القصيدة المسندمية

[محمود النبهاني]

حـدث أيـا قلـمـي عــن بقـعـة سكـنـت ======= فــي قـلـب رائيـهـا دومــا ولــم تــزلِ

أبـكـت مودعـهـا إذ هــام فـــي سـفــرٍ ======= و سـلا بدمـع الشـوق يسيـح بالمـقـل

حـــدث فـديـتـك إن الـشـعـر مـكـتـئـبٌ ======= مـا عـاد يأسـر مــن للـحـب لــم يـنـلِ

وأنــا عشـقـت هـــواً قـلـبـي تـعـطـره ======= و غدوت فـي نَفَسـي خـالٍ مـن العلـلِ

واكتب بحبـرك عـن أرضٍ تحرضنـي ======= أن أجنـي السـلـوى بالـمـدح والـغـزل

و أتوه في شعـري بينـي وبيـن دمـي ======= كـم ســال يطلبـنـي قـربـا لـكـل سـلـي

وهوى مسندم ينبض في العروق ولا ======= شــــأنٌ يـعـرقـلـه إذ عــــاد بــالأمـــلِ

هـذي البـوارق قـد مـاجـت بساحلـهـا ======= وجبالهـا تـشـدو مــن أعــذب الجـمـلِ

و تعـطـرت بـشـذا الأنـســام تربـتـهـا ======= وتزيـنـت ذهـبـا مــن أنـصــع الـحـلـلِ

و دَعَـت طيـور الشـوق تلفهـا طـربـا ======= سـرب الحمـام سـلا للعـش لــم يــؤلِ

كـم أسكـرت لبـي مـن خمـر نشوتـهـا ======= حتـى غـدوت لهـا فـي الحـب كالثمـلِ

وثمارهـا طـيـب تهـفـو النـفـوس لــه ======= والمنـظـر الـزاهـي لا يــودي بالمـلـلِ

سكـانـهـا عـرفــوا بـالـجـود والـكــرم ======= قــد بــات دينـهـمُ قــولا مـــع الـعـمـل

سـيـف الـكـرامـة قبـضـتـه بـكــل يـــدٍ ======= إن حان جـدٌ فـي الأنثـى وفـي الرجُـلِ

حيـيـت يـــا دار الأســـرار يـــا بـلــداً ======= دامـت طبيعتهـا مـن مـضـرب المـثـلِ

كـل التحيـة مــن قـلـبٍ هــوى وســلا ======= لـمـسـنـدم الـغـنّــاء بـعـزهــا الـجـلــلِ

عــذرا أيــا أهـلـي إن كـنـت منتقـصـا ======= لا يسلـم المـرء الـهـاوي مــن الـزلـل

لـم أنــس وجهـكـمُ مــذ كـنـت بينـكـمُ ======= أهـدي سلامـي لكـم أهـدي لكـم قُبَلـي