الفنون الشعبية في محافظة ظفار 3

[ناجى جوهر]

الهبوت
هِبّت

قد تكون كلمة هبَّ التي تعني ثار هي مصدر تسمية رقصة الهبوت
و في اللغة الشحرية كلمة موازية وهي:هبيب
بمعني غن أو غنَّى أو غنوا
و هيب بمعنى أشعار أو قصائد أو أغاني
فأعتقد أنها مصدر إشتقاق آخر أكثر واقعية
والهبوت تعتبر الرقصة الرسمية الرجالية في محافظة ظفار العمانية
تقابل الرزحة في شمال عمان و العرضة في دول الخليج العربية و البرع في اليمن
يؤديها الذكور صبيان شباب كهول شيوخ
تصطف الجموع في صفوف متتالية يتكون كل صف من ستة رجال أو أكثر
يحملون الاسلحة النارية (مِنبدق) أو البيضاء السيوف (إى شاو)(لم شت)
والعصي الغليظة (تق شاوع)
أو (باكورة)أو (خط رأوق) على أكتافهم

وتنسب إلى مؤدوها فتسمى هبوت المدن أو الجبل أو الريف
أو تنسب لقبيلة ما فيقال:
هبوت اليافع,هبوت الكثير, هبوت الشحرة... الخ
لا تستخدم الآلات الموسيقية لأداء الهبوت, ولا حتى الطبول
إذ يعتبر الكثير من رجال القبائل الظفاريين أن الطبل
وما شابهه من آلات الطرب عبث لا يليق بهم
فقط ينتظم الرجال في صفوف متراصة يتصدرها الشيوخ والزعماء
http://youtu.be/uYghx4Pe_T0
تتحرك صفوف الهبوت على إيقاع يحدده لحن الشعر المغنى و لا يجيده الكثيرون
وإنما يأدون حركات عشوائية على غير إنتظام
فإيقاع الهبوت هو إيقاع الزامل لكن الزامل أسرع كثيرا و أنشط
الصفوف المتقدمة صفوف الزعماء والمبجّلين تتسم بالرصانة والمهابة أثناء الأداء
أما الصفوف المتأخرة فإنها أكثر حيوية ونشاطا وحبورا لإنتظام الشباب فيها
ويلقي الشاعر بيت شعر ملحّن على الصفوف المتقدمة ثم بيتا آخر على الصفوف المتأخرة
وعادة ما يكون الغرض الشعري هو:المدح ,الفخر،قضية إجتماعية أو سياسية أو دينية
يعني يتبارى الشعراء في مختلف أغراض الشعر ما عدا الغزل
إذ يأنف الرجل الظفاري من إظهار عواطفه أمام الرجال الآخرين
ويعتبر ذلك ضعفا ونقصا وعارا
وعندما يجيد الرجال ترديد الشعر الملحّن تتحرك الصفوف ببطء
يتقدّمها حاملوا السيوف وهم يقفزون عاليا هازين سيوفهم مظهرين قوتهم وبأسهم وشجاعتهم

وهم يمثّلون الطليعة يعني فرقة الإستطلاع, أو السفراء المبشرون بقدوم الموكب
تتوقف الهبوت مرات عديدة أثناء المسير لتجديد الشعر عن طريق نفس الشاعر
أو غيره من الشعراء المتبارين شعرا
عندما تصل الهبوت إلى ميدان الإحتفال يزداد الحماس وترتفع وتيرة الأداء
وتعلو صيحات الحماس و التحدي ويضرب الرجال الأرض بأرجلهم تعبيرا عن النشوة وهم يتحركون
تدور الصفوف في الميدان دورات كثيرة يردد الرجال الشعر الملحن خلال ذلك باصوات مهيبة
تهز الوجدان و تثير الحماس والنخوة
و يتبارى الشبان في القفز والكر والفر وهز السيوف والخناجر والأسلحة النارية
ويدور هولاء الشباب ويسمون الرقادة نسبة إلى كلمة رقد باللغة الجبالية
وتعني القفز الموزون على إيقاع محدد, فهم القافزون رقصا
يدور أولئك حول تشكيلة الهبوت وهم يهرولون ويقفزون

ويصيحون: وي يوه وي يوه ـ أحي أحي
وهي أصوات ذات دلالات طربية باللغة الجبالية
تتوقف الهبوت فقط لإستقبال شعر جديد ولدقائق معدودة
كان الرجال في الماضي يطلقون الأعيرة النارية في الهواء إبتهاجا بالمناسبة السعيدة
http://youtu.be/6RHn5JPyPtI
و دمـــتم ســـالمين