كتاب البحر...................وجرح الغيّاب

[كمال عميره]

لم أكن أعلم.....؟؟
أن الوقت إذّ يجيئك.....
يخرجك من جريان الصمت...
ويخلع عنك بقايا الورد....
لتعودين إلى حيث النبع....المثقل بالدمع...فارغة الهمس..
تغتسلين من بقاياك الطالعة فيك...
عسى اللّيل يخفف وطأة حلكته...
ويشرق الفجر الندّي....
ليصدّح رنين الهاتف..
صوت القيثارات القديمه....
ويخضّر حضورك بالفرح الرائع....
ورائحة التفاح الأرضي.....
هل في معتقّل الزمن المضجّر...؟؟
تلازمك دوما....حيث متسّع القول.....
خطط الردع الوجلّة....
حيث ترتفع الآهات....
طالعة من نزّيف الجرح المسلوخ...
حيث تنثال الأحرف.....ظامئة للنشيد.....
يا غربةالروح التي إحترقت بلحظات الفراق....
ما الذي تبتغيه من الخروج ...
خارج كلّ الأماني المحنّطة...؟؟
خارج سطوة القلب....
والزمن الذي جاء صدفة.....في غير ميعاده.....
ما الذي يطلع سادرا..من لهفة المحب....؟؟
من شهقة الشفق والضائعين...؟؟
ما الذي يلّون الآن مساءاتنا الذابله...؟؟
وقد رحلت بعيدا.....حيث المصّب كفّ عن حلم جريانه...
أناديك.....بما يتناثر الآن من مسامّات الوجع....
والأنين الحارق....
دعّي السواد فيهم.....ودثري حلمك..........نبضك...
شهقات قلبك بالبياض....
علّ السماء تسطع ثانية...بالأزرق البحري....
وتنير مدّ المدى.....حلكةممالك العذاب...
لا ترحلي............يا لحني الجميل الغارق في شفتي...
وتتركيني....كقشة في مهبّ عاصفة من خرّاب...
تعبت من التشرّد دوما على ضفاف السرّاب...
تعبت من عدّ نجوم الليل....وأنا أتمتم كل أنواع الصمت...
تعبت من لغة الشعراء النازّفة....
من مسيرة الدرب الهاذرة في الخضّم.....
أسندت وجعي على جدار طالع فيك....
قلت ...قد يكون هذا زمن التوّدد....
زمن التنقيب عن سحر الكلام....
أرسلت موجاتي......باحثة في الزمان القديم....
عن لغة الشرق التائه....ومفردات الحنين...
إستنجدت بالبحر...........كي أوقف هروّلة الايام....
وتناسيت فخّ الزمن المستعجل للرحيل....
تناسيت هجرة النوارس....
وأنشغلت بمركبنا المنطلق بلا حماية.....في اللّجة..
وما دريت أنّ الجمر الحارق....تناثر في رحلة العودة...
وأنّ "هــــــــــــــولاكــــــــــو" إستّل جبروته..
وفي خاصرة الحلم.........أغمّد حقده..
هل يسير الآن....الفرح الشاهق فينا إلى منّفاه...؟؟
وفي القلب مملكة للوّجل...
أناديك...........يا من تحتلك العاصفة......
خذيني مقيّد الخطوّ.......إلى ممالك الجنون فيك....
خذيني لأقرأ بالدمع..............الشفاه...
حين تعانق سخط المفردات في لياليك.....
خذيني....وحرريني من زيف السؤال...........
وأرحمي هذا القلب.....الذي هدّه الإعتلال...
هذا الذي جاء من اقصى الحزن.....
يحلم بدفع النّور بوجه اللّـــــــــــــــــــــــــــــــــــيل.....
يحلّم بالإنــســـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــان.....