولا أجد سوى شباك الذكريات أفتحه فتلج رياح حارقة وأصوات مواويل الفراق وسيل من ملح الدموع .. أعود من جديد أغلق شباك الأسى لكن سم الأفعى يتسلل من بين الثقوب كمن يرتشف جرعة من المخدرات زائدة يفقد معها حواسه ليبقى الليل البهيم كما هو جاثم فوق صدري ويخيم على روحي وأنا عابس كوجه هذا الظلام ابحث فيه عن ظلي .
أرسم على الرمل البارد بأصابعي رسماً يشبه ظل جسدي لكنني أبقى كمن يبحث في الماء عن إبرة صدئة إذ ............
جزء من النص مفقود .