خاطرة ..... لا تردي
خاطرة
لا تردي
لا تردي ، لقد رد القلب صدى القلب و تردد . يجوب أرجاء النفس ، بل تعدى ، غاص في عمق الذات ، انتشر و تمدد...
صمتك كالجمال في كل شيء ، في حسنه رد قبل الثناء تجدد، لهيبته انحنى القلم و المداد في حضوره تجمد ...تنشر ابتسامة الهيام به الروح في النصب تستحضرها ، و يسعى الضرير إليه بفطرته ، و يتزين به الأصم حمدا و يفتخر ،...سر الألباب في رويتها ، يتحداها صمتك و بسحره تنبهر ...
ما هانت نفسي بسفاهة و هتكت حرمته ، بل هي فراسة عزة بنورها كشفت ، أعراض عشق في عمقك تبتسم ....
يا جارة واد أنا خريره ، إذا كان صمتك قضاء ، فدندنتي مدى الدهر له قدر ...
أنا العادي في قافلة هواك ، ألهب الأشواق و الركب يضطرب ، ويشتد حنين العشق إلى مدائنه ، ترفع المحاسن ستائر خذرها ، و على أنغامي تتهدهد فيك المفاتن و تنصهر ، فيا جمالها أسرعي قبل أن يدركها الغروب المشتعل ، و تمسي رمادا تذروه الرياح و يندثر ، إنها تريد أن تعيش أسطورتها ، و الساذج مثلي من عاشت أسطورته بهزيمته ، يرويها الأجيال بعده بمتعة ، كانت غصة في الصدر تنحره ، أو مجرد أراجيف ، نسج وهن خيوطها العنكبوت و الوهن .
مختار سعيدي
|