روابط مفيدة :
استرجاع كلمة المرور|
طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
|
التسجيل | التعليمـــات | قائمة الأعضاء | المجموعات الإجتماعية | التقويم | البحث | مشاركات اليوم | اجعل كافة الأقسام مقروءة |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
#1
|
|||
|
|||
عدنان حرح
اسمٌ لمع بين الطلبةِ، في ردهات كلية الطب أوائل الثمانينات من القرن الماضي.
كان شاباً نحيل الجسم جِدِّيَ الطباع في ملامِحِه قسوةٌ ظاهرةٌ تخفي من ورائها قلباً ليِّنَ العريكة قليل الخبرة. لم يكن يملِكُ من الوسامة أكثر من جاذبيتِه المنبثَّةِ في جدِّيَّةٍ توحي بثِّقةٍ لا يملكُ المرءُ إلا أن يطرحَها تجاهَه. كنتُ محظوظاً لأنه كان يخاطبُني باسمي عندما نتقابل في أحد ردهاتِ الكلية. فقد كان أحد الوجوه القيادية المهمة هناك. كنتُ أصغُرُهُ بعام .. والعامُ أيَّامَها يفصلُ بين جيلين. هكذا كنَّا نعتقد. كان محط احترام أساتذته. حتى عميدَ الكليةِ، الدكتور بشير الكاتب، أستاذ الجراحةِ الصدرية، كان يبدي له احتراماً ومودة يَحلُمُ بمثلِها أيُّ من طلَبَتِه. لِمَ لا؟ .. فهو الأولُ على دفعتِه منذ السنة الأولى. كان يتولى مهمةً قيادية في الفرقة الحزبية. وكان قد تسلم سلاحاً فردياً خفيفاً، (مسدس) .. لكنَّي لم أشهدْه يوماً يتباهى بحملِهِ أو تعليقِه على خصرِه خلافاً لما كان يُبديهِ البعضُ الآخَر. كان، على صغَرِ السن الذي جمعنا، يرتدي دائماً زِيَّاً رسمياً بربطة عنق، خلافاً لما كان يرتديه أقرانُهُ من لباسٍ شبابي مُتحرر. وكانتْ من سماتِه نحافةُ وجهِهِ الذي تقبعُ فيه عينانِ صغيرتان يملؤهما بريقٌ يسطع من خلف نظارةٍ تقليديةٍ واسعة الزجاج، ثخينة الإطار عسلية اللون. كأي شاب .. كان يتوق لعلاقةِ حُبٍّ تربِطُهُ بفتاة أحلامِه. وكان حظُّهُ أن خَطَفَتْ قلبَهُ فتاةٌ لم يكن لديها مانعٌ من مجاراتِه .. ربما ارتأتْ أن تتزين بتفَرُّدِهِ وتميُّزِهِ إلى أن تخطُفَ بذلك شيئاً من التميز فتنجَذِبُ لها أنظارُ من هم أكثرُ وسامةً منه. لم أكن أعلم بمدى ما جمعهُما إلا ما سمعتُه من أصحابٍ أكثر منه قرب. وفي الحادية عشر والنصف من مساء أحد أيام نيسان من عام 1985 وكانت السنةُ الخامسة له في كلية الطب .. وبعد أن وصلتِ الحافلةُ التي أقلَّتِ الرِّحلة الطلابية إلى دمشق عائدةً إلى ساحة الجامعة .. سُمِعً صوتُ طلقٍ ناري اكتنفَ الأمرَ شيءٌ من الغموضُ، أحاطتْهُ فوضى وبعضُ الأصواتِ التي تنادتْ إلى حيث سقطَ أحدهم. ما الذي جرى؟؟ أجابَنا صوتٌ مجهول: (عدنان حرح .. انتحر) وما هي إلا لحظات .. أو قُلْ خلناها كذلك .. حتى كان عدنان حرح مُلقى في غرفة العمليات بمشفى حلب الجامعي .. وكان الدكتور بشير الكاتب يمسكُ مبضَعَهُ ويحيطُ به مساعدوه .. لينقذوا حياة عدنان. تنادى الزملاء للتبرع بالدم. وتم نقلُ ما يزيد عن أحد عشر كيس من الدم إلى شرايينه لتعويض النزيف الحاصل. كانت الطلقة قد اخترقت البطين الأيسر .. ربما لأنّ الرجلُ كان على درايةٍ دقيقة بتشريح الصدر. ورغم شدة النزف .. لم ينقطع أمل استاذِهِ في انقاذ حياته. كان الطلبة يتجمهرون أمام غرفة العمليات .. بانتظار أي خبرٍ يردُّ إليهِم رُشْدَهُم .. في الواحدة بعد منتصف تلك الليلة .. خرج الدكتور بشير من غرفة العمليات وقد استولى عليه الإرهاق وتملَّكَهُ الأسى .. قال: البقية بحياتكم كانت الفاجعة .. لقد مات عدنان .. يا الله .. ما أقسى وقعَ ذلك الخبر في اليوم التالي .. كان يشيِّعُهُ معظم زملائه في كافة السنوات .. فكان موكِبُهُ، بحقٍّ، موكباً مهيباً. بعد أيام .. أُلصِقَتْ في لوحةِ الإعلانات في الكلِّية أخرُ جملةٍ سطَّرها عدنان قبل أن ينتحر: (إما كل شيء .. أو .. لا شيء). واليوم .. باتَ عدنانُ ذكرى. 14/4/2011
__________________
قلتُ يوماً: شِعْري .. نافِذَةُ النَّاسِ إلى ضَعْفي وَيحي ..ما أقبحَهُ شِعري ما أذيعَهُ سِرِّي وقلتُ آخر: شعري أتفَهُ مكنونٍ يصدُرُ عن نفسي إني أتبرأ من شعري إني أتبرأ من نفسي وقُلتُ بعد ذلك: سوف أشدو ألحُناً .. للحبِّ دوماً، للفرح وأفــلُ القـيدَ .. قد أدمى فـؤاداً فانقــرح سوف أشـدو أغنياتي دون لأيٍ أو ترح لغصــونٍ وأريــجٍ وابتســــــــامٍ ومرح وأقولُ اليوم: يُغرِقُني هَمُّكَ يا وطني .. فتفيض الأوجاعُ سطورا وإليكَ سأكتُبُ محترقاً .. وإليكَ أُغَرِّدُ شـــــحرورا |
#2
|
||||
|
||||
أخي الفاضل الدكتور طاهر سماق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قلم مميز وسطوع أدبي رائع اسعدني أن اقرأ قصتك الواقعيه ورحم الله عدنان رحمةٍ واسعه أحييك أيها الأديب الراقئ |
#3
|
||||
|
||||
بداية جميلة ونهاية مؤسفة ل عدنان رحمة الله عليه.
فقط أتسائل كيف لطالب جامعي أن يكون قيادياً في حزب من الأحزاب فيسمح له بحمل السلاح داخل أروقة الحرم الجامعي ؟ شكراً لك دكتور دائماً تتحفنا برقيك. |
#4
|
|||
|
|||
اقتباس:
يجب دائماً أن نترفع عن حمل السلاح ..
__________________
قلتُ يوماً: شِعْري .. نافِذَةُ النَّاسِ إلى ضَعْفي وَيحي ..ما أقبحَهُ شِعري ما أذيعَهُ سِرِّي وقلتُ آخر: شعري أتفَهُ مكنونٍ يصدُرُ عن نفسي إني أتبرأ من شعري إني أتبرأ من نفسي وقُلتُ بعد ذلك: سوف أشدو ألحُناً .. للحبِّ دوماً، للفرح وأفــلُ القـيدَ .. قد أدمى فـؤاداً فانقــرح سوف أشـدو أغنياتي دون لأيٍ أو ترح لغصــونٍ وأريــجٍ وابتســــــــامٍ ومرح وأقولُ اليوم: يُغرِقُني هَمُّكَ يا وطني .. فتفيض الأوجاعُ سطورا وإليكَ سأكتُبُ محترقاً .. وإليكَ أُغَرِّدُ شـــــحرورا |
#5
|
||||
|
||||
ياااااااااااااه قصة جميلة و مؤلمة ..
أسلوب شيق.. سلمت يمناك أخي الكريم الدكتور طاهر سماق.. تحياتي
__________________
... الصمت هو عنواني ....
|
#6
|
||||
|
||||
قصة راقية رغم انها مؤلمة استاذ طاهر ...
اسلوبك مميز ... لك كل الود استاذي ... ...
__________________
لَستُ بِهَذَا الغُرورَ الذِي لَايُطَاقْ ~ ولَستُ الَأُنثَى المُتَكَبِرَه التِيْ لَايُعجِبهَا شَيءْ ..! كُلْ مَافِيْ الَأمِرْ /
أنْ طُهرِيْ ونَقَائِيْ يخَتَلِفْ عَنْ بَقِيَةٌ النِسَاءْ لِذَلِكَ لَاأحَدَ يستَطِيعْ فِهِمِيْ سِوى القَلِيلْ مِنْ البَشَر ولَرُبمَا العدَمْ ! |
#7
|
||||
|
||||
اهلا بك اخي الدكتور طاهر سماق .. نص مؤثر قريب جدا من الواقع او هكذا استطعت ان تقنعنا
ننتظر المزيد دمت في الخير |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|