إسدال الستار على فعاليات مهرجان الشعر العماني التاسع بنزوى

[سالم الوشاحي]

المطالبة بمقر إقامة موحد والحصول على فرصة تسويقية وخروج من الإطار المحلي –

تغطية المهرجان: محمد بن سليمان الحضرمي –

تحت شرفات قلعة نزوى الشهباء أسدل الستار مساء أمس على مهرجان الشعر العماني التاسع، والذي أقيم خلال هذا الأسبوع، وذلك تحت رعاية معالي الشيخ عبدالملك بن عبدالله بن علي الخليلي وزير العدل، وبحضور صاحب السمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد وزير التراث والثقافة، وأصحاب المعالي والسعادة والشيوخ والأعيان والمشاركين الذين امتلأت بهم ساحة المسرح الأثري، والمعد خصيصا لهذه المناسبة في تجربته الأولى عام 1998م، حيث تنافس الشعراء المشاركون في تقديم لباب بوحهم الشعري في جلساته الماضية والتي أقيمت في مسرح كلية العلوم التطبيقية بنزوى.
في بداية الحفل ألقى الشاعر أحمد بن سالم الحارثي كلمة الشعراء المشاركين، قال فيها: لا يخفى قدر الأدب والفكر عموما على أحد منكم!، وحيث ندرك أهميته ونعرف قدره وجب علينا أن نعي ضرورة تجسيده وتوقيره بالطريقة المثلى التي ستحقق قدره وأهميته الحقيقية، فالفكر والأدب معا هما وقود بناة الحضارات، ولذلك نحن نحتفي بكل أطياف الأدب موصولا بالشعرِ الذي نتنفس.

ضوء الشعر ووهج القصيدة

وأضاف: عندما يقف الشاعر على هذه المنصة ويحترق من تلقائه، فإنه يضيء نورا سماويا بين غيره من أنوار القصيدة، فحق له جملة الاحترام والتقدير كي يشتعل أكثر ليشعل المستدلين بضوء الشعر ووهج القصيدة.
وقال أيضا: منذ اللحظة الأولى التي بارك فيها قائد البلاد – حفظه الله – هذا المهرجان، كان قبلة لحملة لواء الشعر في عمان بأسرها، وصار مفخرة على صدور من شاركوا فيه أو حملوا ألقابه، وها هو يكتمل في نسخته التاسعة بعد عقد ونصف، وقفت على إنجاحه وزارة التراث والثقافة، وإنها لفرصةٌ مواتية لشكر الوزارة -ممثلةً بالقائمين على هذا المهرجان- على هذا العطاء المتواصل ونبارك هذه المسيرة، كما نتوجه إليك وزارتنا الموقرة بجملة من الطموحات والرؤى التي نتفق عليها نحن الشعراء.
وقال أيضا: نشكركم جزيلا على مبادرتكم الطيبة بفتح باب الحوار مع الشعراء والاستماع إلى آرائهم من أجل تطوير المهرجان!، والذي أثمر تجاوز فكرة المنافسة على المراكز في هذه المسابقة!.
وأشار الكلباني في كلمته إلى حاجة الساحة الثقافية للندوات الفاعلة، كالندوة التي أقيمت في هذا المهرجان، والتي ناقشت قضية الشللية الثقافية، كما نأمل بتفعيلها على نطاق أكبر وأوسع لتشمل الخروج بحلولٍ وأفكار تطويرية.

المطالبة بمقر إقامة موحد

وقال أيضا: إن هدف المهرجان الأسمى هو التقاء التجارب مع بعضها البعض بما يؤسس لتطويرها، وبناء على ذلك نرغب بأن يكون هناك مقر إقامة موحد لجميع المشاركين والضيوف والمحكمين واللجان التنظيمية، من أجل الفائدة الأسمى.
وأضاف: ينبغي للمهرجان أن يحصل على فرصته التسويقية الكافية قبل انطلاقه بما يضمن له جمهوره وزخمه الاعلامي الذي يحفظ جهودكم الجبارة ويبرزها للمجتمع كما يبرز تجارب الشعراء، بل إننا نطمح – وليس ذلك بكثير إزاء ما يبذل من وقت وجهد -أن يخرج المهرجان من إطاره المحلي إلى الخليجي تسويقيا بما يجعله رمزا للمشاريع الثقافية العمانية.
ثم وجه حديثه للشعراء والشاعرات حيث قال: إن الشعر هو عالم السمو المطلق في أرواحكم، امنحوه متسعا لوطننا عمان وتشاركوه مع الآخر، اجعلوا من الظلام والنور في قلوبكم غيمتين، ما إن ترتطما ببعضهما إلا وتهطلان بالخير والسلام على الحياة.

ما نكتبه اليوم سنطعمه الأجيال

وقال أيضا: إنه الشعر مسؤولية ما تحملون من نبوءاتٍ في أرواحكم، وهي مسؤولية بالغة القداسة، فما قام العالم إلا بما خطه القلم وما قرأه الغير، ويجب علينا ان نؤمن بالشعر؛ فما سنكتبه اليوم هو ما سنطعمه أجيالا تأتي بعدنا لبناء مستقبل بلادنا غدا ، تذكروا ذلك جيدا أيها الأصدقاء، ولنترك الشعر نبيا مهيبا يقودنا للسمو، ولا نترك الفرصة لأنفسنا أن تنحدر به إلى حيث لا يحب! اكتبوا بملء قلوبكم، اكتبوا بكل فخر، واحترقوا بسلام لتضيؤوا هذا العالم.
بعد ذلك ألقيت مجموعة من القصائد الشعرية بين الفصيح والشعبي، شارك في الإلقاء كل من الطفلة عزاء بنت فيصل الحارثي، التي أشجت الحضور بقصيدة شعبية، وقرأ الشاعر محمد دعاس المعشني مجموعة من قصائده التي احتفت بالمكان العماني، وألقى المقرئ عبدالله بن سالم السليمي قصيدة نونية الدرمكي، وتعد من عيون الشعر العماني، قرأها بالطريقة العمانية المغناة، يقول مطلعها: (ما بين بابي عين سعنة واليمن .. سوق تباع به القلوب بلا ثمن).
كما قرأ الشاعر سعيد بن ياسر الجنيبي مجموعة من قصائده الشعبية، تفاوتت بين الوطنيات والغزليات.

شهادات تذكارية وجوائز

ثم قام معالي الشيخ عبدالملك الخليلي راعي الحفل بتوزيع الجوائز العينية وشهادات التقديم على الشعراء الضيوف والمكرمين والمشاركين، طاوين بذلك صفحة زاهية من صفحات مهرجان الشعر العماني، الذي بدأ من نزوى، وانتهى اليوم فيها، معانقا شرفات قلعتها الشهباء، ومكتحلا باخضرار ضواحيها.

جريدة عمان