روابط مفيدة :
استرجاع كلمة المرور|
طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
كلب ينبح على " مشينة " *
كلب ينبح على " مشينة " *
كان عندنا في قديم الزمان كلب متحمّس جدّا ، ينبح لأتفه الأسباب ، و تستفزّه أدنى حركة . ضبطته مرّة يحاصر خنفساء خلف الدار ، و ينبح نباحا متواصلا كأنّما يحاصر سبعا ضاريا . و مرّة أخرى سمعته يقلب الدنيا نباحا ، فقلت لعلّه ضفر بلصّ يتربّص بمنزلنا ، فإذا به يتابع ظلّ شجرة صغيرة كانت الرّيح تحرّك أغصانها فيتحرّك ظلّها. كلبنا هذا أصبح موضوع تندّر عند الأجوار . يقولون كلب دار فلان تافه و أبله ، يظنّ كلّ ما يتحرّك هدفا ، و يتوسّم فيه خطرا داهما ، و لعلّهم يقولون أيضا الكلاب على أمثالها تقع . حدّثته يوما حديثا هادئا . قلت له : ـ اسمع يا كلب يا ابن الكلب ! لقد جلبت لنا الخزي و العار ، و جعلتنا أضحوكة بين الناس . تعقّل قليلا و دع التفاهات . ليس كلّ شيء تراه يتحرّك مدعاة للنباح . ادّخر نباحك لمسائل أهمّ ، فالدّهر طويل ، و أعمار الكلاب طويلة كذلك . ستصادفك مناسبات أخرى تحتاج فيها إلى نباحك . لا تبذّر طاقتك في ما لا يعني . ثمّ نحن لسنا وحدنا في هذه القرية ، حولنا أجوار لا يفوتهم شيء . كلّ حركة يسجّلونها . و أنت تمتّ لنا بصلة و ما تأتيه من حماقات يحسب عليك ، و علينا . ظلّ يستمع إليّ في صمت حتّى خلته قد أدرك صواب كلامي و استوعب الدّرس . ... ذات يوم وفد على القرية أناس غرباء ، ألوان جلودهم و عيونهم تختلف عن ألواننا ، قيل إنّهم مستعمرون جاؤوا يعمّرون البلاد . فاستبشرنا خيرا و انتظرناه ـ أي الخير ـ . مهّدوا طريقا ثمّ مدّوا عليها سكة حديدية لا نعرف مبتدأها و لا منتهاها . بعد أيام دخل القرية قطار طويل كيوم صيف . عربات يجرّ بعضها بعضا ، هذه ملتصقة في مؤخّرة الأخرى . أحدث صوت القطار ضجيجا هائلا ، و أزّت عجلاته أزيزا حادّا يثقب الأذن . وقفت كغيري من الخلق أتفرّج على القطار يمرّ أمامي ، و معي الكلب . كان هادئا في البداية ثمّ أخذته نوبة نباح . كان و هو ينبح يهمّ بين الحين و الحين بمهاجمة القطار ، و أنا أردّه إلى الصواب ، فيتراجع قليلا ثم يعيد الكرّة . يكرّ و يفرّ ، و القطار الذي لا يكاد ينتهي ماض في طريقه الحديدية لا يعبأ بنا . أنهك النباحُ الكلبَ و لم يتوقّف . انتبهت إلى أحدهم كان يقف مثلي و مثل الكلب ينظر إلى القطار ، كان مبتسما ابتسامة ساخرة . انتظر حتّى ابتعد القطار و لم يعد ضجيجه يصلنا ، و قال : ـ هه ، كلب ينبح على مشينة . أحسست بالخجل من نفسي و من الكلب ، و أحسّ الكلب بالخجل مثلي . منذ ذلك الحين توقّف كلبنا النبّاح عن النباح المباح . أمّا قول الرجل فقد ذهب مثلا يُضرب في القرية ثم انتشر إلى القرى المجاورة حتى عمّ البلاد بأسرها . سمعت مؤخّرا أنّه بلغ أقاصي الدنيا . أفريل 2010 *المشينة : كلمة دخيلة من الفرنسية و تعني الآلة عموما ، و لكنّها تستعمل بمعنى القطار عند أهل الجنوب التونسي . |
#2
|
||||
|
||||
شكراً اخي عبدالرحمان فعلاً قصة
الكلب .. قصه عجيبه وغريبه لقد قراءة احداثها بكل شوق تسلم وربي يعطيك العافيه |
#3
|
||||
|
||||
اقتباس:
تحية طيبة و شكرا على اهتمامك المتواصل ، و على قراءتك العميقة حياك الله و أعطاك الصحة و العافية . |
#4
|
||||
|
||||
ههههه
قصة الكلب هذه طريفة وحسب! شكراً أخي الكاتب.
__________________
رزقني الله سبحانه بنعمة اسمها فلذة كبد
اللهم أحفظه لي" "كم أتباهى وذاكرة لهذا الحب الرباني".. اللهم أسألك حبك وحب من يحبك وحب عملٍ يقربني لحبك |
#5
|
||||
|
||||
الأخت الكريمة أمل ، شكرا على المرور . سعيد بوجودك و رأيك
مع خالص التحية . |
#6
|
|||
|
|||
أنت كالكلب في الوفاء وكالكبش في مقارعة الخطوب
لطالما كان الكلب رمزا للوفاء البت للاستشهاد ليس إلا تقبل مروري ودمت بخير
__________________
رحلـتُ فكـم بــاكٍ بأجفــانِ شــــــادنٍ ... علي وكم بــاكٍ بأجفـانِ ضيــــــغمِ ومـا ربـةُ القـرط المـليح مكــانـــــــهُ ... بأجزعَ من ربِّ الحُسام المصـــمَّمِ رمى واتقى رميي ومن دون ما اتقى ... هوى كاسراً كفي وقوسي وأسهمي ومـا كـل هـــــاوٍ للجمـيل بفــاعـــــلٍ ... ومـا كــل فعّـــــالٍ لـه بــــــــــمتممِ إذا ســـــاء فعل المرء ساءت ظنونه ... وصـدَّق مـــا يعتـــاده مـن تـوهــــمِ |
#7
|
||||
|
||||
اقتباس:
شكرا على المرور ، كنت أودّ أن أعرف رأيك في النصّ و أن أستفيد من ملاحظاتك . أمّا وفاء الكلب فأمر لا يشكّ فيه آدميّ . لكنّ النصّ لا يطرح هذا الموضوع . مع مودّتي . |
#8
|
|||
|
|||
يسلمووووووووووووووووووو مره روعة
ما شاء الله عليكِ |
#9
|
||||
|
||||
معذرة يا أخت ريم عن التأخير في الردّ . لك كل الشكر على القراءة و التعليق المشجع .
|
#10
|
|||
|
|||
اشكرك جزيل الشكر في غاية الروعه
|
|
|