روابط مفيدة :
استرجاع كلمة المرور|
طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
يوسف و السّاحر و المدينة /بقلمي/الحلقة 01
بين جبال شامخة و سهول منبسطة ، تتراءى للعابر مدينةٌ جميلةٌ يتوسّطها وادٍ ساحرُ المنظرِ ، كلُّ من وقعت عينه عليه استغرب حالته متسائلا : " وادٌ لا تغمرهُ مياهُ الأمطارِ الغزيرةِ منذُ سنينَ طوال و كأنّهُ غيرُ موجود بهذه المدينةِ المتحضّرة وسط هذه الأرض العذراء، غريب سرّك أيّها الواد ! لكن ، لم الحيرة في سرّك هذا ؟!، ازداد ثراء هذه المدينة و اغتنينا بنعمة سرّك ، و كلّ الزّوار من كلِّ أطراف الكرة الأرضيَّة يعشقون المجيء إليك في فصل الشّتاء لرؤية أعجوبةٍ أكادُ لا أصدِّقها غير أنّي أحبّ الغوص في سرّها، أستغفر الله! رُبَّ ضارةٍ نافعةٌ و الحمد لله على كلِّ حالٍ " هكذا كان أهل المدينة يتساءلون الواحد تلو الآخر، حين يحلُّ فصلُ الشِّتاءِ لرؤيةِ مشهدِ وادٍ لا تغمرُهُ مياهُ الأمطارِ.
فيأحدِ أيّامِ الشّتاءِ ، بينما كانتِ الأمطارُ تتهاطلُ بغزارةٍ ، كانَ يوسفُ يرتعشُ من شدَّة البردِ، يبـــــحثُ يمينًا و يسارًا و كأنَّه فَقدَ شيئا ثمينا،كانَ يوسفُ طفلًا وسيمًا بُنيتُه قويّةٌ ، قامتُه جــذَّابةٌ و بَشَرتُهُ بيضاءُ ذُو شعرٍ أحمرَ و عينان عسليّتان ، محتشمُ الطِّباعِ و شديدُ الذَّكاءِ، رغم أنَّهُ لم يُكملْ بعدُ سنَّهُ الحاديةَ عشرةَ ، و كلُّ منَ يراهُ يبتسمُ لحُسْنهِ ، و كثيرا ما لُقِّب يوسفُ في مدينته بطفل الحكايات لجمال خلقه . *يوسفُ و ملامح الحيرة تغمر وجهه الصبوح : يا ربّ ، أين أجد ذلك المفتاح في هذا الجوّ الماطر؟ و رغم شدّة البرد وغزارة الأمطار لم يتوقّف يوسف عن بحثه، ولم تمض نصف ساعة حتى سقط مغشيا عليه ومتجمدا من شدّة البرد. " يا إلهي ما هذا المنظر المريع ؟! أسرع يا سامي هناك طفل مغشي عليه في مفترق الطّرق" ، الحمد لله أنّنا بالسّيارة و الطّريق فسيحة و هادئة . و سرعان ما حمل مصطفى وسامي الطّفل ليتجها به إلى المستشفى مباشرة ودخلا به قسم الاستعجالات، ولم تمض ساعات قليلة حتى استيقظ يوسف ووجد نفسه ممددا في السرير. *يوسف (مندهشا): أين أنا ؟! وكيف وصلت إلى هنا ؟! و يدخل الطبيب برفقة مصطفى وسامي.... *الطبيب و ملامح الطمأنينة باديةً على وجهه :الحمد لله ، لقد استيقظ الصغير الوسيم ، سيبيت الليلة هنا وغدا سيكون موعد خروجه إن شاء الله . و أمضى يوسف الليلة في المستشفى وهو حائر :كيف وصلت إلى هنا ؟ ومن هذان الشابان الوسيمان؟ وسرعان ما يدخل سامي راميا يده بلطف على رأس يوسف قائلا: *سامي : أيّها الشّقيُّ كيف سقطت مغشيّا في مفترق الطرق وفي تلك الساعة المبكرة، أكنت ذاهبا للمسجد لأداء الصلاة ؟ *يوسف متلعثما: بلى ! أقصد لا.... *سامي مستغربا جواب يوسف المبهم : بلى، أقصد لا ؟؟؟ مالي أراك تتردد في الإجابة ، لأنّ الوقت كان مبكّرا جدّا عن موعد الصّلاة والناس أغلبهم نيام . *يوسف: أعلم أنّك محتار من وجودي في تلك الساعة المبكّرة هناك، و يصمت قليلا ثم يكمل حديثه، لعلّك تحسبني سارقا. *سامي مبتسما : صغيري ، ملامح وجهك لا تدلّ على ذلك كما أنّ بعض الظن إثم فلا تحكم على الناس من ألسنتهم . *يوسف ووجنتاه محمرّتان : الحقّ الحقّ ، كنت أبحث عن مفتاح يخصّ جدّي. *سامي مبتسما: جدُّك ! إذن لديك جدّ ، الحمدُ لله ،اسمع يا صغيري ، غدا صباحا سنأخذك أنا و أخي إلى غاية بيتكم. *يوسف بملامح و نبرة حزينة: أنا و جدّي لا نملك بيتا ، نحن نسكن عند الواد في طرف المدينة و نعيش من خيرات الله التي تأتينا يوميا من طرف الجيران و النّاس الطيّبين فجدّي عاجزٌ عن الحركة و أنا صغير جدّا لأعمل و أساعده. *سامي متأثّرا مخاطبا نفسه: " في طرف المدينة عند الواد! آه ، الكوخ القديم لا يزال موجودا! ظننته قد زال من طرْف الواد و الشّيخ لن يستغني عنه. *و يصمت قليلا كأنه تذكر شيئا ثم يكمل قوله:آه ، إذن أنت حفيد الجد قاسم. *يوسف و ملامح الابتسامة تغمر وجهه: نعم، أنا حفيده الوحيد. *سامي :إذن ، سنأخذك لغاية بيتكم إن شاء الله. |
|
|