روابط مفيدة :
استرجاع كلمة المرور|
طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
|
التسجيل | التعليمـــات | قائمة الأعضاء | المجموعات الإجتماعية | التقويم | البحث | مشاركات اليوم | اجعل كافة الأقسام مقروءة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
سعاد
تحت أشجار الكروم المتفرعة. وقفت سعاد تتأمل العصافير فوقها ، وتتسائل . ما الذي يجعلها تغرد لبعضها البعض ، ما الذي يشدها لحب الأشجار من المنازل الخشبية . أهي تخاف القيد والظلام . لم تبت تساؤولات سعاد طويلاً لتجف .حتى أتى صياد وألقى رصاصة من بندقية الصيد النارية ، وباشر إقحام الرصاص الغاضب في أحشاء العصافير . كأنما هي صورة لم تعجبه فأحب كسرها . استمر الصياد بمتعة العذاب التي يطلقها على العصافير .إلى أن وقعت بأكملها في جعبة سوداء خبيثة تهوى التهامها . سعاد كم هي سعاد ، بكى قلبها ، قبل بكاء عينها .أشاحت بنظرها لأنها لا تستطيع تحمل رؤية العصافير بذاك الشكل الموحش . مضت سعاد لبيتها المجاور للهضبة ، عادت منكسة الحاجبين ، صانعةً إشارة الإكتئاب في أكتفاها الحزينة . لقد شعرت بخيبة أمل لأنها لم تستطيع مساعدة العصافير . كانت غيمة الانحسار والبؤس تحوم حولها. دخلت بسرعة وهرعت للفراش بدون أن تلقي السلام على والديها.انكببت على الفراش كما لو أنها تنكبب على الدراسة. نست في داخلها كل شيء المدرسة ، المنزل ،وتبقى لها مشهد الصياد والعصافير. صار دماغها يدوخ كالمريض ، بات نومها عقيم ، أصبحت أقرب للفنانين في الهيئة .لا تبالي بملابسها ولا بشعرها الذهبي. فقط بصدمتها تلك . بعد ثلاثة أيام قررت الأم اجتياح غرفتها .علها تعرف ما بها و تنزع صرخة الانعزال من عالمها . دقت الباب ودقت . لكن ليس هنالك أحدٌ يرد ، ردت مرة أخرة تدق الباب تدق حياتها تدمر صمتها . لا جدوى ، ففتحت الباب لتجد سعاد جالسة على الكرسي منكسة رأسها . تقدمت الأم تهزها . قالت الأم لسعاد: -ما بك يا عزيزتي؟ -أماه أحس بوجعاً هنا،لأول مرة أشعر به هنا -لماذا يا ابنتي القلب ألا يتوجع ؟ -بلا لكنه يلوي فؤاد ، ينزف مشاعري -لما كل هذا الكآبة ؟ -أماه لقد قتل الصياد العصافير بوحشية -لا عليك يا ابنتي ما زلت في عمر الثامنة ، يجب أن تري الدنيا ورودا بلا أشواك .أنت طفلة - لكن أماه أي ضمير ذاك الذي يقتل عصفور ، كيف يحمل ذاك المقدار القسوة العميقة. - سعاد أنت تكبرين ، لذى سأقول لك الحقيقة - أي حقيقة بأي شأن . - الناس مختلفون باختلاف أنامل يديك ، هنالك الطيب ، هنالك القاسي , هنالك آخرون . حينها قامت سعاد تفكر مراراً وتكراراً. فيما قالته أمها لها. تقلبها صفحات أفكارها بدون توقف . لتشهد في النهاية مثيل مصرع الطيور .عندما اقتحم لصٌ المنزل ، وأشار بنفس البندقية نحو الجميع ...حينما أصبح قتل العصافير هوايةً مملة له .
__________________
لماذا أريد الهروب بعيداً
كطيراً أبته الطيور.. من السرب لما.. أطاع الضمير... أراح الشعور المرير بذكر الذنوب... وسكب العقولْ ..بميزان حقْ.. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|