روابط مفيدة :
استرجاع كلمة المرور|
طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
فن الميدان : دراسة علمية
فن الميــــــــــــــــــدان العمانـــــــــــــــــــــــــي دراسة علمية ........ خليل مصطفى عفيفي تعتبر سلطنة عمان ، من الدول الزاخرة بالفنون والموروث الشعبي . وإذا كانت لكل بيئة جغرافية فنونها الخاصة ، فسلطنة عمان خير مثال في تعدد فنونها الشعبية .... يعتبر فن الميدان ، الذي يؤدى بحركات ، ومناسبات معينة ، دلالة على عظم موروث هذا البلد الحضاري ، وعمق جذوره التاريخية الممتدة ، ولا غرابة في ذلك ، فمن أرضها خرجت علوم الفكر ، والثقافة ، وعلى يد أهلها ، نبغ فجر علم جديد ، لعلم يعد من أعظم العلوم ، في تاريخ الشعر العربي ، وهو : علم العروض .. وعلم العروض هو العلم بأوزان ، وموسيقى الشعر العربي ، الموافق لأشعار العرب ، التي اشتهرت عنهم ، وصحت بالرواية ، من الطرق الموثوق بها ، فبهذا العلم يعرف المستقيم ، والمكسور من أشعار العرب ، والصحيح من السقيم ، والمعتل من السليم ... ولسنا هنا بصدد دراسة علم العروض ، وما تلك المقدمة ، إلا لبيان العلاقة بين الشعر ، والموسيقى . فن الميدان من أقدم الفنون الشعبية العمانية من خلال اطلاعي ومتابعتي لهذا النوع ، تبين أن الفن تشتهر به جميع مناطق السلطنة ، وإن كان يبدو القول فيه أكثر في المناطق الشمالية للسلطنة .. يتميز هذا النوع من الفن بتعدد فنون المحسنات اللفظية ، والمعنوية ، كالجناس ، والسجع ، والطباق ، كما يؤكد قدرة الشاعر على التلاعب بالألفاظ ، وسعة أفقه ، وسرعة بديهته ، حيث تظهر قدرة الشاعر في الرد ، ورد الاعتبار ، وذلك في مجالس السمر ، التي لا تخلو - بلا شك - من الألفة ، والمودة ، ونقاء القلب ، وسعة الصدر ، ولا تكون إلا بابتسامة ، تؤكد عمق ما لدى هذا الشعب من قيم نبيلة ، وخلق إسلامي أصيل .. .. قمين بشاعر الميدان أن يتحلى بسعة الصدر ، وعدم اللجوء إلى الانفعال ، والخروج عن منظومته القيمية في هذا البلد الطيب ، حيث يقبل الشاعر تحدي شاعرٍ آخر ، وذلك دون تجريح ، أو بهجاء محبب ، حيث لا مكان للنزاع أو العصبية ... ، ولن تظهر أبدا ، فهي تدل على ضعف الشاعر ، وعجزه ، وهذا ما لا يرضاه ، فهي من نعم الله – سبحانه وتعالى - على هذا البلد الطيب .. تتعدد الأغراض في مثل هذا النوع من الفن ، وعلى الرغم مما يقال فيه ، من هجاء أحيانا ، إلا أنه هجاء محبب ، يهدف إلى بيان قدرة الشاعر على انتقاء المفردات ، وتوظيف الجناس ، والمحسنات في القصيدة .. ومن خلال محاورة أهل الرأي ، فإن فن الميدان يؤدى في أدوار :كالسلام والصلاة والغباشي والزفة في الأعراس . وتستخدم في أداء هذا الفن ، بعض الآلات الموسيقية ، كالطبل الرحماني ، والكاسر ، والحجم ، أو البرغام ـ وهو صدفة بحرية ينفخ فيها العازف . ولشعر الميدان أصول وتقاليد يراعيها شعراؤه ، حيث يتفنن الشاعر في تقديم أصعب المصطلحات ، والألفاظ العربية ، ليس ذلك وحسب ، بل إظهار القدرة على التلاعب ، والتفنن في طريقة سبك هذه الألفاظ ، إلى أن يصل إلى المعنى ، والموضوع الذي يريد أن يتحدث عنه . وكما هو معروف ، فإن أغراض شعر الميدان تتعدد حيث : الحكمة ، والمدح ، ووصف الشجاعة ، والهجاء ، ووصف الطبيعة ، والبيئة ..واستخدام مفردات قديمة من الموروث الشعبي ... الــــــــــــــــــــــــــــــــوزن ما يميز الشعر عن النثر هو تلك الموسيقى الشعرية ، الداخلية ، والخارجية ، فهو كلام موزون مقفى ، ونظرا لذلك ، ومن خلال اطلاعي على هذا الفن ، وجدت صعوبة في قراءته ، والتعرف إلى موسيقاه ، وذلك لاختلاف الأداء والطريقة من منطقة لأخرى .. التطبـــــــيق العروضــي بعد الاطلاع على ثلاثة نماذج ، لشعراء لهم الخبرة بهذا النوع من الفن ، تعرفت من خلالها لبعض الأوزان ، ولا شك أن هناك اختلافا في اللحن ، أو الأداء في الميدان ، حسب كل منطقة ، وسيتم - بعون الله - التعرف إليها أولا بأول .. من قصيدة ميدان للأخ الشاعر والباحث : خميس المويتي : الساس الــــــــــذي امكين ما ينهـــــــــــش ** لو عاصــــــــــف الريح شد وزاد سا / سل / لَـــ/ ذم / كي/ ن / ما / ين/ هش**لو / عا / ص / فر/ ري/ حِ/ شد/دو/زا/ ه احكي بمثـــــــــــــــــل والمثل فني ** ونظــــم الشعر يحتاج الى فنـــــي اح /كب/ مَ/ ثل ول/ مَ/ثل فن / ني**و/نظ/ مش/ شِ/ عر/ يح/تا/ ج/لا/ فن / ني وحشـــــــــــــن بلا اسنان ما ينهش **لمن فاعـــــــل الخـــير قوت وزاد وح/ شن/بِ/لس نا/نِ/ما/ ين / هش**ل/ من / فا/عِ/لل/خي/ رِ/قو/تو/زا/د البيت الأول ورد كالتالي : الساس الــــــــــذي امكين ما ينهش ** لو عاصــــــــــف الريح شد وزاد سا / سل /لَـــ/ ذم / كي/ ن / ما / ين/ هش**لو / عا / ص / فر/ ري/ حِ/ شد/دو/زا/ ه - - ب - / - ب - / - - **- - ب - / - ب - / - - ه هنا حرف زائد مستفعلن /فاعلن / مستف** مستفعلن /فاعلن / مستف ه هنا كنت مضطرا للقراءة العروضية ، حيث تبين حدوث زيادة حرف ، أو نقص حرف ، وهو ما يسمى بالعلة ، والزحاف في علم العروض .. وهي صور طبيعية تأتي غالبا ، وقد كان لطريقة الأداء والكتابة دور في معرفة التفعيلات ، على نفس الصورة، وإن كانت من إلقاء الشاعر بطريقة أجمل .... قصيدة ميدان للأخ الشاعر والباحث : أبو مسلم الصلتي في المدرسه لقيت ماشي علوم**كاف ٍ وكفــــكــــاف لمــعتْ كــــف فل/مد/ر/سل/قي/تِ/ ما / شع /لو/م**كا/فن/و/كف/كا/ فِ/لم/ عت/كف ببشــــــــاير الخــــير توعـــــدنا**بعد فاصل طـــــويل تو عـــــدنا بب/شا/يِ/رل/خي/ رِ/ تو / عد/ نا**ب/عد/فا/صل/ط/وي/ل/تو /عد / نا تســــأل عن علوم ماشي علوم**فاجازتـــي كنــــــت لامعـتـــْـكــف تس/أل/ ع/ نع/لو/م/ما /شع/لو/م**فئ/جا/ز/تي/ كن/ت/لا/مع/تك/ف هنا ، وفي البيت الأول تحديدا ، وردت الصورة التالية : في المدرسه لقيت ماشي علوم**كاف ٍ وكفــــكــــاف لمــعتْ كــــف فل/مد/ر/سل/قي/تِ/ ما / شع /لو/م**كا/فن/و/كف/كا/ فِ/لم/ عت/كف - - ب - / - ب -/ - - ه**- - ب - /- ب - / - - مستفعلن/ فاعلن /مستف** مستفعلن/ فاعلن /مستف وقد ظهرت أيضا بعض الزيادات ، في الحشو ، وكلٍ من العروض ، والضرب في بعض الأبيات. قصيدة ميدان للأخ الشاعر : عبد الله الراسبي نشدنا المره امس كيف ام سيــــــــــــــــــت *** لا تمت يد سهيل مت عافي ن/شد/نل/م/ره/أم / س/كي/فم/سي/ت**لت/متْ/ي/دس/هي/ ل/مت/ عا / في درب المهويات بـــــــــــاه سالك **وعن امبـــــــــــــــــــــاتك الليل باسالك در/ بل/ مِ/هو/يا/تِ/با/ه/سا/لك**و/عنم/با/ت/كل/لي/ل/ با/ سا/ لك من امباتك الليل كيف امْسيت ** بت ابْيهـــــــــــــــــد ولا متعافي م/نم/با/ت/كل/لي/ل/كي/فم/سي/ت**بت/ تب/ي/هد/ول/ل/مت: عا/في هنا جاء البيت الأول كالتالي : نشدنا المره امس كيف ام سيــــــــــــــــــت *** لا تمت يد سهيل مت عافي ن/شد/نل/م/ره/أم / س/كي/فم/سي/ت**لت/متْ/ي/دس/هي/ ل/مت/ عا / في هنا حرف النون زائد ، وهو ما يسمى الخزم في علم العروض ، وقد أجازه النقاد قديما ، وحديثا ب/- - ب - /- ب - /- - ه**- - ب - / - ب -/ - - خزم / مستفعلن/ فاعلن/ مستف + حرف **مستفعلن /فاعلن / مستف علاقة فن الميدان بالشعر النبطي / الشعبي بعد هذه الدراسة يظهر لنا حدوث زيادة أو نقص ، وهو ما يسمى بالزحافات والعلل في علم العروض وذلك ، ليتماشى مع اللحن .. وبعد تحليل الأبيات في هذه الدراسة العلمية المتواضعة ، لاحظت أن اللحن يأتي قريبا من مجزوء بحر البسيط الفصيح ، مع بعض التغيرات ، على تفعيلة الضرب الأخير : مستفعلن ، لتكون مستف ، وحدوث زيادة حرف ساكن أحيانا . ويقابله طرق الهجيني القصير ، في الشعر النبطي أو الشعبي ، وهذا مثال للهجيني القصير ، يقترب من حيث اللحن : بحر أو طرق الهجيني القصير ، الذي يأتي أساسا ً على صياغة عروضيه وهي : مِــسْـتَـفْـعِـلِـنْ فاعِـلِـنْ مِــسْـتَـفْ كما في قول الشاعر : يا حمود أنا عارضي شابي**طرد الهوى جزت أنا منه يا كــــــود وضاح الانيابي**هــــــــذاك مني وأنا منه وهنا سأقوم بذكر بعض القصائد المغناة لفنان العرب محمد عبده: وتوضيحا للسياق ، فقد ذكرت الأمثلة المغناة ، وليس الهدف من ذكرها ، عقد مقارنة بين فن الميدان وتلك القصائد ، التي جاءت إلى حد بعيد متقاربة مع فن الهجيني القصير ،ولا يعني ذلك بالضرورة كون فن الميدان مغنى ، فهو لا يغنى كما ورد في القصائد التالية التي قام بأدائها فنان العرب محمد عبده ، وإنما للإشارة إلى وزن تلك القصائد ..... القصيدة الأولى : ايوه قلبي عليـــــــك التاع** ما يحتمل غيبتك ليله وفي قصيدة مغناة أخرى : عشاق يالساحل الغربي**فليت في بحرك شراعي وقصيدة : تستاهل الحب نجديه**رفيعة الشان عجـــــــــَّابه أيها الإخوة لا أخفيكم بأنني حاولت الكتابة على نسيج فن الميدان ، فكان الوزن مطابقا 100 بالمئة ، ولكن افتقدت المحاولة للعديد من خصائصها ، التي تميزها كالحبكة ، ودقة الجناس ، وروعة الموسيقى الداخليــــة فيه ، وإن تضمنت المحاولة موسيقى خارجية لها ... وهنا أقولها بأمانة : يحتاج فن الميدان إلى موهبة ، ومجالسة أهل الشعر ، والمتمرسين ، وحضور حلقات في الميدان ، وهي ما أفتقر إليها ... هذا ، وبعد هذه الدراسة المتواضعة ، التي أضعها بين أيديكم ، أيها الإخوة والأخوات ، فإنني أتقدم باعتذاري ، إن كانت الدراسة تناقض ما لديكم من معلومات ، وإنني إذ أتمنى منكم إثراءها بما لديكم ، من معلومات ، وذكر بعض الأمثلة للميدان ، من بيئات جغرافية متعددة لتكون موثوقة ، ومن مراجع معتمدة .. وهنا لا يسعني إلا أن أتقدم بجزيل الشكر ، والتقدير للإخوة الذين قمت بالتشاور معهم للاستفادة .. جعل الله ذلك في ميزان حسناتهم ، وحسناتنا جميعا ، وأخص بالشكر والتقدير كلا من : الأخ : خميس المويتــــــي الأخ : عبد الله الراسبــــــي الأخ : أبو مسلم الصلتي .. الذين كنت أتواصل معهم أولا بأول ، وما ضن علي ّ أحدٌ ، داعيا المولى - عز وجل – أن يجازي كلا بعمله ، بما يتفضل الله به على عباده . والله من وراء القصد خلــيل مصطفــــــــى عفيفـــــــــي
__________________
آنا ابدوي والغرب مني يلتمس**علم وحضاره ومعرفه ونعم النسب
مخاوى البيدا عذرا إن لم أتـــــــــــابع المنقــــــــــــــول مدونتي : عروس البحر في قصر التخاطر |
|
|