روابط مفيدة :
استرجاع كلمة المرور|
طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#19
|
||||
|
||||
كان اتجاهي علميا ، كنت أبدي ميلا للمواد العلمية ، وكانت أمي – رحمها الله – تتهمني بالتخريب كنا نقوم بتصدير الخضار ، والفواكه ، والحبوب للبنان ، وتركيا ، وبعض أسواق الشرق الأوسط .. قرية صغيرة ، وادعة ، في عمق سهل حوران محاذية للجمهورية العربية السورية، لكنها في القلب كبيرة ، بتكافل أهلها ، وتماسك أفرادها .. كانت هوايتي ممارسة اللعب بالخضار، والفواكه . الغرفة الشرقية - وهي إحدى الغرف التي كانت تجمع أفراد العائلة - كانت مخزنا للحبوب والمحاصيل . سكين كتب عليه : صنع اليابان ، لكن مقبض السكين كسرت ، قمت بعمل مقبض من الخشب ،وقمت بتثبيته بقطعة من المعدن لتصبح أقوى من ذي قبل .. وفي عام دعفل ، هطلت الأمطار فيه بغزارة ، جرت السيول ، لترتبط من أقصى الشمال حتى تصب في نهر اليرموك الخالد ، لتكون موسما لهجرة الأسماك إلى وادي الشلالة . نبدأ بممارسة هواياتنا بصيد الأسماك ، والسباحة ، ونجني من الخيرات الوفيرة ، في الشعـــــــــاب والسهول : الفطر ، والزعتر ، والجلتون ، والقصيصة ، والقريص ، والخرفيش ، والعلت ، والعكُّوب ، والقُرّة ، والجعدة ، والخبيزة ، وغيرها الكثير ، كل ذلك في فصلي الشتاء ، والربيع ، حتى في الخريف ، والصيف لا تنقطع الخيرات. فالحمد لله دائما .. أسماء أعشاب كثيرة نسيت أكثرها ، لكنها سبحان الله ! في سهول بلدي متنوعة، وفوائدها كثيرة .. وتبدأ المعركة بيني ، وبين المحاصيل ، كنت من هواة تقطيع الخضار ، لترى أمي مجزرة من جنى الحقول (أكواما) ، وأما العقاب ، فقد اعتدت عليه ، لدرجة أنني أصبحت بليدا ، نوعا ما ... إذاعة (صوت العرب) كانت محظورة من قبل والدي وكانت أمي تنعتني "بالمخرب "، فتأتيها ابتسامة ، حينما تستمع لنشرة الأخبار ،يتصدر موجز الأنباء فيها عبارة : قتل مخربان وأصيب آخران بشكل شبه يومي .. هههههههههههههههههههههههههههه هذه العبارة ، كانت تبث في قلب أمي السرور ، حينما تسمعها ، لكنني هذه المرة أيقنت أن العقاب كان درسا لن أنساه .. لست مخربا يا أمي والله ، لكنني ببراءة الأطفال أحب اللعب ، فقلبي طيب لأبعد الحدود ، ولا شك أن ابتسامتك في وجهي خير دليل على ذلك .. وفي المدرسة ، حينما كان الجرس يعلن نهاية اليوم الدراسي ، كنت أقضي بعض الوقت للاستماع (للراديو) . كان حجمه آنذاك بطول 35 سنتمترا تقريبا ـ وارتفاعه ما يقارب 15 سنتمترا . كنت أفكر ، كيف يتسع مثل هذا الجهاز لمذيع ، وحينما أهم بفتح صندوق المذياع ، أرى قطعة صغيرة فينتابني الفرح ، لأقول لأمي : يُمّه.. يُمّه : هذه أسنان المذيع ، فأين بقية أجزاء جسمه ؟!
__________________
آنا ابدوي والغرب مني يلتمس**علم وحضاره ومعرفه ونعم النسب
مخاوى البيدا عذرا إن لم أتـــــــــــابع المنقــــــــــــــول مدونتي : عروس البحر في قصر التخاطر التعديل الأخير تم بواسطة خليل عفيفي ; 03-02-2015 الساعة 02:04 PM |
|
|