روابط مفيدة :
استرجاع كلمة المرور|
طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
قراءة في ديوان حديث الشمس للشاعر صالح السنيدي الجزء الثاني
• الشاعر والترحال :
صالح السنيدي عاش منذ صغره محبا للسفر ، عشق الترحال ، وجد فيه راحته النفسية . لم نجده إلا رحالا ومتنقلا من مكان لآخر ،يبحث في سفره عن تاريخ الحضارات وإنجازاتها ، وحتى في شعره كان دائما مسافرا ومرتحلا ،والدليل على ذلك أن سفرة وترحاله ذكر في الديوان 60 مرة فتنوع سفرة الشعري فكانت رحلته في عالم القصيدة لها عدة أشكال وعدة وجوه ، فنجد رحلته في قصيدة ( ذكرى لوادينا) رحلة في الذاكرة ، صورة الماضي تتجسد أمامه لتشق شرنقة الزمن عائدة بأحداثها إلى حيثيات المكان وإحداثياته التاريخية ، وهنا تحكي لنا رحلة الماضي حياته في (وادي سال) الذي نشأ فيه واصفا عن طريق سفره التذكري كيف كان يعيش أهل الوادي حيث يقول : سافرت أتذكر .... أتذكر الميلاد .... والبيت والشارع وأطفال وادينا ... وناقة أبويه (تعيب) ... تورد هنا فالعد... من نفس ذاك العد ... تورد وأنا أورد!! وهكذا يستمر في رحلته التذكرية ، ثم يقفل راجعا إلى الحاضر ليصطدم به وبالحياة الجديدة التي يعيشها أهل الوادي موضحا لنا تغير ملامح الحياة اليومية والمفارقة ما بين الحياتين في الماضي والحاضر : واليوم وادينا ... صفصف ....مدينة صيف لو صاح عاقلهم .... ما نسمع صياحه ما نسمع ((التغرود)) أو حنّة ((الحشوان)) ما نسمع الشايب غير الصخب والصوت ومنازع الجيران فرقة بمدينة صيف ... وبالتالي نجد أن الشاعر رسم لنا ملامح من تاريخ وموروث وادي سال من خلال رحلته ، وهنا ينتقد الشاعر الثقافة الغريبة التي أتت بها المدنية والزحف العمراني وزرعت في الوادي ، وهنا تناسى أهل الوادي الموروث الذي يحمل في طياته صفاء القلوب والحياة البسيطة المفعمة بالحيوية والحركة والعلاقات التي كانت تجمع بين أهل الوادي .. معظم هذا قد ذهب فكان شوق الشاعر للماضي حتى الوادي نفسه قد اشتاق إليه ويتمنى أن يهرب من العادات والثقافة التي أتت بها المدنية والزحف العمراني . وبالتالي خلق الشاعر علاقة ثنائية مع الوادي كلٌّ منهما يفهم الآخر : راحت ظليل الغاف كانت تجمّعنا ..... مسكين يا الوادي ... مشتاق للماضي ... مثلي أنا مشتاق وتمّيت .. أشوف الماء أقرأ بصفحاته لين ارتوت عيني والجمر هو الجمر وهنا سوف نجازف ونصنف أشكال ترحاله وسفره وفي أي من القصائد ذكرت : لقد صوّر لنا الشاعر ترحاله وسفره بأسلوب جميل ورائع فكانت الصورة البعيدة حاضرة دائما ، إنها رحلة لا تنتهي حتى بعد الموت ، فهي رحلة خالدة والرحيل مستمر حتى عندما تتعطل قوانين الرياضيات والفيزياء وينهار الكون تبقى الرحلة حاضرة وتبقى الجغرافيا والتاريخ شاهدين على ذلك . - الشاعر وقصيدة الشعـر الحـر( التفعيلة + النثر ) : منذ بداية كتابته لقصيدة الشعر الحر بدأت مرحلة جديدة في أسلوب الطرح لدى الشاعر ، فلم تكن كتابته لها مجرد تجربة أو اقتحام ، بل جاء ذلك نتيجة لعدة عوامل من وجهة نظرنا : أولها : نتيجة تشكل أسلوب الشاعر الذي ميز نصوصه في القصيدة العمودية ، فأين ما ذهب الشاعر يمكن أن تميّز نصوصه من بين عدة نصوص ، فجاءت كتابته لها كمجال جديد للتعبير بأسلوب آخر عن قضاياه وهمومه . ثانيها : محاولة لإيجاد مساحة أكثر حرية في التعبير عن القضايا الأكثر حساسية فكريا وسياسيا واجتماعيا ، وهذا ما منحته إياه قصيدة الشعر الحر . ثالثها : نتيجة التوقف عن الكتابة لمدة سنتين ، تخمرت لديه الفكرة وبدأت عملية اتخاذ القرار في كتابتها رابعها : نجاح مجموعة من شعراء الساحة الشعرية في عمان في كتابة قصيدة الشعر الحر كان عامل محفّزا ، حيث استفاد شاعرنا من تجاربهم . خامسها : التأني والتريّث وفترة التخمر الطويلة زمنيا نوعا ما في كتابة قصيدة الشعر الحر ، فلم يكن شاعرنا متسرعا في كتابتها لمجرد وجود شعراء في الساحة الشعرية وفقوا في كتابتها ، وهذا كان عاملا مهما ساعد في نجاحه . بعد هذا وجد شاعرنا الفرصة والتوقيت المناسب لكتابتها ، فكانت أول قصيدة هى ( ذكرى لوادينا ) ، والديوان يضم ثمان قصائد شعر حر ، وهى : شموع العشق - ذكرى لوادينا – الجدار – الأماني – سوالف للرواة – بديت أحسب – رحلة على متن الكتاب نفسي وأنا . جاء توظيف الشاعر للصورة الشعرية في قصيدة الشعر الحر أكثر تمكنا وانسيابية وأكثر تماهيا في النص ، وذلك نتيجة للمساحة الحرة التي يتحكم في ضبطها من الناحية الفنية فأعطته القصيدة مخيّلة حرة تحفل بمشهدية متواصلة دون انقطاع تتسلسل في نسيج النص بصمت تارة وتارة أخرى تظهر بتحدبية ظاهرة ، بمعنى أنها تأخذ الشكل التموجي بتقعرها وتحدبها ، هذا ما ميّز قصائد الشعر الحر لدى الشاعر صالح السنيدي . وقد عالجت قضايا مهمة وحساسة ، فعلى سبيل المثال في قصيدة (سوالف للرواة) انتقد الشاعر فلسفة التربية والتعليم العربية التي تمارس مهنة الإسكات وتلقي الكلام وحفظه ، ليس المهم الفهم ويجب أن يقتنع الطالب بكلام المعلم حتى لو كان مغلوطا ولا يجب أن يناقش ، فقد استطاع الشاعر أن يوظف التراث بطريقة رائعة مستدعيا الكتاتيب ليعبر عن قضايا عصره إذ يقول : وأنا صغير ... أسمع كلام ...واحفظه... ما هو مهم .. بس أحفظه ثم يقول بعد ذلك : وأقول هالراوي غريب ... يروي كلام ويمدحه ... نفس الشخوص .. والكل في القصة بطل أبطال .. ساحات...وحروب ... ما ينهزم فيهم أحد وأنا عليه أقتنع .. مهما يكون أقتنع ويقول في مقطع آخر منتقدا سياسة الإسكات : ويمر والراوي حديث هو الحديث .. ضجيت من نفس الحديث .. وأقوم واسأل في ضجر..؟؟ واقول :- يا معلم سؤال ؟ أنا قريت وشفت في .. وقبل لا أمد الحروف أو أني أجمع ربكتي صك ..!! في وجهي الكلام ويثور ...!! ما تفهم غبي... نفس الكلام ...أتكرره ..!! نفس الكلام.... الكذب... وانا أندهشت ما يوم أنا قلت .. وسألت انتقدت القصيدة كذلك الإعلام العربي وهبوط القضايا المطروحة والعري الفاضح الذي يشغل الشباب ويلهيهم عن قضايا الأمة الحاضرة بصرخاتها والغائبة بانتصاراتها ، إذ يقول : هذي إذاعة اتشدني .. فيها شعارات وووووو .......نضال...صرخاااااااات إعلان .. النفير فيها نقاش ...فيها...شقاق..أسمى براويز النفاق وفيها مذيعة ...تشق ثوب..في وسط صدر الحالمين تكتب على عين الرواة... معنى غسيل الأدمغة....!! وين انتصار اللللللل.. وأعيد أنا نفس الحديث أن العرب أكبر رواة باعو جلابيب الحريم ...!!! يتبع ..
__________________
لا أملك إلّا نفسي ، وباستطاعتي أن أتحكم فيها في حالات الوعي ، أما في حالات أخرى فلا استطيع ، ورغم أنها سوف تقع في الخطأ ربما حسب مقياس المجتمع للخطأ فلن ألومها أبدا ، وستستمر الحياة سواء بالملامة أو بدونها |
#2
|
|||
|
|||
سنكون هنا إن شاء الله تعالى
مع هذه القراءة الممتعة والرائعة والتي هي من قبل قارئ رائع وواعي خطر يحمل الكثير من الرؤى وبجعبته الكثير من الجمال وسنكون هنا أيضا مع ذلك الجمال الغني عن التعريف وذلك الإبداع الذي يُقرأ له إننا هنا بانتظار الإبداع أخي فهد بارك الله فيك ولا حرمت الساحة منك ولا من أمثالك أخيك / / / ياسر الغانم التعديل الأخير تم بواسطة ياسر الغانم ; 11-02-2013 الساعة 10:15 PM |
#3
|
||||
|
||||
اقتباس:
لك كل المحبة والشكر سيدي الفاضل وهذا من ذوقك بالمناسبة هذه قراءة عمرها 6 سنوات ولم تنشر من قبل وخلال الفترة القادمة سوف أقوم بتنزيل بقية الأجزاء منها .. مع التحية
__________________
لا أملك إلّا نفسي ، وباستطاعتي أن أتحكم فيها في حالات الوعي ، أما في حالات أخرى فلا استطيع ، ورغم أنها سوف تقع في الخطأ ربما حسب مقياس المجتمع للخطأ فلن ألومها أبدا ، وستستمر الحياة سواء بالملامة أو بدونها |
#4
|
||||
|
||||
شكرا لك أخي فهد على هذه القراءة الجميلة في فكر الشاعر الجميل صالح السنيدي
دمتم بخير ،،،،،
__________________
لاتخلط بين شخصيتي وأسلوبي ... فشخصيتي هي أنا ... وأسلوبي يعتمد عليك ! |
#5
|
||||
|
||||
اقتباس:
واتمنى أن راقت ذائقتك
__________________
لا أملك إلّا نفسي ، وباستطاعتي أن أتحكم فيها في حالات الوعي ، أما في حالات أخرى فلا استطيع ، ورغم أنها سوف تقع في الخطأ ربما حسب مقياس المجتمع للخطأ فلن ألومها أبدا ، وستستمر الحياة سواء بالملامة أو بدونها |
#6
|
||||
|
||||
أخي العزيز فهد الحجري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أحييك على هذه الدراسة الوافية والعميقة تحليل نقدي رائع أمتعتنا بالنص المخفي لقصيدة حديث الشمس... سجل إعجابي وتقديري العميق |
#7
|
||||
|
||||
اقتباس:
تحياتي لشخصك الكريم ومرورك الأروع
__________________
لا أملك إلّا نفسي ، وباستطاعتي أن أتحكم فيها في حالات الوعي ، أما في حالات أخرى فلا استطيع ، ورغم أنها سوف تقع في الخطأ ربما حسب مقياس المجتمع للخطأ فلن ألومها أبدا ، وستستمر الحياة سواء بالملامة أو بدونها |
#8
|
|||
|
|||
تقديري وشكري لشخصك الكريم أخي الغالي فهد الحجري
لقد شرفتني بهذا الإبحار لك مني كل الحب والوفاء أخوك / صالح
__________________
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ قصائد لي على اليوتيوب http://www.youtube.com/watch?v=YHOz_...eature=related http://salehalsnady.blogspot.com/ |
#9
|
||||
|
||||
اقتباس:
وتستحق اكثر لك المودة
__________________
لا أملك إلّا نفسي ، وباستطاعتي أن أتحكم فيها في حالات الوعي ، أما في حالات أخرى فلا استطيع ، ورغم أنها سوف تقع في الخطأ ربما حسب مقياس المجتمع للخطأ فلن ألومها أبدا ، وستستمر الحياة سواء بالملامة أو بدونها |
#10
|
||||
|
||||
هلا بك أستاذي
قراءة ناضجه وسرد متعمق وأسلوب راقي ومقارنه تنافر مزجت ببراعة ناقد كل التوفيق أستاذي |
|
|