روابط مفيدة :
استرجاع كلمة المرور|
طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
||||
|
||||
أزيز الأشياء*
http://www.maktoobblog.com/redirectL...2Fashreea.html
فتاة جميلة ، صغيرة ، تلاحقني بشيطنة الربيع الشقي في أنوثتها ! لم يعد العمر مُلكي يا صغيرتي ، قد شاخت أيامي منذُ زمن ، حقيبتي مُتخمة بالأحزان ، وحقيبتُك ملئى بالأحلام ! أبواب ذاكرتي مفتوحة ناحية الماضي ، وأبواب قلبكِ مُشرعة ناحية الريح ! كل صباح ، يا صغيرة ، تتجدد أحلامك ، وتلبسين فرحكِ مبكرا ، يتقافز بنظراتُكِ مرح شقي ، تُطلين من على النافذة ، تتلصصين على لحظات خلوتي ، وتشاكسين وحدتي ! ماذا يريد، فرحكِ المتسلل إلى عُتمة أيامي ، من رجل لبسه اليأس ،ما أن يهطل الليل بلونه الداكن، حتى تتجدد أحزانه ، تراوده ،في جنح الظلام، عن نفسه! الليل ،يا صغيرتي ، ذلك المارد الأسود ، بأضواءه الخرساء ، يًشبعني ضجيجا رغم سكونه ! يتوحد بي ، يتلبسني صمتا ، ويغرق معي في ذكراها !ذكراها التي لا تكف عن الثرثرة ، وعن العبث بكل شيء فيني ! يحاول الفرح،عبثا، أن يفك أزرار قميصه ،في مواجهة السفر، ويخرس كل أصوات الأشياء من حولي ، لكنه يعود ينكمش على نفسه ، وقميصه يزرر نفسه إستعدادا للرحيل ! وتعود ذكراها هي ، وحدها ، تتوحد مع عتمة ليلي ، تبثُ أنينا موجعا بداخلي ! دعيني أسرد لكِ من تكون تلك ، لكن لا تتأففي ، لأن غيرتكِ ستحضر حتما ، على وقع السرد،المجلود، بسياط الحب والشوق إليها . بقايا الأثاث الذي تركته لي ، يذكرني بها، فللأشياء ذاكرة لا تموت ، و أفواه لا تكف عن الثرثرة ، وإن ذهب صدى مالكها ناحية التراب ، يمسد جسده ، وضلوعه ، إستعدادا لراحة أبدية ، تظل هي-أشياءه- شاهدة لأفعاله ، كلامه ، ثورات غضبه ، ساعات حزنه ، وجنونه .. أدخل غرفتنا ، تستيقظ في داخلي كل ذكرياتي معها ، فكل شيء يحكينا قصة ، ويروينا ،أحاديث هوى ، لا تنتهي ، ولا يملها السامعون ! تظل تثرثر ، طوال الليل ، عنها ، وترسل إليكِ وإلى المارين من خلف النافذة ، أنوار روحانية ، تتسلل عبر أجسادهم، لتسكن أرواحهم ، بدفء ! فتتذوق قلوبهم ، طعم الحب الذي أتى من زمن بعيد ، عتيقا جميلا ، غاليا جدا ! فيحلمون بمثله أن يسكنهم ، كما تحلُمين أنتِ الآن . كل شيء ، في زاوية العمر ، يُذكرني بها ، ويغلِق الأبواب على ذكراها ، ويقول ، هيت لك ، فالذكرى ذكراك ، عليك ان تنفرد بها، وحدك . لذا ، لا مكان لكِ هُنا يا صغيرتي ، لأن المكان مُحاط بالوفاء ، مُغلف بالإخلاص ، عبثا تُراودني أنوثتكِ ، الطاغية ، عن نفسها ، عبثا تتسللين إليً ، فأنا ماضِ مع ذكراها بلا إلتفاتة لضوء . أتسمعين ثرثرة الأشياء حولي؟ ذلك المشط الذي رمتني به يوما ، حين ذخلتُ عليها وهي تصفف شعرها ، وكانت قد أغضبتها مُداعبة شقية مني ، وتجرأ هوسي بها ، أن يشاكسها ويعلن لها –كذبا- أن وجهها بات أربعينيا جدا ، وأن نضارة العشرين إختفت من شفافية روحها ، وأنني بصدد البحث عن أخرى، تُقاسمني نضارة الحياة ، وتُلبسني حبور العمر . يومها ،شعرتُ بأنوثتها تئن ، وبقلبها ،حاسر النبض ،ينكسر ببطئ ، يوشك أن يتشظى من الألم . فـ ويح نفسي كيف كانت شقاوة رجل الأربعين ظالمة فيني ! المرايا ، يا صغيرة ، تحكي عنها كل ليلة ! هل يستطيع جمالك أن يقف أمام جنون المرايا ،وهي تثرثر، في آذان الاشياء ،من حولي ، عن ذكراها ؟! يا صغيرتي ، فليكف جمالك عن الثرثرة ، لأن شعوري ، في غياهب جب ماضي، يسرد ذكراها فقط ، وقد غاب وعي الضوء من حوله ! أنا كفيف ، لا أبصر سوى طيفها ، وأبكم لا أغني سوى لها ، وأصم ، لا أسمع سوى حكاياتها الراحلة ناحية الفردوس ! سأحكيها رواية يوما .... وستقرئين وتذكرين ما أقوله لكِ! قد شاخت أيامي منذُ زمن ، حقيبتي مُتخمة بالأحزان ، وحقيبتُك ملئى بالأحلام ! أبواب ذاكرتي مفتوحة ناحية الماضي ، وأبواب قلبكِ مُشرعة ناحية الريح * نص سردي نُشر مؤخرا في مُلحق أشرعة[/FONT] التعديل الأخير تم بواسطة عُلا الشكيلي ; 04-02-2010 الساعة 04:03 PM |
#2
|
|||
|
|||
عُلا الشكيلي
ممتع هذا النص السردي ولاشك أنه أنار ملحق أشرعة دمتِ بألق |
#3
|
||||
|
||||
علاُ الشكيلي / يعطيك العافيه
قصه محبوكه بمفردات جميله تقبلي مروري هنا ((أبوسامي)) |
#4
|
||||
|
||||
اقتباس:
أبو سامي.
شاكرة لك هذا المرور الذي يطرب قلمي دوما . لك بالغ الشكر سيدي |
#5
|
||||
|
||||
اقتباس:
النجم اللامع.
شكرا على المرور الكريم . وعلى الإطراء سيدي . دمت بألق أيضا |
#6
|
||||
|
||||
سامي أنت !
تابعتك في أشرعة لك كل التحايا ,, سرد مميز جداً تقييم من عندي
__________________
كلما أكبر تصغر الدنيا في عيني ••
كلما أكبر تصغر الدنيا في عيني •• كلما أكبر تصغر الدنيا في عيني •• |
#7
|
||||
|
||||
اقتباس:
أحلام.
شكرا لمُتابعتكِ لي في أشرعة أيتها الجميلة . ممتنة لذلك عزيزتي. وممتنة للتقيم الذي أسعدني ن من قارئة جميلة مثلك. همسة لأحلام الجميلة: عُلا أنثى ، وليست ذكر |
#8
|
|||
|
|||
عُلا الشكيلي
وماعساني أقول لإنصاف هذا القلم الجميل تعلمين ياحبيبة بأني من أشد المعجبين بقلمك / فكرك وأقتفي أثركِ بالقراءة دائما سبق وأن صافحت هذا الجمال هناك في أشرعة وجئت هنا فقط لأحي الإبداع وأهله وأقول لأديبتنا لم أجد حروف ترتقي لجمال نبضك فاعذريني ..! دمتِ وارفة |
#9
|
||||
|
||||
اقتباس:
عائشة ،
إطراء يجعلني أرتدي ثوب الفرح خُيلاء . شكرا يا حبيبة ، شكرا لجمال روحك ، قلبك ، قلمك . لكِ عطر الياسمين |
#10
|
||||
|
||||
عُلا الشكيلي
قصة جدا رائعة سلمت يداكِ و دمتِ رائعة كوني بخير
__________________
... الصمت هو عنواني ....
|
|
|