روابط مفيدة :
استرجاع كلمة المرور|
طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
وحشية
نصبت خيمة الأفراح، واستعد الجميع لفرح جديد، كانت الخيمة على مسافة قريبة من البيت، وكان بابها مقابلا لباب المنزل، ألبست الأم طفلها الصغير الذي لم يتجاوز العامين لباس الفرح الزاهي، مثله مثل ابن عمه ، الذي يضارعه سنا، وانطلق الصغير يلهو ويلعب، كعادة الصغار، وبعد فترة بسيطة تفقدت الأم صغيرها، فلم تجد له أثرا، بدأت تركض كالمجنونة هنا وهناك، تسأل هذا وذاك، فلم يفدها أحد بشيء عن الصغير، انتابت الجميع حالة من االذعر والهلع الشديدين، وبعد أن استيئسوا من العثور عليه، تم إبلاغ الشرطة، وبدأ البحث يأخذ طابعا خاصا، فالأهل والجيران، والشرطة مستخدمين الكلاب البوليسية، وكان الوقت يداهم الجميع، والأمل يتضاءل شيئا فشيئا ولا حس ولا خبر، بحثوا في كل الزوايا القريبة والبعيدة، بحثوا في الأماكن المهجورة، وعلى الساحل، وما من أثر.
غربت شمس ذلك اليوم، وتحول الفرح، إلى ترح، وباتت العيون ساهرة، والقلوب وجلة، والطفل أصغر من أن يتحمل مسؤولية نفسه، وأشرق الصباح مكفهر الوجه، ذابل الابتسامة، وبدأ البحث من جديد في نفس الأماكن، وعند الظهر دخل عمه إلى مكان مسور بالإسمنت في مكان قريب جدا من البيت، ولم تكن المرة الأولى التي يبحثون فيها هناك، وقع نظر العم على الطفل، على مقعد بال في ذلك المكان، اقترب منه، وكانت المفاجأة، فقد وجد الطفل مسنودا بقالب من الإسمنت، على المقعد، وقد كان في حالة يرثى لها، وتنشق لها الأكباد شفقة ورحمة، بدا الطفل يابس البدن متصلبا، وعلى وجهه بعض الثقوب، وبجانبه كيس بطاطس وعلبة عصير، انتزع العم الطفل وأخذ يركض به صارخا بالناس، أنه وجده، التف الناس من حوله ليشاهدوا أبشع الجرائم في حق الطفولة، تم تسليم الجثة إلى الشرطة، في جو من الحزن والأسى العميقين، وبعد الكشف على الطفل تبين أنه تعرض للاغتصاب، والتعذيب. انتشر الخبر كالنار في الهشيم، وبدأ المجرم أكثر حذرا من ذي قبل، وبعد التحريات الدقيقة، وفي فترة وجيزة جدا، وضع رجال الأمن أيديهم على المجرم، وهنا انقبضت الأنفاس، واشرأبت الأعناق، لمعرفة الجاني، فكان المجرم ابن عمه الذي كان في الرابعة عشرة من العمر، وبمعيته شخص آخر معروف بين الناس بالعته والجنون، وهو في السابعة عشرة من العمر؛ حيث استدرجا الطفل بكيس البطاطس وعلبة العصير، ولأنه يألف ابن عمه، فقد سار معهما في سكون وهدوء، وأركباه قارب صيد على أطراف القرية الساحلية، وانطلقا بالضحية إلى مكان آمن لهما، في عرض البحر، وقاما بتعذيبه والتنكيل به مستخدمين مفتاحا خرّقا به وجهه البريء الغض، ثم اعتديا عليه، وأرجعاه وقد فارق الحياة مظلوما، فوضعاه هناك حيث وجده العم ظهرا. فما أقسى نفوس البشر، وما أضيق العيش في صحراء الذئاب. بقلمي: أم عمر( من الواقع) التعديل الأخير تم بواسطة زهرة السوسن ; 27-01-2016 الساعة 08:40 PM |
#2
|
||||
|
||||
يالها من وحشية قاسية
قصة ذات مغزى عميق شكرا لك دمت بخير ,,,,,
__________________
لاتخلط بين شخصيتي وأسلوبي ... فشخصيتي هي أنا ... وأسلوبي يعتمد عليك ! |
#3
|
||||
|
||||
أشكر لك أخي الكريم أبو مسلم، حسن التفاعل، ودقيق المتابعة، وفعلا هي قصة حقيقية، وقعت أحداثها العام المنصرم، وسط دهشة وتعجب كل من سمع بالقصة أو حضر العزاء، أو شهد مسرح الجريمة، كان الله في عون أمه المسكينة.
|
#4
|
||||
|
||||
حفظك الله ورعاكِ الأستاذة الشاعرة / عائشة الفزارية الف الف شكرا لك على روعة إختيارك للواقع المجتمعي كمصدر أساسي لقصصك الهادفة ذات العبر والأثر العميق على نفس القارىء، وهذه ميزة للكاتب صاحب الرسالة والهدف النبيل، المهتمّ بمشاكل المجتمع، والساعي إلى الإصلاح ما أستطاع الراغب في التغيير إلى الأحسن، والمهتمّ بتهذيب النفوس ومعالجة السلبيات ونشر الفضيلة، وكبح رعونة المتشيطنين. أسلوبك جميل دون الغموض وفوق الإنبساط وبهذا فهو مناسب لكافة أذواق القرّاء وتشتمل هذه القصة على جميع مقوّمات وعناصر القصّة القصيرة الممتازة شكرا لك أستاذة عائشة الفزاريّة وأتمنّى لك إطرّاد التقدّم وتقبّلي تحيّاتي |
#5
|
||||
|
||||
أخي الكريم: ناجي جوهر، كلماتك بريق أخاذ تسعى بها دائما إلى بث روح حماسية، تتسرى في الأعماق، لتثمر وردا، وريحانا، أشكرك أيها الأستاذ المبدع.
|
#6
|
|||
|
|||
الشاعرة المميزة
نص راقي بفحواه نحييك على هذا دمتي بخير وحفظك الرحمن. |
#7
|
||||
|
||||
وفقت أخي: سالم أبدا، وأثمن لك مرورك الكريم، وحضور لطيف كلماتك.
|
|
|