قصيدة الحارة القديمة

[جمعه المخمري]

أخي راشد العيسائي.....

عودا حميدا.... وبورك هذا الفكر الراقي....
ماذا أقول هنا في حضرة الجمال والابداع؟....
يا سلام عليك يابوسالم....

قرأت القصيدة أكثر من مرة ومرات....
أذهلني هذا العمق الفكري واستجابة الروح
لمجمل أبيات االقصيدة....

(الحــــارة القــــديمة)
لا شك أن القارئ يستلهم وجدانية النص من عنوان القصيدة....

دعني أغوص في سلسبيل كلماتك أيها الراقي.....

الطـــريق إللي يوصـــل سكـــة الحـارة القـــديمــة
قلـــت أمـــّره العـــصر لكن يـــوم مـــريته بـكيـت

كثيرة هي الدروب يا بوسالم نمر عليها ولكن لبعضها أثر في النفس...
وهنا أسميك دكتور في التعبير الدقيق حين ترجمت المرور الى بكاء...
حنـــّت الــذكــرى علــيه ونـقًـــشْ جــروح أليـمه
كم أقـــدامي مـــشت به يـــوم رحـت ويوم جــيت

هنا لا أملك أي وصف أمام قوة التعبير أيضا...
فكم من لنا من الذكريات في درب معين ولا يزال
يسلبنا الانتباه حين نمر بقربه.... لذا أرى أنك أجدت
الوصف حين قلت( يوم رحت ويوم جيت).


شفـــت بـــاب البـــيت لـول فردته اليسرى يتيمة
فـــاقـــدة اليـــمنى وكـــّنه ما تـــّركب وسـط بيت

هنا أقوى صورة رأيتها في القصيدة....
البيت الأول... فردة الباب....
استعارة وتشبيه لأحداها باليتم....
رااااااااااااائع يا بوسالم.....


طـــاحـت ركون الـــزوايا الشامخات المستقيمة
والـــهشـــيم إللي تبّــقى صـــار للأفعى مبـــيـت
موحــشة السكة ولـــكن ربّت نفـــوس حشــيمة
لي عرف عنـها تـــمنى وقـــال لو فيـــها ربيــت

ما أجمل التأمل في هذين البيتين....
ونتقلت لبيت الآخـــر شفت عـــمـــدانة رمــيمة
طايح الركن الشمـــالي لي على جـــنبه مشيت

أروع ما يسلب الذكرة هو الوقوف أمام تذكار معين...
واسترجاع المشاهد الخالدة في الذاكرة....


ذاك بيــت به محـــبي وبيت أصـــحاب الغـــنيمة
وآخر الســـكة حـــكاية لو بسولف (م)نتهيـــيت
صحت آه وقلت ويلي من غرامي ومن جحيمة
وسج فكري بذكرياته ومت في لحظة وحـــييت

هنا حكاية أخرى... جميلة بحد ذاتها.....
البيت الاخر.....
بيت المحبوب.... لا أعتقد أن أحدا له القدرة على نسيان بيت محبوبه....
وما أجمله من بيت وان كان مهجورا يا أخي راشد....

وفقك الله يا بو سالم
قصيدة في منتهى الجمال.