روابط مفيدة :
استرجاع كلمة المرور|
طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
الجرحُ الأخير
كُنتُ أقعدُ مَعهــا .. نَتَبَادَلُ أطرافَ الحديثِ سَويّه.. أمام مرأى من الناس!!
بل أتطاولُ أحياناً .. وأُطوِّقُ يُمنايَ حولها.. أو تُسنِدَ رأسها .. على كتفي!! بل أكونُ أكثرَ براءه.. فأُقبِلُها أمامَ المارّه.. !! كُلُّ هــذا .. ولم يوبِخُنا أحدٌ .. فَكُنّا لم نتعدى الرابِعَةَ من العُمر.. نُفوسٌ بريئه! تَحلُمُ بِغدٍ تلعبُ فيهِ تحتِ المطرِ .. حُفاةً .. نلتَمِسُ من الأرضِ عُذراً فَتَقبَلُهُ .. ويَسعدُ الطينُ كثيراً عِند رؤيتنا سويًّا!! على مائِدَةِ فواله : جَرحتُها.. عِندَ لِقائِنا الأخير! كانت فُوالَةٌ في بيتهم .. تسحبتُ مع اهلي .. وقعدتُ على المائدةِ كعادتي إلا أنَّ صاحِبَتي كانتْ عُدوانيةً نوعا ما .. كأي طِفلةً أخذتها الحِميَةُ داخِلَ بَيتِها! .. كُنتُ مُمسِكا بالسِّكين .. حاولت هي انتزاعها مِنى ..! نزعتُها من يَدِها بدوري ! .. فكانَ صُراخا.. ودماً ينزُفُ .. ولطمةٌ إلى رأسي! لا اذكُرُ ممن؟ من أُمي أم من أُمها! .. عموما.. مرّت خمسُ سنواتٍ بعدها .. حتى فهمتُ ان تلك المائدةِ التي حظرها الكثيرون ما كانت إلا وداعيةً أخيرةً .. رَحلوا بعدها الى اقاصي مسقط..فلم أرى من كُنا نقعدُ سويا..! ومضت السـنـينُ .. والشهورُ والأيامُ .. ونحنُ صِرنا عن بعضنا غُرباءَ حـقًّا..! فَتمرُ الساعات.. وصرتُ مُشتاقا اليها .. اتذكرُها .. واتذكرُ احاديثنا براءتنا .. ضحكاتنا .. فأقسمتُ ان اجدها يوما!.. بعدَ ان صارَ سِنّي تسعٌ وعشرونَ عاما .. راودني الشوقُ .. او فلنقُلِ الفضـول.. فبحثتُ عنهـا وسئلتُ كثيرا.. فتـأكدتُ منها وأين تعمل .. فعـــزّمتُ ان اجِـدها .. علـى الاقل كي اعـتذرَ عن ندبةِ السِّكينِ التي تـــركتُها اثراً فيهـا .. لن تنساني بعدها ابدا! انتظـرتُ بِجـانِبِ ما وصفـــوهُ لي انهُ مقرُ عملها .. انتظرتُ قليلاً .. وصلت سيارتهــا الزرقـاءُ الجميــله!.. خَفقَ قلبي .. ناظرتُها.. انها هي..! فرقعــتُ أصــابعي.. دخلتْ هي.. نظرتُ الى مرآة السـياره نظرةً أخيـره عدّلتُ كُمتي .. وجُفناي.. ومسحتُ علــى العــرق في وجنتـي .. عطّرتُ يداي.. قرأتُ المعوذات.. وانطلقتُ مُرتجِفا.. وصلــتُ اليها .. كانت مُنهمكَةً في العمل.. على غيرِ عادتها .. فلـم أعهدها تُعطي اهميّةً لأي شيء!! فها هي قـد صـارت رسميّةٌ فعلا!! لم يُعجبني ما كانت عليه!! اقتربــتُ اكثر.. بحثتُ عن بعيني عن الندبه .. فوجدتُ شيء آخر.. رأيتُ (خاتَم خُطوبَةً) يتلألأُ في إصبعِها.. وكأنما أحدهُمُ سكبَ الماء علي جسدي.. !!! عِنــدها قالت..: "نعم اخي .. تفضل" !! لم اتكلم .. نظرتُ اليها .. وأطلتُ النظر.. قُلتُ : "شُكرا".. وقبلَ ان أُديرُ ظهري لها .. ركّزتُ ناظريّ الى الندبةِ التي غرستُها.. وقُلتُ في داخلي ،، الم تكُ كفيلةً بأن تجعل صورتي امامها دوما؟! لاحظَتْ الفتاةُ ذلك .. خبأت يديها تحتَ عبايتها.. فتذكرتُ يوم رششتُها بالماءِ يوما .. وجعلت تعصرُ ثوبها!! كانت اياما... .. قاطعتني: تفضل اخي.. ممكن اساعدك؟ .. ااااا أأأ،، أنا .. أنا فُلان.. (قُلتُها رافعا حاجبي).. فُلان.. أتذكريني؟ فقالت: "من أي شركه؟" !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! ربّــــــااااه!!! .. هي لا تعرفُ اسمي!!!... عِندها عرفتُ بأني خسرتُ كل شيء .. فقلتُ بِسُخريه: "انا لستُ من شركه .. انما من عيادَةٍ تُعالجُ الجروحَ القديمه!" قالت وقد خبأت ندبةَ السّكين: " اخي .. اذا تطاولتَ فَسأعلم الامن الان.. وهم سيقُمون بواجبهم!" قلتُ : "حسنا حسنا.. لا داعي... " أدرتُ ظهري هذه المره ... وبدون أن أوّدعُها .. كالمرّةِ السابِقَةِ .. رحلتُ عنها .. مؤمنا ،، ان الدُنيا صغيره.. وقاسيه.. رباه.. جئتها لأعتذر عن ندبةٍ قديمه فزرعت بداخلي جرحا لا يندمل!!
__________________
لا لَــيــلَ يـكـفـيـنــا لـنـحـلُـمَ مـرّتـيـن
|
#2
|
||||
|
||||
أخي العزيز عمر حامد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قصه جميله ومؤثرة بالفعل وتحكي واقع ملموس واسلوب مشوق ... بأنتظار جديدك فلاتحرمنا روائعك |
#3
|
||||
|
||||
اقتباس:
بارك الله فيك مشرفنا الكريم..
__________________
لا لَــيــلَ يـكـفـيـنــا لـنـحـلُـمَ مـرّتـيـن
|
#4
|
||||
|
||||
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الجرح الاخير اسلوبك المرح لا يترك حزنا كبيرا في النفس عند الانتهاء من قراءة قصة من الامكان ان تكون مؤثرة ولكن اضفت باسلوبك مسحة حزن وكانك تقول اااااخر حزن وتاثر بعد القصة والاسلوب رائع وفكرة الصور تساندها بعد حلو اعجبتني شجاعة الرجل هنا وردوده والدنيا مش ملائكية مش لها وجه البراءة اللي عرفناه في الطفولة معانيك طيبة^^ واخيرا عذرا ع التعبير
__________________
رزقني الله سبحانه بنعمة اسمها فلذة كبد
اللهم أحفظه لي" "كم أتباهى وذاكرة لهذا الحب الرباني".. اللهم أسألك حبك وحب من يحبك وحب عملٍ يقربني لحبك |
#5
|
||||
|
||||
اقتباس:
__________________
لا لَــيــلَ يـكـفـيـنــا لـنـحـلُـمَ مـرّتـيـن
|
#6
|
||||
|
||||
القصة جميلة.. أسلوب رشيق...
أستمتعت و أنا أقرائها.. هنا البراءة و الحب.. و البعد و الجرح.. تصوير جميل.. سلمت يمناك أخي الكريم عمر حامد.. لا تحرمنا جديدك.. هنا.. كل الاحترام و التقدير
__________________
... الصمت هو عنواني ....
|
#7
|
||||
|
||||
اقتباس:
شكرا مشرفتنا
__________________
لا لَــيــلَ يـكـفـيـنــا لـنـحـلُـمَ مـرّتـيـن
|
#8
|
||||
|
||||
قصة مشوقة فعلا ...
نص ..تصوير ..تسلسل فكري مميز ... عمر حامد لك كل التوفيق اخي .. نتريا جديدك بشوق ...القصة صراحة
__________________
لَستُ بِهَذَا الغُرورَ الذِي لَايُطَاقْ ~ ولَستُ الَأُنثَى المُتَكَبِرَه التِيْ لَايُعجِبهَا شَيءْ ..! كُلْ مَافِيْ الَأمِرْ /
أنْ طُهرِيْ ونَقَائِيْ يخَتَلِفْ عَنْ بَقِيَةٌ النِسَاءْ لِذَلِكَ لَاأحَدَ يستَطِيعْ فِهِمِيْ سِوى القَلِيلْ مِنْ البَشَر ولَرُبمَا العدَمْ ! |
#9
|
||||
|
||||
جميل ما شاركتنا به
ننتظر جديدك بشوق |
#10
|
||||
|
||||
الاخ العزيز عمر حامد يسلم قلمك الرائع والجميل على هذه القصه الجميله والمحزنه التي تحكي شيئا من الواقع مبدع اخي العزيز تقبل تحياتي |
|
|