بانتـــــــــــــــــــــــــــــظار المــــــــــــــــــــــطر

[اسرار السناني]

**

بانتظار المطر**

عندما تقف على عتبة طريق مظلم وأنت شاخص بنظرك لنهاية ذلك الطريق وكأنك تنتظر ذلك النور الذي سيلوح بكفيه في نهاية هذا الطريق فذلك هو انتظار المطر
******
عندما تكبر ويكبر في داخلك جرح ينزف وبين جنبات روحك تنتظر ذلك الدواء الذي سيوقف نزيف جرحك فذلك هو أيضا انتظار المطر.
******
عندما تتسلل لقلبك خيوط ذهبية ملفوفة بشيء من الحب ، تتحول تلك الخيوط إلى نفحات حب تراودك كل ليلة ، فتتحول تلك النفحات إلى حب حقيقي يستحلك بإكملك ، فيتغير طعم ذلك الحب إلى عشق مجنون ولكن ليس هناك من يرويه فأنت من قائمة أولئك الذين يصفون بانتظار المطر .
******
عندما تبدأ برسم خارطة أحلامك عبر ذلك الطريق المجهول ، فتكتمل تلك الخارطة ، وتبدأ بوضع أساس تلك الأحلام ليكبر البنيان فتكبر معه الأحلام وفجأة في منتصف الطريق وبدون أي سابق إنذار يتحطم البنيان وتهوي تلك الأحلام ، فتصبح رمادا تذروه الرياح كلما هبت شرقا أو غربا ، وتبقى علامة الاستفهام وكلمة لماذا تتردد مع أي صدى تبعثه تلك الأصوات الموجوعة من شدة الألم فهذا بانتظار المطر.
******
عندما تهب من تحب كل ما تمتلكه من المشاعر، وتحاول قدر الإمكان أن تمنحه كل ما هو جديد من ذلك الحب ،ولكن لا تجد من يبادلك تلك المشاعر فتظل بانتظار من سيمنحك إياها فأيضا هذا هو انتظار المطر.
******
حينما تشعر بغربة الروح ، ولا تجد من يفسر لك ذلك الشعور فتبقى بانتظار من يعطيك التفسير ، فهنا أيضا ستظل بانتظار المطر.
******
تبكي وتشعر بحرقة المظلوم فلا تجد لك من نصير، فتكبت ذلك الألم الذي يتحول مع الوقت إلى حزن يستوطنك ، تحدق باحثا عن يد معطاء تمتد لك بحب فتنتشلك من وسط ذلك الحزن ،
فضع توقيعك بأنك من أؤلئك الذين يقفون بانتظار المطر.
******
حينما تجد نفسك أسير الحيرة، وتجد نفسك بين ناريين لابد أن تختار احد منهما في نهاية المطاف، فأنت تنتظر أن تختار ، فانتظارك هذا يطلق عليه بانتظار المطر.
******
أمسك بقلمي رغبة مني بأن أخط ما يجول من مشاعر في خاطري ، فلا أجد الكلمات المسعفة فانا أيضا بانتظار المطر الذي سيجود به قلمي .
************

هذه الخاطرة كانت نقطة البداية لي فجريدة الشبيبة انتظر ردودكم الكريمة