روابط مفيدة :
استرجاع كلمة المرور|
طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
سذاجات لاذعة
طاولت قامتي قامة أمي ، تماماً كما حلمتُ دائماً ، لم يعد يفصلُ بين قامتينا كفي الصغير يمدُّ الأصابع الخمس على المسافة الحلم بين رأسي ورأس أمي ولم تعد كذلك أيدي الكبار تشيرُ إليّ لأخرج كلما بدأت أحاديث الكبار ، تركَ إخوتي النجوى فيما بينهم وأصبحت كل الأحاديث علانية على مسمع ومرأى الفتاة الصغيرة ، فتمردت الصغيرة التي كُنتها وبمشهديه تراجيدية محبكة فكّت قيود الكلمة التي كانت تضعها داخل دوامة من الخطوط الحمراء ، فأرغم إخوتها على مناداتها باسمها عوضاً عن الاسم الذي كانت تكره وباتت تشتاقُ إليه اليوم .
داعبت الأيام ملامح الوجوه وثمة صور جديدة تعكسها المرايا ، تشبهُ صور الأمس وستشبهُ صور الغد لكنها للتو مختلفة قليلاً . تعيد الصغيرة ترتيب الآمال / الأحلام للمرة الألف في حكاياتها الطويلة التي تسردها قبل النوم ، تتغير قوائم الأمنيات مع الأيام وتتغير الأولويات من الآمال كذلك تجاه العالم والعروبة والذات وتبقى سمة واحدة توصمها للأبد ، تلك السذاجة الطاغية حدَّ الغباء. غادرنا بعض الأصدقاء ، وظلت أرواحهم تستوطنُ الروح ، تباغتنا صورهم كل ليلة ، ابتساماتهم تضئ الليالي الموجعة وصلواتهم تدفئ رحلة الأيام نحو ذلك الحلم الذي غادروه ؛ لينعموا بجوار الرب وبقينا وشقاوتنا نحرسه ليلاً ونهُش على خطواتهِ صباحاً . تمددت الصغيرة ذات يوم على تلة الرمل ، زحف الشفق الأحمر خلسة واحمرت وجنة السماء ، تنبهت العصافير للوقت فتراكضت إلى أعشاشها . تُقاوم أذنيّ الصغيرة رغبتها بالانضمام إلى الصغار اللذين كانوا يملئون الساحة ضجيجاً ، أحدهم يعصب عينيه ويقوده حدسه للاستدلال على الأجساد الصغيرة المتقافزة بين الردهات ، يضحكوا ، هي تقاوم ، سأبقى لأكتشف السر ، كيف تبدلُ السماء ثيابها خِفيةَ عن الآخرين وهي ها هنا أعلانا لا تغيب ؟! هُزم كل الصغار أمام قوة حدس الطفل المعصوبِ العينين ، تعالت الضحكات وجولة أخرى ستبدأ وهي تشعر بالملل ، السماء ساكنة إلا من زحفِ غيمة لجوار أخرى لتنعم بالقرب ورفرفة جناحيّ طائر ظل المسير ، وتصرُ الصغيرة على مقاومة الملل ، تلهيها الغيمات ، تلكَ تشبهُ طفل يحمل بالونه كبيرة ... لا بل يحمل شجرة خفتت أصوات الصغار ، نامت الطفلة ، وخلعتِ السماء رداء الزرقة وتوشحت تدريجياً بالسواد مستأذنةً الشمس ليتقدم القمر إلى منصة السماء . من أخبر الصغيرة من قبل بأن الأموات يقطنون الأعلى ؟! فكلما همت بالذنوب ، غضتِ الطرف عن السماء ، فهنالكَ من سيراها ! كانت أصغر عمراً وأقل غباءً تريد أن تثبت بأن للقمر إخوة وأخوات ، كانت ليلة مقمرة والقمر مزهواً على صدر السماء ، اتصلت بصديقتها التي تقطنُ مدينة بعيدة ، أقسمت الصديقة أن القمر على صدر سماؤهم كذلك . السماء ظلت الآية والأيقونة المقدسة ، قالت لصديقتها ذات يوم : الرب حفظ السماء في الأعلى خوفاً عليها من تدنيس العباد ، لذا هي بلا حدود ، الحدود في الأرضِ فقط حيثُ عربدة البشر . كانت تجري ذات يوم خلف أخيها الذي خطف لوح الشوكولاتة من بين يديها ، تعثرت ، واختفى الشقي عن مرأى عينيها ، تألمت ، ونظرت إلى السماء ، أقسمت بعد ذلك لأمها بأنها سمعت تأوه الجدة لذا سجلت بعد ذلك في كراستها الآتي : هنالك الراقدون في الأعلى يتأملون مسرحنا دائماً ؛ لذا علينا أن نحسن الصنيع . لم تؤمن يوماً بأن المقبرة تضمُ من تُحب ، لا يمكن للأرواح أن تُخنق في الأسفل واثقة هي من أن أرواح من تُحب تحلق حيثُ مطلق الزرقة .
__________________
|
#2
|
||||
|
||||
الأخت الفاضله مريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نص جميل وقصة راقيه ولكن عذرا سينقل للقصه القصيرة ننتظر جديدك وبكل شوق |
|
|