مقال/ فضفضات علي مناخ هادئ

[أمل عبدالرحمن]

فضفضات علي مناخ هادئ

الفضفضة علي مناخ هادئ هو لجوؤك الي مكان مناخي يتمتع ويتميز بكل الامكانيات المناسبة التي تجعلك في هدوء تام دون ان تعكر ذلك المزاج وتجعله في حالة لا تطاق,وفضفضاتنا نحن بالأحرى لا تحتاج الي مناخ هادئ بحجم ما تريد منا نحن ان نقلع عن تلك الفضفضات التي يراها البعض هدرا للوقت فكيف هو الحال ان كان هناك شخص يلجأ اليك بحجة انه في دوامة مع نفسة ويحتاج الي من يفضفض له عن مكنوناته فبعض الحالات تحتاج منا الي رياسة وتقبل الامر,لان هناك فئات مختلفة تبحث لها عمن يؤرخ تلك الفضفضة؟

اما نحن فلا عجب ان تمتلئ صدورنا بكم هائل من الفضفضات التي ترغب في تجد من يسمع لها ويقر لها في حين ان حاجتنا للماء اصبحت قليلة, الفضفضة بحاجة الي ان تروي ونحن المتعطشون لها, نرغب في ان نحاكي من نراهم هم الاقدر علي الاستماع الينا,فعندما الجأ الي مكان هادئ بعيدا عن كل المؤثرات التي تطرأ علينا وتكدس من احوالنا وقدراتنا فما نطلبه هو الابتعاد قليلا لنجد السبيل الي الراحة في محيط يخلو تماما من جو الضغوط اليومية التي بطبيعتها تزدادا يوما بعد يوم, فأنا حين اريد ان افضفض ابحث عن نفسي واجد ضالتي في الكتابة هي من تنتشلني من جو المشاحنات فأرى نفسي كثيرا ما افتح جهازي واسدل الستار عما يعكر مزاجي, فأعيش في جو رائع ومناخ يحسدني علية الكثيرون انني لا اجمع بين هموم المنزل والعمل فلكل منهما بيت يجب ان ينزوي بهم وبيئة العمل لا تحتاج منا الي تدكس اخر ليزيد من حصيلة الضغوطات.
تمر بنا الحياة بحلوها ومرها نقابل الكثير ونمتلأ بما قد نعجز عن حملة فهل نحتاج فعلا الي من يسمعنا ويمسك بأيدينا لربما تكون المرآة هي من تعكس لنا الوجه الاخر مباشرة بحيث تكون فضفضتنا لأنفسنا حقا حقيقة نراها خلف هذا الزجاج, الفضفضة هي ان يعيش الانسان فترة من الزمن او فترات متفاوتة في ركود تام أو روتين قاتل, ولكن بعض الاحيان تظهر في حياة الانسان امورا اخري تطرأ علية فتغير من وقع الحياة بشكل تلقائي, وهذا ما يجعلنا نحاول الهروب بعيدا او نبحث عن اشخاص معينين يستطيعون ان يبحروا معنا بعيدا فيتحملونا بكل صبر ويتعاملون معنا باحترام مقدرين ما الت الية ظروفنا او حالاتنا, جانب اخر يعكس في داخلنا ويعبر عن مدي الساعات التي نقضيها في تحليل انفسنا بحجة ماذا نريد, نريد ان نرسو بعيدا عن مشاكل الحياة لنأخذ استراحة نستطيع من خلالها ان نعيد افكارنا الي الاتزان بعد موجة عاتية طرأت علينا, نريد ان نلقي بهمومنا ولا نتشارك بها مع الاخرين بحجة انا ما نحمله يكفينا فلا حاجة لنزف جديد, فتتعدد الاسباب والمسببات, فلنبحر الي واحة الاحلام ولنختار لأنفسنا مناخ هادئ ننزوي بظلة الي اشعار اخر.

بقلم/ أمل عبدالرحمن اليربوع
أخصائية اعلام تربوي