روابط مفيدة : استرجاع كلمة المرور| طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
إقـامـة جبريـة [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     متعب كثير [ آخر الردود : عبدالكريم السعدي - ]       »     متعب كثير [ آخر الردود : عبدالكريم السعدي - ]       »     في محراب الحنين [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     الشـوق المثار [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     نبسـط لـك الهوى [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     ذاكــرة أمـواجُ الشـوقِ‏ [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     متى تَلتَئِم الجراح [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     وجوه تهوي بها الأيام فترميها ب... [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     نـوبـة حنين [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »    


الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
عدد الضغطات : 3,563ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 2,835ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 8,433
دروازة للتصميم
عدد الضغطات : 52,532عدد الضغطات : 52,317عدد الضغطات : 52,429

العودة   منتديات السلطنة الأدبية > منتديات السلطنة الأدبية > النقد والكتابات الأدبية والسينمائية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-03-2011, 08:08 AM
الصورة الرمزية حمود الحجري
حمود الحجري حمود الحجري غير متواجد حالياً
شاعر
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
الدولة: شق فجرك ظلامي وانجلت عتمتي 2012
المشاركات: 465

اوسمتي

افتراضي قراءة في قصيدة متى تكبر بعيني لعبد الناصر السديري

عبد الناصر السديري ..
واحد من القلة الهائلة ، الذين ينحازون إلى القصيدة ، إلى القصيدة فحسب ، ويؤسسون لتجربة مختلفة ، ومغايرة ، تجربة تتكئ على مخـزون قرائي ومعرفي واع .
ليس سوى شعراء من هذه الطينة النادرة بمقدورهم الذهاب بعيدا ، وبعيدا جدا ، في تخوم القصيدة ، والتأسيس لاسم جدير بالقراءة والمتابعة ، والبقاء ، بكل بهائه ، في دهاليز الذاكرة .
في قصيدته " متى تكبر بعيني ؟! " المنشورة بصفحة الشعر الشعبي بجريدة عمان الكثير من المغايرة و" الانعتاق من التقليدي ، والباهت ، والبسيط الذي لا يغامر إلا بمقدار ما تتاح له المسافة بين وزن وقافية "(1) .
يأتي صوت الشاعر ، من البعيد ، من الذاكرة ، متعبا ، مرهقا ، مبحوحا ، يخامره اليأس ، فهو لطالما رفع عقيرته مناديا الآخر ، فلا يأتيه سوى رجع الصدى :
صوتي استحى
وأنا أنادي لك تعال
شايب على باب البخيل
أضناه ذل الخبز
وأرعى الكلام لخاطرك
وعي وعتب
وانته ولا تسمع

الشاعر إذا يسترجع وجعه ، معاناته ، مكابدته ، ونداءه المُلـّح الذي تستحوذ عليه الريح ، ولا تصل ذبذباته ، وارتعا شاته إلى الأخر الذي يصر على وضع القطن في أذنيه .
استرجاعـًا ينفض الرماد عن الجمرة الكامنة في الأعماق
استرجاعـًا يمهد للسؤال الحارق :
وش رجعك تنقض من جروحي الصبر
وترش عذرك ملح

سؤال مكتوي بنار التجربة
سؤال لا يتوخى الإجابة من الآخر ، بل يحمل إجابته في ثنايا حرقته .
سؤال يحمل بصيرته وبصره
سؤال يقذف حممه ، وتندلع فوهته :
تاجرت بدموعي هناك
نخاس وأحلامي رقيق

ياااااااه ، ما أقسى حرقة هذه الصورة ، وما أشد وطأتها على القلب ، فعندما تصبح الدموع تجارة ، والأحلام رقيقا تداس كرامتها وتهان في سوق النخاسة ، وتباع بثمن بخس ، دراهم معدودة ، ماذا يمكن أن يقال ؟ ، وأي قلب بمقدوره أن يصفح وأن يتجاوز ؟ :
وش عاد لك يشفع
و

وتتموضع الواو وحيدة ، الا من غنائيتها الحزينة ، وترجيعها الموجع ، مُشرعَة على الصمت والبياض ، وممهدة للنقلة / الحكم القاطع الذي يستمد قسوته من غليان الجرح الذي أججته هذه العودة اللا مرغوبة ، التي نقضت خيوط الصبر وذرّت ( رشت ) الملح على الجرح :
اليوم تيهي شجر
ما هزته ريحك ولا
رفت لك طيور الحنين

ما أجمل هذه الصورة ، وهذه الالتقاطة
ما أجمل هذا التجانس ( شجر ، ريح ، طيور )
اليوم .. ليس بمقدور ريحك أن تحرك شجري وتهزه ، وليس ثمة طيور ترفرف لك حنينا ( لاحظ مدى توفق الشاعر في اختياره للفعل " رفت " ، لم يقل مثلا طارت أو حلقت ، أو ارتفعت )
لكن كذا من شافتك
مرت علي تسجع
تقووووول :
وش لك على باب الكرامة تلده
خيبت ظن الجرح من شر مسعاك
ايدك على يانع عذوقي ( تجده )
من هو دعاك وتدري الماي ما ماك ؟!!
أنصحك جنب عن طريقي وسده
مات الخفوق اللي بالأول تمناك

أجل ، أجل ..
وعلى العكس من ذلك ، بمجرد ما رأتك ، مرت ساجعة ، رامية في وجهك ، استنكارها ، وحنقها ، وامتعاضها الشديد والمر" من هو دعاك وتدري الماي ما ماك ؟!! " .
والشاعر هنا ، وهو يمزج أو يداخل بين التفعيلة والعمودي ، في محاولة شكلية ، ليست بالجديدة ، ولا بالغريبة ، على قصيدتنا الشعبية ، يعطي الرابط العضوي لهذا الانتقال الشكلي ، والمبرر المستساغ ، لدخول العمودي هنا ويقدم له بالفعل ( تقوووول ) ويجرية على لسان " طيور الحنين " التي لم تقل الحنين أبدا ( الماي ما ماك – أنصحك جنب – مات الخفوق اللي بالأول تمناك )
هنا اشتغال على التلوين الصوتي في القصيدة ، رغم أن صوت " طيور الحنين " ليس في النهاية سوى صوت الشاعر ، ولكنه اشتغال يخلص القصيدة من الوقوع في فخ الرتابة ، بـ هكذا تنويعات صوتية ، إذا ما لاحظنا أيضا انتقال الشاعر من حالة التذكر إلى وضعية السؤال المعجون بالمرارة إلى الزمن الحاضر ( اليوم ) .
وتأتي الواو مرة ثانية ، متبوعة ثلاث نقاط متتابعة على السطر ، لتترك المساحة للصمت المعبر والموحي ، " الصمت الدال حيث الشاعر لا يقول كل شيء خطيا " (2) ، ولتمهد للرجوع للتفعيلة ثانية :
و ...
أيقنت جرحك قضى
كلما تذكرتك ضحكت
أذكر سرير ...
ما تكبر أمثالك بعيني
أبد ..
إلا إذا
إلا إذا راحت ولا ترجع ..

القفلة ، قفلة النص ، تحيل إلى البداية ، فنحن بإزاء نص دائري ، نهايته تأخذك من يدك إلى بدايته ، فالكلام انتهى غير أن إلحاح الألم والوجع لما ينتهي بعد ، فهو لما يزل يلح على الشاعر ويؤرقه ويقض مضجعه ، ويعيد إنتاج نفسه باستمرار ، هذا عدا دائرية الزمن في النص والانتقال من الماضي إلى الحاضر وهكذا :
صوتي استحى
وأنا أنادي لك تعال

ثمة خصائص أسلوبية كثيرة نجدها في النص كاستخدام اللغة اليومية ولكن بحمولة شعرية ، والترابط العضوي في النص ، الذي أتى كقطعة فنية واحدة غير قابلة للتجزئة ، والتنويع الصوتي ، والتموضع البصري للنص على الصفحة ، فالنص الجديد نصا مقروءا أكثر منه مسموعا ، وبالتالي الحيز الذي يشغله على الورق يشي بشيئ من الدلالة ، وتدوير النص / الزمن / الوجع .


الهوامش :

(1) مسعود الحمداني
(2) فتحية كحلوش ، بلاغة المكان ، الانتشار العربي ، الطبعة الأولى ، 2008

التعديل الأخير تم بواسطة حمود الحجري ; 14-03-2011 الساعة 11:43 AM
رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:20 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية