سبحان الخالق
لست صغير السن حتى أعشق ، ولا أسير الشوق حتى أغرق ، ولكني لمست بيدي جمال الكون ، وفهمت جميع لغات العيون ، وأصبحت مغرماً بالجمال أينما كان ، تسحرني مناظر الشطآن ، وتأسرني مفاتن الإنسان ، وتغرقني هذه اللمسات الربانية ، التى مست الحياة بعصا الحسن حتى أزهرت ، ونفثت الجمال حتى أينعت ، فكل شبر في هذا الوجود ينفث أريج الحسن ، ألا ترى هذه الحلة السماوية ، وهي ترفل في غاية بهائها ، وتعلو في منتهى عليائها ، ألا ترى الزهور وقد بللها الندى ، وأرَّجها الشذا ، ألا ترى ما أراه ، وقد لف الكونَ أنسامُ الحياة ، وأطلت الكائنات من مكامنها تسبح الكبير المتعال ، ومرت الرياح في فجاجها ترتل أناشيد الجمال ، أي إبداع هذا الذي أراه ! فسبحان الله سبحان الله .. *
__________________
فيصل الحداد
|