روابط مفيدة :
استرجاع كلمة المرور|
طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
هموم
لقد قعدتُ إلى حاسوبي ...
أعدُّ ذنوبي .... أستجمعُ هموميَ السَّقيمةَ ..... وأجسُّ كوامنَ نفسي الرَّحيمةِ .... في فتورٍ وتعبٍ ..... ....وملالٍ ونصبٍ .... وقد طفحَ بيَ الكيلُ .... وانهالََ عليَّ الهمُّ انهيالَ السَّيلِ...... فكدتُ أغرقُ في بحار الذكرياتِ المرَّةِ .....أحاولُ منها النَّجاةَ......... وأسبحُ في أغوارِ الحنادس الثرَّةِ ..... أنادمُ فيها الحياةَ..... وقد عافت نفسي مشاكلَ الدُّنيا الدَّنيَّة ......... وتطلعتْ لراحةِ القلبِ الهنيَّة ..... ولكن دون جدوى .... وقد مَثلَ أماميَ الأعداءُ وهم يسخرون ... وفي أرضِ غزَّة يعبثون ..... وفي العراق يرقصون........ وبيننا وبينهم ثأرٌ قديمٌ ......... وَوَتْرٌ نابضٌ جسيمٌ .... وتبلٌ ماله من سلامٍ .... ......وذحلٌ ما له من فطامٍ .......... وعداوةٌ تجمعها بغضاءُ ....... وإحنةٌ توقدُها شحناءُ ......... ودمنةٌ ذابت بحوضِها الضَّغناءُ .... وأنا مغضبٌ مغتاظٌ ..... يضطرمُ قلبي عليهم اضطراماً .... ويشتعلُ من جَورهم اشتعالاً.. فما من موضعٍ فيه إلا استكنَّ في زواياه الغضبُ....... وما من فسحةٍ في نواحيه.... إلا تملؤها النِّيران والحطبُ... فاستشاطَ من ذلك وازمهرَّ.. واسمغدَّ من حَالِكٍ واكفهرَّ ... واخرنطمَ واشمأزَ .... وتعاظمَ واستفزَّ ... فما وجدتُ شيئاً يسِّكنُ اضطرامَه .. أو يزيلُ احتدامَه ... سوى أن أسبحَ في بحرِ ذكرياتي المرِّ الغريقِ ... وأغطسَ في نهرِ سجلاتي الثرِّ العميقِ .... استجمعُ ألوانَ الفكرِ القديمة .. وأسترجعُ ألحانَ العمرِ العديمة ... وفيما أنا أحاولُ في ذاتي ... وأستجمعُ بالحزنِ أنينَ ذكرياتي... تلألأت عَبراتي فوقَ الجفونِ ... وتصوَّحتْ نبراتي حتى تحيَّرت منها الظُّنون .. وقد أطلت الذِّكرياتُ المرَّةُ برأسِها الصَّغير .. تطالع الحياة من عُشِّها الكسير.. تحاول أن تسريَ عنيِّ بعضَ ما أجد .. أو تخفف عنِّي من حدَّة هذا النَّكد.. وأنا لا أكاد أبصرُ حرفاً .. من شدَّةِ الإرهاق والضَّنى .. أو أطرف طرفاً .. من شدة الإغراقِ والعنا .. وقلت في نفسي وأنا بين أحضانِ السَّكينة .. جاثماً بين ذراعي نفسي المسكينة : إلام هذا العدوّ البغيض يلهثُ في حياتنا .. ويبسط كفَّه الشَّوهاء ... في حشا ذكرياتِنا.... ونحن لا ندري كيف نستجمعُ من أرواحِنا حبَّاتِها ... وننثر من نواحنا فلذاتِها ... وقد نامت الأحلامُ في فراشِها الهزيل .... وتفجَّر ينبوع السقامِ من نعاسِها القليل ... لم أجد ما أفعله إلا أن أعاندَ رسيسَ السِّناتِ .. نكايةً فيه .. أو أجالدَ هواجسَ العداةِ .. بالرغم من تراقيه ... وأنا أحسُّ بدبيبِ السُّباتِ يجري في كياني... ونعاسِ الدَّواةِ يرتعُ في ربيعِ أجفاني ... فارتميتُ أحاولُ أن أجتذبَ حبالَ النَّومِ الطَّويلة ... أو أهدأَ بين نقيقِ ضفادعِ اللومِ النَّحيلة... ولكن دون جدوى .. كانت الحبالُ عصيةً من بأسِها المفتولِ لا تطاق ... قد شدت بكفِّها المصقولِ نواحيَ الآفاق .. وأنا أراني قابعاً بين أصابعِ هذا السُّكون الرهيبِ... أحاولُ أن أطفوَ فوقَ سراجِ هذا الموجِ الغريبِ .. والشِّراع ما يزال... غارساً منقارَهُ في كبدِ الرِّمال ... لا أستطيع الإبحارَ وقد زاغَ القمر ... تحوَّل بوجهه الضَّحوك إلى فضاء النَّهر ... وزهرتي النَّاضرة نكستْ رأسَها من الذُّبولِ .. والكونُ ملتفٌ في عباءته القديمةِ من الخمول ... يلهثُ من ثورته الجسيمة .. بين أحضانِ الحقول ... وبدت النُّجومُ مكفهرةَ الوجوه ... كأنَّما أُجْبرتْ على النُّزولِ ... ووجهها تمحوه معالمُ الأفولِ .. وهذه أمواجُ روحي تصطخب... وبحر عمري يضطرب .. لا يسبحُ فيه من خوائه سابحٌ .. ولا يمتح فيه من نضوبه ماتحٌ .. جفَّ حلقي من عصيرِ الأحزانِ المرِّ.. وتاه فكري من سياطِ نعيقِ الحَرِّ ... رجلاي ترتعشان من السُُّيوفِ الماضية ... ويداي تضطربان من مدافعِ الأسقامِ الدَّاوية.. لم أعد أحسُّ أنني من بني الطِّين .. إذا صحوتُ في ملاحفِ الأنين .. أكسرُ صخورَ العدمِ.. وأرفعُ من الأحلامِ نوابغَ الكلمِ... لا أدري ما أقولُ .. وقد نامَ طموحي في جبَّته البالية ... واتكأَ تطلعي على جنبتِهِ الخاويةِ .. وانطفأتْ فيَّ مباهجُ الفرحِ .. وتحطَّمتْ فيَّ مراكبُ المرحِ .. وصرتُ كأنَّني طريحٌ لا يريمُ .. أو صخرةٌ رُميتْ في مدفنٍ قديمٍ ... لا أحدَ في محنةِ أُمَّتِي أراهُ .. سوى آهٍ وألف آهٍ .. فيا أيتها الطُّيورُ الوادعةُ التي ترفُّ بالجناحِ .. وتقطعُ بريشِهَا الورديِّ ملاحفَ الرِّياحِ .. وتبتسمُ للنُّورِ الزكيَّ في صِباه ... وتهدهدُ الوجدَ النَّدِيَّ في عُلاه .. لا تكسري فينا نوافذَ الحياة .. إنَّ رفيفَ الزُّهورِ في صباهَا ... وبليلَ النَّدى اللَّوزِي في رُبَاها ... جعلتنا نخاطبُ الكونَ لعلَّهُ يفيقُ .. ونسكبُ في حجْرِهِ مدامعَ العقيقِ ... وزهرتي الهزيلةُ تودِّعُ الحياةَ .... أشمُّهَا ذليلةً ، كحطبِ الفلاةِ .. آمالُنا العرجاءُ تدبُّ كالعجوزِ الفانيةِ... تسحبُ كالبلهاءِ في الطرقاتِ الدانيةِ ... وهذا الاخطبوط الذي يلوينا... في كفِّه المثقوب يحتسينا ... ألا نتحوَّلُ عنه ونسيرُ .. نعانقُ الحياةَ في الموسمِ المطيرِ.. ونبصرُ الأحلامَ في مهدِهَا الصَّغيرِ... تكادُ من فرحةِ العمرِ تطيرُ... وأرى قطتَّي اللعوبَ.... تغمسُ أفراحَهَا في موكبِ الغروبِ... وتزرعُ في ظنِّها مغانيَ الفرحِ ... نائيةً عن منبتِ الأنينِ والتَّرحِ .... أهذا السَّيفُ سيفي يا رجب ... أم أنه نشارةٌ من الخشب ؟ .. وأنا الذي ما كنتُ في الميدانِ .. إلا شواظاً من لظَى النِّيرانِ ... أجرُّ رجليَّ من بصيصِ التَّعبِ ... وارفعُ بقايا هامتي من النَّصبِ ! ... يا للعجب كان جدُّنا العظيمُ كالجمرِ يتوقدُ ... عيناه كأنهما من زبدةِ الزَّبرجدِ ... يداه كأنَّهما مبسوطتين جوهرٌ ... لما تخطَّى أعتابَ الوصالِ ... تبخَّر أو ذاب بين أكتافِ الرِّمال ...
__________________
فيصل الحداد التعديل الأخير تم بواسطة محمد الطويل ; 29-06-2012 الساعة 03:08 PM |
#2
|
||||
|
||||
اخي العزيز فيصل الحداد كلمات ومفردات جميله جدا ورائعه تسلم على هذا البوح الراقي والمتجدد تقبل تحياتي اخي العزيز
__________________
|
#3
|
|||
|
|||
أليكم يا من حارت وتلعثمت في حضرتكم مفردات اللغه ..
أخي فيصل الحداد: ما حلقت وطارت عذب الكلمات في محيطك الا وسقطت استسلاما في رائعتك هذه لما بها من جمال يفوق تصور الإبداع .... دعني أمكث هنا طويلا وأقرأها مرارا وتكرارا .. عللي أدرك كليا ما تحبسه مَلَكات تلك الروح من درر ثمينه وغاليه لا تقدر بأي ثمن ............. لك كل الود .. سأقرأ وأظل أقرأ هنا طويلا .... تقبل تواضع المرور
__________________
|
#4
|
|||
|
|||
يا أخي فيصل.................،
إستنزفت روحي بذكرك لكل محطات الهموم هذه وأنا أقرأ إستشعرت أنه حتى اللغة قد يئست وتجمعت كي تصب في قالب واحد هو جمر الذاكرة بهذا النص الطويل كأنك أخدشت ما نخفي في ذواتنا ونقول: إنه لكذب ووهم ما نحلم به جعلتني أعض على شفتي وأنا أسأل لما لم نكن في زمن آخر؟ ما هي مشيئة الرحمان بوجودنا في هكذا زمن؟ شكرا لك وتقبل مروري |
#5
|
||||
|
||||
أخي فيصل نص جميل
جميل ما قرأت هنا وسط هموم حرفك راق لي ما قرأت هنا كل التحية لك..
__________________
لَستُ بِهَذَا الغُرورَ الذِي لَايُطَاقْ ~ ولَستُ الَأُنثَى المُتَكَبِرَه التِيْ لَايُعجِبهَا شَيءْ ..! كُلْ مَافِيْ الَأمِرْ /
أنْ طُهرِيْ ونَقَائِيْ يخَتَلِفْ عَنْ بَقِيَةٌ النِسَاءْ لِذَلِكَ لَاأحَدَ يستَطِيعْ فِهِمِيْ سِوى القَلِيلْ مِنْ البَشَر ولَرُبمَا العدَمْ ! |
#6
|
|||
|
|||
ماأجملها من كلمات أخي فيصل بوح رائعة ومفردات في غاية الروعة ولكن أخي فيصل أين العروبة أين زمن خالد وعمر الفاروق أين زمن المعتصم لقدأنثرولا أدري أسيعود ذلك الزمن
|
#7
|
|||
|
|||
اقتباس:
ومن منا يا اخي فيصل لم يجثم هم الأمة على صدره ولم يشعر بسيف العدو على نحره ولكنها تبقى الآمال وتشرأب بأعناقها الأحلام ان امة الإسلام ستعود وستعود معها احلامنا ويطبب النصر آلامنا كتبت فأبدعت وغرست ريشة ابداعك في حبر اللغة فصغت دررا اسمتعت بقراءتها الف تحية وزهرة ندية لك
__________________
|
#8
|
||||
|
||||
همومٌ وغموم
تصنعُ الكلوم ومن منا منها محروم من منا لهُ لا تروم انها داءٌ عُضال ونحن أشقياء الحال تبعثرنا تفرقنا تؤلمنا وتجرحنا حرفك ماهر ونصك فاخر دمت بعيدأً عن كل ألم وهم /// أمنياتي الكرزية لك
__________________
لا آله الاّ أنت ، سُبحانك اني كنتُ من الظالِمين ..
|
#9
|
|||
|
|||
رد هموم
إخواني : عبد الله الراسبي ، الراشدي ، أنور ، أخواتي : سعاد زايدي ، أسيرة البدر ، ، رحيق الكلمات ، أزهار الكرز ، أشكر لكم جميعاً مروركم على ما كتبه أخوكم في الله ، وما عبرتم به من كلمات تنم عن صدق الإخوة ، وسلامة الفطرة ، ونقاء النفوس ، وجعلنا الله تعالى أحباباً فيه إلى يوم أن نلقاه . أكرر لكم شكري وتقديري . تحياتي .
__________________
فيصل الحداد |
#10
|
||||
|
||||
أخي فيصل ...... أشكرك على تواصلك وساعدنا في تكبير حجم الخط كي لا نتعمق بالتركيز نظراً ولكي نتجول بسهولة بين السطور وسوف أنوب عنك هذه المرة في عملية تكبير حجم الخط . النص جميل كعادتك ودعوة لمحاسبة الذات آخذين في الاعتبار أن حال الدنيا لا تستقر على قالب واحد فمهما فرحنا سوف تلبسنا يوماً رداء الحزن لكن يجب أن نتيقن أن كل شيء زائل . لك الشكر .
__________________
قبل الرحيل أترك على طاولتي كثير من مسودات لم تكتمل وقلم رصاص
|
|
|