الكون يستيقظ
ها أنا أنقر بأناملي لوحة المفاتيح ، وأسمع لسان الديك يصيح ، والكون قد فاق عن هزيع سباته ، وعقد الصباح قد تلألأت حباته ، وتقدمت جيوش النهار باقتدار ، ولاذت جيوش الدياجي بالفرار ، ورفرفت أجنحة السكون لتغادر ، وعادت همهمات الكون تبادر ، وأطلت الكائنات برؤوسها ، وتحركت أجسادها ونفوسها ، وضجت الطيور بالتغريد ؛ لعودة هذا الصباح الجديد ، وهو يبتسم للكائنات ، ابتسامة الرضيع للوالدات ، فتبسمت في وجهه المشارق ، وأقبلت عليه الخلائق ، تهزج بالفرح والحبور، وتظهر البهجة والسرور ، ودبت الأرواح في نائميها فهبوا ، وتفتحت العيون فدبوا ، وما لبثت الشمس أن أطلقت خيوطها في الكون ، تداعب الأجساد والجفون ، وتلمس يداها نواعس العيون ، تدفن بكفها جليد القرَّ ، وترمي معاطف الدفء والحر ، حتى عم الأحياءَ الفرح ، وانتابهم السكينة والمرح .
__________________
فيصل الحداد
|