الموضوع: نهاية الجشع
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-12-2017, 08:36 AM
الصورة الرمزية زهرة السوسن
زهرة السوسن زهرة السوسن غير متواجد حالياً
شاعره
 
تاريخ التسجيل: Nov 2015
المشاركات: 1,764

اوسمتي

افتراضي نهاية الجشع

أم إياد امرأة متزوجة أنعم الله عليها بزوج صالح ومحب يجري عليها وعلى أولادها بكل ما يحقق لهم السعادة؛ مقدما لهم القدوة الحسنة، مع الحرص الدائم على أن تكون أم إياد زوجة هانئة. أما من يلتقي بأم إياد لا يظن فيها إلا خيرا، فهي حساسة وهادئة الطباع، لا تفارق الابتسامة محياها الوسيم، ولكن ماذا كانت تخفي أم إياد وراء كل هذا؟؟!
لقد خدع الكثيرون بهذه الأمور الظاهرية، فوقعوا فريسة سهلة في يد أم إياد، وحيلها التي كانت تسخرها للإطاحة بضحاياها؛ فقد كانت تعمل في الخفاء منفردة بضحاياها ممن تأخذهم الرحمة والشفقة بالمسكين والمحتاج، فكانت تجمع المال باسم الدين المستوجب السداد تحت مظلة الحاجة والضغوطات المادية، وفي نيتها عدم الوفاء، وإنما هو الجشع والنفس الأمارة بالسوء، ولتنطلي الحيلة على الضحية كانت تقسم بالله على أنها محتاجة، وأنها تعاني من الأمراض التي باتت تؤرق حياتها، وأنها تحتاج المال؛ ليتسنى لها طلب العلاج.
أخذت أم إياد من القريب والبعيد، وذهبت في حيلها مذاهب بعيدة، وتمادت كثيرا، متغافلة قدرة الله عليها، في ظل غفلة زوجها، وثقته في نزاهة أخلاقها، إلا أنها خانت الأمانة، وأدخلت على زوجها وعيالها المال الحرام، وظنت بالله ظن السوء، فكانت النهاية مؤلمة جدا؛ فالمرض الذي كانت تشكوه للناس وتتقول به على الله، جاءها فوق ما تتصور.
لم تعد أم إياد تفارق المستشفيات؛ فقد ابتلاها الله بمرض في قدمها اليمنى، استدعى إجراء عمليات جراحية، وإنفاق الكثير من المال، ثم انتقل إلى القدم اليسرى، وبدأت حركتها تقل، وعودها يذبل، وابتسامتها بدأت هزيلة لا بريق لها، من شدة ما تعاني، وليس هذا فحسب فقد وصل بها الحال إلى العيادة النفسية، وساءت بها الأحوال، فلم تعد تلك المرأة المنشرحة الصدر، البهية الطلعة؛ لأنها سألت الله جل وعلا البؤس والمرض في سبيل حفنة من المال لم تنتفع به في شدتها الحقيقية، فأصبحت عبئا ثقيلا على زوجها، وهما عظيما في حياة أبنائها؛ فكل من أخذت منهم زورا رفعوا أكفهم إلى السماء داعين: (حسبنا الله ونعم الوكيل)، لتفتح لها أبواب السماء، فتقع على الأرض انتقام عزيز مقتدر.

أم عمر
9- 12- 2017م

[/size]

التعديل الأخير تم بواسطة زهرة السوسن ; 27-02-2018 الساعة 09:41 AM
رد مع اقتباس