كم اشتقت لك...

[علي محمد الشحي]

هنالك من بعيد......

أقبلت تتمايل كعود خيزران... تقترب وتقترب ..تمحي المسافة بيني وبينها..

تقترب بخطى ثابته ,,خطى تتباطئ كلما إزدادت مني قربا ..

توقفت اتأملها وهي تعدل حجابها ,, رسمت إبتسامة على لوحة من رسم البارئ,,

أنتشلت نظارتها بيدها لتزيح الستار عن مسرح ملون بالأبيض والأسود والعسلي ,,

والمسافة ثواني بيننا,,,

فتحت ذراعي لأستقبلها بحرارة ,,

أتمتم بلا شيء ..صمتي ريشة طاووس تداعب حلاوة اللقاء,,

لهفتي بلقائها عارمة ,,كطوفان يبتلع المستقبل بفم مارد ,,

عبرتني كطيف تلون بكل الألوان,,عبرتني كنسمة هواء عليلة ,,

شعرت بها في داخلي حين ذوبانها بين شراييني ,,

ذابت كقطعة سكر في قعر كوب شاي على صدري,,

لتعود نامية كالعود المنبثق من الأرض بعد مطر,,,

كأنها غفت على مهد صدري,, لتستفيق على ظهري وترحل,,

ترحل لتكمل رحلتها مبتعدة عني وأنا لا زلت مكاني وذراعي مفتوحة,,,

غمرني الذهول وحرقة نمت من أعماقي شيئا فشيئا لتعوي شهقة من أعماقي بعد رحيل,,

في زوايا الظلام,,

صرخة يسمعها الجان وأنا إلا هي ,,,

صرخة لا يردد صداها إلا الألم ,, لينزف الجرح من جديد بلا إستئذان,,

تركتني فراغا داخليا بصمت ووجل,, فرشت خدي صفحة ليكتب الدمع ألما إتشح بالحمرة,,

أجدني في مكان سحيق ,, وهناك سحابة أمل لا تثمن ولا تغني من حزن,,

كل ذلك في شارع يعج بالحياة والناس جيئة وذهابا كالشلال,, وأنا لا زلت مكاني ,,

تسمرت ربما,, لكني أخيرا إمتطيت المكان ليتحرك الزمان وأعبر صراط الأمل ,,

سافرت ضد عقارب الساعة وزادي قلم ونصف ورقة ,,

فلربما إلتقينا يوما عند طريق مسدود ,,لنتوقف .. وننحر الصمت على قارعة الطريق ونمضي بلا وجل,,

فالطريق طويل بين غابات البؤس والخذلان ونهر الحنين الذي يتخلله قد جف منذ أمد بعيد,,

لكن تبقى الذكرى التي سكنتنا سنوات طوال,, فهي كالنخلة ضاربة في عمق المستحيل,,

لتثمر يوما ,, عندها .. سينطق قلمي بكل ثقة ,,

كم اشتقت لك يا سيدتي.....


مودتي...