روابط مفيدة : استرجاع كلمة المرور| طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
إقـامـة جبريـة [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     متعب كثير [ آخر الردود : عبدالكريم السعدي - ]       »     متعب كثير [ آخر الردود : عبدالكريم السعدي - ]       »     في محراب الحنين [ آخر الردود : ذكرى - ]       »     الشـوق المثار [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     نبسـط لـك الهوى [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     ذاكــرة أمـواجُ الشـوقِ‏ [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     متى تَلتَئِم الجراح [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     وجوه تهوي بها الأيام فترميها ب... [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »     نـوبـة حنين [ آخر الردود : نبيل محمد - ]       »    


الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء
عدد الضغطات : 3,560ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 2,831ضع إعلانك هنا - ثلاث شهور فقط 25 ريال عماني
عدد الضغطات : 8,423
دروازة للتصميم
عدد الضغطات : 52,526عدد الضغطات : 52,312عدد الضغطات : 52,426

العودة   منتديات السلطنة الأدبية > منتديات السلطنة الأدبية > مدونة الأعضاء

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 22-12-2014, 01:19 PM
الصورة الرمزية خليل عفيفي
خليل عفيفي خليل عفيفي غير متواجد حالياً
مستشار وعضو مجلس الاداره
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
الدولة: في الجزيرة العربية مع شعراء النبط
المشاركات: 5,183

اوسمتي

افتراضي



في الطريق إلى المرأة العجوز

حينما أخبرتني تلك المجنونة أن علي الذهاب لامرأة عجوز ، وأنها ستساعدني في الأمر ، اختلطت بي
الظنون ، حتى أصبحت أفكاري تأخذني إلى هنا وهناك ..
كان لدي إحساس بأن ما تقوله الجنية مجرد خيال ووهم ، أو أن تجعلني أتعامل مع الجن والسحر ،
فكنت أخطو خطوة للوراء ، وأخرى للأمام ..

إلا أنني عزمت النية ، وتوكلت على الله ، مع يقيني بعدم الاقتراب من عالم الجن .. مهما كان الأمر ..

وبدأت المسير ، فالمسافة بعيدة ، وفي محفظتي مبلغ لا يتجاوز السبعة ريالات ، وهل يكفي هذا المبلغ
لاحتياجاتي في تلك الرحلة القاسية ؟

وتبدأ الرحلة ، وحينما جاء الطائر ؛ ليكون رفيقي في ذلك الدرب ، مررنا بعوالم غريبـــــــــــة ، وكنت
أرى الوطن العربي برمته ، وأشم رائحة العروبة ، وعبق الشيح ، والقيصوم والزعتر ، والبابونج من
كل مكان ،، فما أجمل عروبة كرمنا الله بها !

حتى الأشواك لها رائحة ، والأعشاب البرية تشرح الصدور !!..

يا الله !! أهو عشقي لريم الفلا ؟!

أم أن حقيقة الأمر كذلك ؟!

لكن الطائر ينظر إلي وكأنه يقول :
لا عليك ، ولنمض في الطريق ، ولا تجعل الظنون تثبط فيك العزيمة ..

ونهبط بعد عناء السفر ، فالطائر يهبط قرب نهر الأردن ، وهناك طلب مني أن نقوم بحفر خندق
وممرات ، تصل إلى مسافة ستة كيلو مترات .. وذلك لأننا قرب حفرة الانهدام الإفريقي الآسيوي
..والجاذبية الأرضية تذكرنا بتلك التي فوق القمر ..

ويذهب الطائر قليلا ، وأبقى وحيدا في الخندق ، والإرهاق يسيطر علي ..

وفي تمام الساعة الواحدة ليلا :
أي بعد منتصف الليل ، سمعت صوتا غريبا ، صوت طفل ، أو طفلة صغيرة تبكي بصوت يملأ المكان
حزنا ..

يا الله ! أهذا حلم ؟ لا والله ، إنني لم تغف عيناي قط حتى الساعة ..

جلست قليلا ، حيث لا بشر ، ولا منازل ، ولا مظاهر إلا لحيوانات الليل ، والبهائم ..

طفلة تصرخ والبكاء كأنها تصرخ من الجوع أو أنها فقدت والديها ..
لم أجد مصدرا للصوت الذي انقطع فجــــــــــأة ، وكأن الصوت قد أعلن النهايــــــــــة حينما بدأ
يتضاءل صداه ، فأصبت بالفزع ، وشعر رأسي يذكرنــــــي بتمايل سنابل القمح في سهول حوران
حينما يداعبها الهواء ، ثم يقف فجأة راسخا في مكانه ..

لا بد أنه قد تغير لونه ، ليس خوفا ، وإنما هو الحزن يلفني بثيابه على ذلك الطفل/ الطفلة .. ويأتي
الصبـــاح ونستعد للسفر ، بعد تناول قطعة من الحلوى ، كانت في "زوادة" السفر ..

قادني الفضول في الصباح أن أسأل أحد المارة ، فيعلمني بأن ذلك الصوت قد يكون قرينة طفلة ماتت مرضا هنا قبل سنوات ، ودفنها أهلها هنا ..!!
سبحان الله !! قلت له : "ممكن" "كل شي يصير" ولكنني لا زلت أتعجب مما حدث لي ..

ويلاحظ الطائر الحزين ذلك الحزن ، فينظر إلي ، ويعطيني إشارة بالأمل ..

ها نحن الآن نحلق فوق بلاد الشام ، ونتجه إلى الخليج العربي الجميل ، ثم نطوف قليلا فوق بـــــــــلاد
المغرب العربي ، ولا أرى بلادا في العالم أجمل من العروبة .. فالحمد لله ..

وحينما اقتربنا من الأرض ، هزني الشوق لريم الفلا ، فلم يغب طيفها عني ولا زال قلبـي ينبض بأروع
الذكريات ، فلعل اللقاء قريب ..!!

كهف غريب في قمة الجبل ، فكيف الوصول إليه ؟!! لا بد أنه يتطلب مني مغامرة في الصعود إليه ..

يذهب الطائر الجميل قرب البحر ، وكأنه ينتظر ريم الفلا ليطمئنها عني .. ثم سيعود بلا شك ..

وحينما وصلت إلى الكهف ، ولم تبق إلا خطوات قليلة بعد منعطف ، سمعت أصواتا غريبــــة ، عقدت
النية ، وتوكلت على الله .

إحساس بالخوف من المجهول ، ورغبة جامحة للتضحية ، فـ ريم الفلا تستحق أن أمــــــــــــــوت لأجل
عروبتها ..هذا هو الإحساس أوجز قليلا منه ..

خلقٌ كثير في الداخل ، ولكن لم أجد أحدا كما أعلمتني فتاة تنظر إلي من بعيد ، وبجـــــــانبها دب أبيض
وهي تشفق علي ، وترى ملامح مخلوق ، تحكي تعاريج وجهه قصصا للحزن والقهر ، وتقول :

لم يسبق في حياتي أن راجع المرأة العجوز ، رجل في قلبه حزن كحزنك ،..لا تخف يا أخي فأنا معك ..

والله معك ..!

تذكرت قول أمي – رحمها الله - وهي تقول :

"يا رب ، يا يمه ، يحبّب خلق الله فيك ، وتروح ، وتجي ، محبوب مثل الملح عـ الزاد"


لم أكن أحب الملح كثيرا ، ولكنني أحببته فدعوة صادقة منها ، تجعل الملح أعذب من الشهد ..

الأمر يستدعي بضعة أيام كما يبدو ، فالمراجعون كثر ..، وكل يسرد قصة حياته ..

لا بأس ، فسنقيم في المكان أنا وطائري الجميل ...
لا حاجة لي بالنقود هنا ، لذا سأعطيها لأحد الفقراء، مهما كان المبلغ القليل ، فالنقود هـــــنا لا
جدوى منها ..

وأما الطائر فيقول لي : يا مخاوي البيداء ..وثق رحلتنا في فيلم يبقى لنا ذكرى في الحياة ..
ونصل قرب كهف العجوز ونسمع بكاء مريرا هناك.
لا بد أن في الأمر سرا ، سننتظر ، فالقادم جميل بمشيئة الله ..!!

__________________
آنا ابدوي والغرب مني يلتمس**علم وحضاره ومعرفه ونعم النسب
مخاوى البيدا

عذرا إن لم أتـــــــــــابع المنقــــــــــــــول

مدونتي : عروس البحر في قصر التخاطر

التعديل الأخير تم بواسطة خليل عفيفي ; 22-12-2014 الساعة 05:35 PM
رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 10:40 PM.


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
جميع الحقوق محفوظة لدى الكاتب ومنتديات السلطنة الادبية