[ذكرى]

في يوم ما من الأيام الهادئه كانت هناك طفلة صغيرة تمشي على شاطىء البحر ممسكة بيد والدها توقفت الطفلة للحظة وأمسكت بحجر صغير ورمت به في عمق البحر فتحركت مياهه الساكنة ورسمت دوائر على سطح الماء اندهشت الصغيرة كثيراً وعلت وجهها ضحكة فرح بإنجازها الكبير(أبي لقد حركت مياه البحر) قال أبوها ضاحكاً نعم أنتِ قوية يا صغيرة.
تفتحت شهية الطفلة لإحراز إنجاز آخر فأخذت حجراً آخر ورمت به جبل قريب ويا لدهشتها عندما لم يحرك الجبل ساكناً فسألت أباها عن سبب ثبات الجبل وعجز حجرها الصغير عن تحريكه
فأجابها والدها يا صغيرة إن الجبل قوي جدا لا يستطيع أحد أن يحركه ولا حتى الريح تستطيع هزه.
أطرقت الطفلة مفكرة وكأنها اكتشفت شيئا وصرحت لأبيها فرحة باكتاشافها العظيم.
أبي أنت جبل لأنك قوي جداً.
قهقه الأب ضاحكا قائلا مجارياً لطفلته نعم أنا جبلكِ.
ومرت الأيام شاءت الأقدار أن يفقد الأب قلبه الحنون أمة جدة الطفلة كان رجل رقيق المشاعر برغم مظهره المهيب فقد أمه فغلبه دمعه أمام طفلته الصغيرة فما كان منها إلا ان احتظنت أباها مواسية له(أبي أنت جبل قوي والجبل لا يبكي)
استطاعت الطفلة أن تمتص بعض ألاسى من قلب الأب ولكن سؤال حائر ظل يجول في خاطرها لماذا بكى أبي وكيف يبكي فهو جبل قوي)
ظلت تطرح سؤالها اللجوج على أبيها وبعد أن أرهقت الجميع بالسؤال توصل الأب إلى
إجابة قد يقتنع بها عقلها الصغير.
قال الأب(أنا قوي ولكنكِ يا صغيرة أقوى مني وأنا أستمد قوتي منكِ أما رأيتِ ضعفي وانا
أبكي وأنتِ واسيتني)
كبرت الفتاة وهي تحمل في داخلها قناعة أنها سر قوة أبيها برغم جسدها النحيل والذي كان مثار سخرية تلميذات المدرسة فعندما كانت تعود للبيت باكية يواسيها والدها ويخبرها بأنها لا يجوز أن تضعف ولا يجوز أن تبكي لأنها مصدر قوته.تخطت الفتاة كثير من التحديات بفضل اعتقادها بقوتها وبيقينها أنها كلما تماسكت احتفظ أبوها بقوته. بفضل الأب تخطت الفتاة الكثير من عقبات الحياة وتحملت الكثير من قسوة البشر وظلمهم
وفي كل مرة تضعف كانت تلجأ إليه فيقويها ويثبتها على ما نشأت عليه من مبادىء
ويصر عليها أن تتسلح بأخلاقها هي لا أن تعامل الناس بأخلاقهم.
كبرت الفتاة لتدرك كذبة أبيها فهي في كل حالاتها تستمد القوة منه وهي في كل حالاتها ضعيفة تحتاج إليه هو جبلها
لكنها ممتنه بأن كذبته على مدار السنين جعلتها على ما هي علية.
شكراً أبي شكراً يا جبلي