عرض مشاركة واحدة
  #22  
قديم 08-04-2013, 10:47 PM
الصورة الرمزية ناجى جوهر
ناجى جوهر ناجى جوهر غير متواجد حالياً
إلى جنات الخلد أيها النبيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: أعيش في سلطنة عمان ـ ظفار ـ مرباط
المشاركات: 3,170

اوسمتي

افتراضي حكاية شعبية


أبو البنات السبع
الجزء العاشر
خاف الخادم على الطفلين من جبروتها, ومن نذالة أبنائها وأراد أن يصرفهما بعيدا
فإذا بسعدانٍ يخرج, و لمّا رأى الطفلين, أنتهرهما بقسوة وغِلظة, و أراد أن يطردهما
فلمّا سمعت أمهُ إنتهاره, سألته عما يحدث, فقال لها :
إنهما طفلين حقيرين, من الذين يناصرون أبو البنات السبع
فأمرته بإدخالِهما, وما إن دخلا إلى المجلس حتى تبادر أبناؤها المُتغطرِسون
الى الضحك من الطفلين البائسين, والتهكّم على لباسهما, ونحافة جسديهما
وحين عرفوا أن الفتاة خرساء, أخذوا يُحاكونها, ويسخرون منها ويخرجون السنتهم
فأخذت تبكى, بصوت مكتوم, ودمع غزير, وهي مُحبطة مُحطّمة
بينما كان أخوها, يلتوي جوعا, وقد غارت عيناه من الإعياء والبرد
تذّكرت أم ساعِدة إنّ هذين الطفلين هما اللذان تحدث عنهما أبو ساعِدة آنِفا
ووجدت فيهما اداة طيعة لتنفيِذ خدع وحِيلٍ, تكيد بها غُريمها وبناتَه
فأمرت بإِطعامهما, حتى لا يهلكا جوعا, ثم أغلقت عليهما في سِرداب القصر
و أخذت تُفكِّر في حيلة. تُمِكِنها من الحاق الأذى بالبنات السبع وأبيهن
وفي اليوم التالي بكَّرت أم ساعِدة في إخراج الطفلين من السِرداب
وأمرت خادما لها بإصطحابهما إلى بيت أبي البنات السبع
لكي يتناولا الطعام مع الأيتام, ثم يعيدهما إلى القصر
وهكذا كانت تفعل كل يوم
حتى صارت الِطفلة الخرساء تأتي مع أخيها لوحدهما, وكانا لايرغبان في
العودة إلى القصر, فإن تأخرا أرسلت أم ساعِدة من يُعيدهما إليها قسرا
فلما تأكدت من أنهما أصبحا معروفين, وأنّ أبا البنات السبع و أسرته
قد ألِفوا وجود الطفلين مع الأيتام
بدأت أم ساعِدة بتنفيذ خُطّتَها الجهنمية
فذات مرة, وعندما أراد الِطفلان الخروج كعادتِهما كل يوم إستدعتهما
و وضعت عقدا نفيسا من اللؤلؤ في جيد الفتاة, وتركته بارزا للعيان
وبعد إنصرافهما أرسلت كل من سعيد ,سعد و سعدان في إثِرِهما, وأمرتهم
بمراقبة تصرُّفِ بنات عّمِّهم, حينما يرين العقد النفيس في عُنق اليتيمة
كان سعيد و أخويه مُختبئون, و فجأة شاهدوا الأطفال الأيتام
قد تجمّعوا حول الخرساء, يتفرِجون على عِقدها الثمين
وما هي سِوى لحظات يسيرة, حتى خرجت سعدِيّة و سعيدة
وهما المسؤلتان عن إعداد الطعام وتوزيعه, فلما لاحظتا ذلك التجمع
أسرعتا إليه, وحين عاينتا العقد, فرَّقتا الاطفالَ, ثم أسرعت سعيدة
وأبلغت أخواتها, فقررن حِفظ العقد لديهن, حتى يعرِفن أهل
الطِفلة اليتيمة, فيسلِّمنَه إليهم, وعندما أبصر سعيد وأخويه
ما فعلته بنات عمِّهم, أسرعوا وأبلغوا أمَّهُم
فما كان منها إلاّ أن أرسلت إلى القاضي رسالة مفادها :
إنَّ البنات السبع, قد سلبنَ و نَهَبَنِ عقدا ثمينا, كنت قد وهبته طِفلة يتيمة خرساء
أكفلها مع أخيها, هذا الصباح, والعقد بحوزتهنّ, فإذا كنتِ عادِلا حقا
فأعِد لليتيمة عِقدِها, وعاقِب السارِقات, وأقِم عليهنّ الحدّ.
وحين قراء القاضي الرسالة, أدرك أن في الأمر خُدعة
فأرسل حاجِبه على الفور, وأمره بإستدعاء البنات السبع وأباهن
فلما مثلوا امامه سأل القاضي الفتيات عن قِصة الِعقد فأخبرنه بالحقيقة, وسلّمنه العِقد
وكانت حُجّتهن أنهن أردن حِفظه من الضياع, حتى يهتدين إلى ذوى الخرساء
فيُعدنه, ولكن هذه الحجة لم تكن مقنعة, خاصة وأنهن لا يعرفن الفتاة
ولا يدرين من أين تأتي, ولا إلى أين تذهب
لذلك حار القاضي في الأمر
فأجَّلَ إصدار الحُكم إلى يوم غدا صباحا, مع حفظ العقد في عُهدته
وفي اليوم التالي إستدعى القاضي أبا ساعِدة وأخاه أبا البنات السبع
وفي نِيَّةِ القاضي أن يتصالح الأخوان فيما بينهما, ولا يشهّر بأيٍ منهما
فوجدها أبو ساعِدة فرصة نادِرة تمكِّنه من التنكيل بأخيه وبناتهِ
وأن يُلصق بهم تهمة السرِقة, لكي يحطّ من قدرهم عند الناس
ويظهر هو كإنسان شهم نبيل, فقال :
أيها القاضي, إنّ بنات أخي قد تطلعت أنفسهنَّ إلى لبس الذهب والفضة والحرير
وأبوهُنَّ البخيل يقّتِر عليهن, ويحرمهن الأطايب, لذلك فحين رأت عيونهن عِقد الطِفلة
اليتيمة, خلب البابِهن, وسحر أنظارهن, فسرقنه
وأنا سوف أعفو و أغفر لهنَّ
و أتركَ لهنَّ الجمل بما حمل
إذا أستطاع أبوهنَّ أن يُناظِرني, ويتفوق على حكمتي
و ينفِّذ ما آمُرهُ به
يتبع
إن شاء الله
رد مع اقتباس