ترهات عاشق

[صمت الهنائي]

ترهات عاشق
هي ليست إلا ترهات عاشق بعد ما أعياه غروره عاد ليعتذر
عاد وعيونه حبلى بالدموع عاد يرتجي مني أملا
جاءني مصافح وكأنه ما رحل
هكذا بترهات عاشق ...
"قال: بأنه سيعود ليبني مملكتي من جديد فقط أصفحي عني سيدتي"
"وقال: سأزرعها وردا وياسمينا يفوح منها فقط أصفحي عني سيدتي"
"وقال: سأنسيك الماضي كله وسنعيش حاضرنا فقط أصفحي عني سيدتي"
"وقال: أن صفحتي عني سأحبك اكثر من ذي قبل وأهبك كل شيء
فقط أصفحي عني سيدتي"
"وقال: بأني لا زلت معجب بك بكل تفاصيلك وبكل حكاياتك
لا زلت معجب بخواطرك التي ما مللت منها"
"وقال: بأنك أول نساء العالم أعرفها ....
فقط أصفحي عني سيدتي "
"وقال: ما عدت أطيق ابتعادي عنك فدعينا ننسى كل جروحات الماضي
فأصفحي عني سيدتي"
هكذا بترهات عاشق لا يعرف ما يقول
أو يظن أني سأقبل الاعتذار وأنسى ما خلفه من ذكريات مؤلمة
فإذا كان غروره وكبريائه هن من أجبراه على الرحيل
فغروري وكبرياء أنثى بداخلي ترفض أن يعود
ترفض أن تعود فتبني له قصرا بين أضلعها
"وهنا قال أيضا أسامحتني؟؟"

لا لست أنا من سيقبل بالاعتذار فأنت أثرت الرحيل عني
وتركتني خلفك وما سألت
تركتني أتخبط بين هموم الدنيا وأثقالها علي
تركتني أعاني قسوة غيابك عني
رحلت ولم تنظر خلفك بل مضيت وأنا أنظر مشهد ابتعادك عني
وبعد كل هذا أتيتني تعتذر وتظن بأني أنا تلك التي كانت بالأمس
أنا لست هي من كانت ترثي رحيلك
ولست من أثقلتها بهمومك وما سألت عنها
أنا الآن امرأة تبحث عن مرفأ يحتضنها بكل ما فيها
ولن تكون أنت أبدا فأنا نفيتك إلى صفحة النسيان
وحكمت عليك موتا في مشنقة أحلامي
لن تكون أنت فلا تعتذر وأمضي إلى من حيث أتيت
فليس غروري وكبريائي تسمحان لي بأن أعود
فأبنيك قصرا في أضلعي ...
ثم عاد يقول بترهاته
"حبيبتي أريد أن أكون ذاك المرفأ الذي يحتضنك بكل ما فيك"
"حبيبتي لست أريد إلا أنت مهما رحلت فأنا أعود إليك معانقا"
"حبيبتي أنه أنا فقط من يفهمك لذا دعينا نمضي سويا في طريق مشينا مشواره معا"
"حبيبتي أصفحي عني فأنا هائم في حبك وليس غيرك مرفأ أحزاني"
نعم ليس غيري مرفأ أحزانك ليس غيري من يحمل همومك
ليس غيري من يبكي إذا أنت بكيت
أنا فقط مرفأ أحزانك ميناء بحرك الغاضب شراع سفينتك
الذي تتخبطه رياح عاتية
أنا وحدي وأنت قلتها كم من الهموم استقبلتها منك
كم من الهموم أفرغتها بي وكأني دلوك الذي تملؤه حزنا وهما
ثم تعود بعد ذلك لترحل وتعود بهم جديد وأنا أستقبلك
وعاد يسألني "أيعني هذا أنك سامحتني ؟؟"
لا ليس بعد اليوم لن أستقبلك بهمومك أذهب إلى من غرسوها بك
فأنا رحلت بك إلى صفحة النسيان عد لتقرأها أن كنت نسيتها
وسافرت بك إلى مشنقة أحلامي وحكمت عليك موتا
فما عدت أذكرك .....
ما عدت أذكر حكاياتك ولا جلساتك ما عدت أذكر منك
إلا إنسان أسكنته قلبي فرحل تاركا رسالة وداعه الأبدية
ما عدت أذكرك إلا ببعض كلمات أحاول نسيانها
ما عدت أنا مثل ما كنت ولا عدت مثل ما كنت في قلبي
ثم عاد يسألني "أيسكنه أحدا غيري ؟؟"
ليس يسكنه أحدا غيرك يملأه الفراغ القاتل يهدد ما تبقى منه
تجمدت كل مشاعره وماتت كل أحاسيسه
أصبح كزهرة ذابلة وسط حديقة مليئة بالزهور المتفتحة
ولن يسكنه أحد حتى يموت وأدفن به تحت التراب
ثم عاد يسألني " هوني عليك فالموت أرحم لي من أن أراك ميته
أرجوك أصفحي عني فقسوتك تقتلني"
وهنا صمت القلم وتوقفت مشاعر الحنين إليه وتجمدت أحاسيس ذابلة
فأني والله قلتها لن أصفح عنك لو كل رجال العالم قد ماتوا ودفنوا تحت الثرى
وهنا أنتهى الحوار وتوقفت كل ميادين الشوق والحب إلى مسافر بين السراب
سأنام بعد اليوم بلا هم يؤرقني ولا دمع يثقل كاهلي
سأنام نومة ملائكية بعيدة عن أرق الدنيا

همس الهنائي
10/4/2012
9:26ص