روابط مفيدة :
استرجاع كلمة المرور|
طلب كود تفعيل العضوية | تفعيل العضوية |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
||||
|
||||
الغرفة الموصدة
الغرفة الموصدة – محمد الفاضل
في تلك القرية النائية ، وسط مجموعة من الشجيرات والأحراش والصخور ، تتناثر بضعة بيوت تقبع بجانب سفح جبلي مرتفع يبعث على الهيبة وعندما يتوارى قرص الشمس خلف الجبل يصبح المكان موحشاً ، يبعث على القشعريرة. بعيداً عن صخب المدينة وأضوائها يعيش أهالي القرية الذين لايتجاوز تعدادهم المئات ، هاجر معظمهم إلى المدينة طلباً للرزق ، بعيد أن أعياهم الصبر وقرروا أن يرحلوا بدون عودة بسبب القحط الذي حل ضيفاً ثقيلاً على قريتهم المنحوسة .في أول القرية محطة باص يتيمة ولا يمر فيها سوى باص متهالك مرة في الأسبوع وقلما تشاهد سيارة. منزل جدتي الذي بلغ من العمر عتياً وتقوست جدرانه وانحنت كهيئة رجل عجوز وانتشرت في بعض أرجاء المنزل عناكب كانت شباكها تتدلى متحفزة لاصطياد فريسة شاء حظها العاثر أن تقع ضحية شباكها. المنزل مكون من طابقين وفي كل طابق غرفتان ، عشت وترعرعت مع جدتي التي كانت شديدة الصرامة ولا نجرؤ أنا وأخي الأصغر على مخالفة أوامرها عندما تصدرها لنا بنبرة حازمة ، معلنة اقتراب ساعة النوم وضرورة أن يأوي الجميع إلى الفراش ، عندها نبدأ بالتقافز مخافة أن ينالنا العقاب وتبدأ بالسباب والشتائم ، ولكن خلف ذلك الوجه الصارم يختبئ شئ غريب ، لا أدري نوع من الطيبة ربما. ولكن لماذا لا تظهرها لنا ؟ طالما سألت نفسي ذلك السؤال ، في الطابق العلوي وفي نهاية الرواق تقبع غرفة بابها موصد دائماً ، وفي أعلى الباب شباك مرتفع وطالما أثارت فضولنا . عندما كنا نقترب من باب الغرفة كانت جدتي تنتفخ أوداجها وترغي وتزبد وتتحول إلى كائن مخيف . في ذلك المساء الرهيب كنت أنا وأخي نحاول أن نخلد إلى النوم ، فجأة سمعنا صوت أنين وعويل صادر من الطابق العلوي وخيل لنا أن هناك من يجر سلاسل ، جمد الدم في عروقي وبدأت أرتعد برغم محاولتي إظهار الشجاعة أمام أخي . انسللنا من الفراش ومشينا على أطراف أصابعنا ، لا أدري كيف حضرتنا الشجاعة وعندما وصلنا إلى الرواق بدأت الأصوات تظهر جلياً . اقتربنا من باب الغرفة الموصدة واذ بضوء خافت يظهر من أسفل الباب والنافذة ، تسلل أخي وأحضر كرسياً كي أصعد فوقه . ومن خلال شباك النافذة استطعت أن أرى شبح رجل عجوز مكبلة أرجله بالسلاسل وجدتي تحاول إطعامه. السويد / 23 – 3 - 2016
__________________
روحي تحلق بعيداً في الفضاء تخترق الاَفاق ، ترنو إلى أحبة حيث الشحرور والحسون يشدو على الخمائل أعذب الألحان . لما رأى الحمام لوعتي وصبابتي رق لحالي وناح على الأيك فهيج أحزاني وأشجاني . أتسكع في أروقة المدينة وأزقتها .. أبحث عن هوية ووطن ! ولا شئ غير الشجن . أليس من الحماقة أن نترك الذئاب ترتع فوق تخوم الوادي ؟ |
#2
|
||||
|
||||
جميل أن تترك لنا أيها الأستاذ الفاضل مساحة لنعمل التفكير، ونحن نتقرى سطورك سطرا سطرا، لنصل معك إلى ذروة الحبكة الدرامية، لنبصر أمرا جديدا محزنا ومخيفا في ذات الوقت، وافر الشكر والتقدير الأخ الفاضل: محمد الفاضل
|
#3
|
||||
|
||||
اقتباس:
يامرحباً بحضور أعتز به شاعرتنا القديرة لك خالص الشكر والتقدير
__________________
روحي تحلق بعيداً في الفضاء تخترق الاَفاق ، ترنو إلى أحبة حيث الشحرور والحسون يشدو على الخمائل أعذب الألحان . لما رأى الحمام لوعتي وصبابتي رق لحالي وناح على الأيك فهيج أحزاني وأشجاني . أتسكع في أروقة المدينة وأزقتها .. أبحث عن هوية ووطن ! ولا شئ غير الشجن . أليس من الحماقة أن نترك الذئاب ترتع فوق تخوم الوادي ؟ |
#4
|
||||
|
||||
وصف دقيق لما يعتري تلك القرية من كآبة موحشة والعهد بالقرى أن تكون مرتعا للعصافير ورياضا للزهور ولكن إجتياح القحط ربوعها جعلها قبرا مريعا ينتظر الهالكين وأمتدّ جمال الوصف ليطوّق المنزل العتيد وغرفه المتداعية لتكتمل في أذهان المتلقين صورة الأحداث المرعبة القادمة وقد وضع الكاتب أكثر من لغزٍ في وجه الجدّة الصارم وحين أنتقل بنا إلى الغرفة المحرّمة أيقنّا بوجود سرٍ خفي ربّما هو كنز مدّخر، أو قد تكون غرفة تعذيب أو ما شابه إنّ إستثارة الفضول بهذه المقدّمة الرهيبة المرهبة تكشف عن سيطرة الكاتب على أذهاننا في تلك اللحظات وكأننا نشاهد فيلما سينمائيا من أفلام الرعب والهلع ولم ينتهي الصراع النفسي إلا عندما لاح جانب أقل إعتاما من سر الأسرار الذي أحاطته الجدّة بكل عنايتها ولكن تظل التساؤلات قائمة: من الرجل العجوز؟ ولم يحبس؟ أبدعت أستاذ / محمد الفاضل فتقبّل تحيّاتي التعديل الأخير تم بواسطة ناجى جوهر ; 26-03-2016 الساعة 09:26 PM |
#5
|
||||
|
||||
اقتباس:
مساء الخير أستاذي العزيز تقبل شكري وتقديري على مداخلتك القيمة وحضورك الدائم باقات ورد
__________________
روحي تحلق بعيداً في الفضاء تخترق الاَفاق ، ترنو إلى أحبة حيث الشحرور والحسون يشدو على الخمائل أعذب الألحان . لما رأى الحمام لوعتي وصبابتي رق لحالي وناح على الأيك فهيج أحزاني وأشجاني . أتسكع في أروقة المدينة وأزقتها .. أبحث عن هوية ووطن ! ولا شئ غير الشجن . أليس من الحماقة أن نترك الذئاب ترتع فوق تخوم الوادي ؟ |
|
|