ليه الغرور ؟!

[خليل عفيفي]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعيد محمد البلوشي

ليـــــه الغـرور؟!

بكتب قصيدي علّ تسعفني السطور
و اكثر عتابي جوركــم يا اهل الزمـن

الصدر ضايــق والمشــاعر بي تفُـور
وش حيلتي شفت المصايب و ارْتوَن

ليــه التكبّـر.. و التفــاخر.. و النفـور
نتـرك حضارتنـا وْ عراقتنــا لِ مَــن؟!

ليه التبــاهي صرنـا مــا نلقـى سرور
مـن ويـن مـا نـمشــي تقابلنـا الفِتَـن

حتّى الشوارع صــارت أشبه بالقبور
أبطالهـا مــوت وْ اصـابـات وْ كِفَـــن

هـذا يسابق قال تثْني بـي الحضــور
مــا تدري انّ الموت أسْبـق للبــدَن.!!

وش ذنبه اللـي ماسـكٍ خـطّ العبـور
تهْديهِ مـن ظلـمك اعاقـات وْ حِـقَـن

وش ذنْـب طفْـلٍ تـوّه بْعمْر الـزهور
كم من بيــوت بْطيشكـم اتْيتّــمـــن

يا نـاس كِفّوا واللـه دْموعــي تثــور
لا شفْت رَبْعـي صـار يبكيهـم وطَـن

واللي توهّـم مـن حـلا ذيك الخصور
يَكْسر خِطـاه وْ يسْتفـزّ اللـي رِكَــن

ينشر تقاسيمـه علــى مَـرّ الدهــور
يا كثْرِ ما يخْفــى ورا خضْــر الدّمَـن

وش قدّرك مسكين تَحْمل هالفجور
رجّح ضميرك لِ الورى تصْبح فَطِـن

يا صاحبي ما هكذا تُجزى النحــــور
ليتك تخاف اللي رسَم فيك الحسِن

بُكْرَه جمالك ينْعدم ليــــه الغرور؟!
أصْلك و فصلك طينِ ما يسْوى ثمَن



-سعيد البلوشي-

أخي الشاعر : سعيد البلوشي
قصيدة تستفز المشاعر التي ماتت ، فكيف بمشاعر من كانت ضمائرهم حية كشاعر مثلك ؟
لدي بعض الاستفسارات وليست ملاحظات :
بكتب قصيدي علّ تسعفني السطور**و اكثر عتابي جوركــم يا اهل الزمـن
هنا الجور أو الظلم هو سبب العتاب فالأصل أن يكون المعنى : وأكثر العتاب من جوركم
أي بسبب جوركم ، أو بجوركم ، كي تجتمع النتيجة والمسبب لها ..
فما الذي قصدته ؟

الصدر ضايــق والمشــاعر بي تفُـور**وش حيلتي شفت المصايب و ارْتوَن
هل المصائب هي التي ارتوت ؟ أم أن الضمير الغائب في (ارتون) يعود على المشاعر ؟
أي هل قصدت أن المشاعر ارتوت من المصائب ؟ أم أن المصائب هي التي ارتوت ؟
لأن الفاصل كان طويلا بين الضمير والعائد إليه ، إن كانت المشاعر هي التي ترتوي ..

ليــه التكبّـر.. و التفــاخر.. و النفـور**نتـرك حضارتنـا وْ عراقتنــا لِ مَــن؟!
هنا أليس الأجمل أن تجتمع ثلاث سمات تجتمع عادة مع بعضها كأمراض اجتماعية
التكبر والتفاخر والغرور بدلا من النفور ؟

ليه التبــاهي صرنـا مــا نلقـى سرور**مـن ويـن مـا نـمشــي تقابلنـا الفِتَـن
حتّى الشوارع صــارت أشبه بالقبور**أبطالهـا مــوت وْ اصـابـات وْ كِفَـــن
هـذا يسابق قال تثْني بـي الحضــور**مــا تدري انّ الموت أسْبـق للبــدَن.!!
الموت أسبق للبدن ، تعبير جميل ، لكن ليس البدن وحده هو الذي يموت ،
فالمشاعر تموت ، والنفس ، والضمير ، وكلها في البدن أو الجسد ،
وكم من الأبدان التي تحوي تلك المشاعر ماتت وبقيت الروح فيها ،
تماما كموت المشاعر ..
كما لاحظت أن القصيدة لم تحافظ على وحدة الموضوع ، فكانت عن حوادث المرور
وما تخلفها من مصائب ، ثم الانتقال إلى جانب حسي في مشاعر الغزل ووصف الفاتنات
أخي الشاعر القدير سعيد ..
قصيدة لجمالها ، وروعة ما تضمنته ،سعدت بقراءتها ..
فتقبل مروري بقلبك الناصع وصدرك الواسع .