[ناجى جوهر]

مغامرات نصيب





المزعج ذاته



فاطمة والتعليم الأساسيّ


في نفس اليوم الذي التحقت فيه فاطمة بمدرسة التعليم الاساسي
التحق ايضا رجب بن الجيران أو رِجِيبّنْ كما تحبّ أمّه أن تناديه
والحقيقة أنّ كلاهما فُطُمْ (فاطمة) ورِجِيبّنْ لا يملكان القدرات الذهنية
التي تؤهلهما للتقدّم في التحصيل العلمي ما لم تتعاون أسرتيهما مع المدارس
في تحفيزهما وتوسعة ثقافتهما بالقراءة وتنويع مصادر المعرفة.
ذلك لأنّ فاطمة مع سلامة قواها العقلية والجسدية لا تجد التوجيه المستمر لتعزيز
محصّلتها العلمية، وانعدام التعليم والتعلّم في غير المدرسة، فما إن ينتهي العام الدراسي
حتّى تكون قد نست كل ما تعلّمته خلال السنوات الفائتة، حتى أنّها لا تحفظ شيئا من قصارى
السور التي يحفظها الأطفال في الروضة أو قبلها حتّى. وكأن عائلتها نعيش في العصور الوسطى
أمّا الخطّ فحدّث ولا حرج، فإنّها باكاد تكتب اسمها وبصورة بشعة، وبئس القراءة تلك التي تُسمع منها
وهي تقرأ بطاقة دعوة عرس مثلا، فقط تجيد قراءة قائمة المطعم، وطبعا هي لا تجيد عملية الجمع
إلاّ بعقد الأصابع العشر، وعندما اقترحت عافيه على نصيب أن يحمّل مجموعة كامل الكيلاني القصصية للأطفال
على ايباد فاطمة لما لها من إثراء لغوي ومعرفي اعترضت جنه محتجّة بأن قراءة القصص ستشغل البنت عن
المذاكرة، ولكنّها تسمح لها بقضاء معظم الوقت في اللعب وسماع الفيديوهات الهابطة، ومتابعة المسلسلات
الرومانسية وهي في تلك السنّ المبكّرة، وقد زاد وزنها زيادة مفرطة بسبب تناولها الوجبات السريعة
على غير جوع مع قلّة الحركة.



أمّا رجب فقد كان يعاني من نقص في قدراته العقلية، وتشوّهات خلقية نتيجة إصابة والدته بارتفاع مخيف
في الضغط أثر على عليه هو جنين في بطن أمّه. إلاّ أن والديه أصرا على رفع مستوى قدراته ومهاراته
بمختلف الوسائل ومحفّزات لعقل والجسم، فعندما بلغ السنة من الثانية من العمر كانا يكثران من مخاطبته
والتحدّث معه ويسمعانه الألفاظ والكلمات المهذبّة والعلميّة، ويحضران له الألعاب التي تساعده على تطوير ذهنه
ومهاراته االلغويّة والحركيّة، وفي الثالثة كان يحفظ كثيرا من الجمل الإجتماعية ويعرف الآداب العامة وبعض الأرقام
وتحسّنت قدرته على الحركة والتحكّم بجسمه الذي كان شبه مشلول، لقد ولد طفل متوحّد



لكنّه في الخامسة من عمره صار طفلا طبيعيا تقريبا
يتبع إن شاء الله