الموضوع: إليك.....
عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 05-09-2012, 01:52 AM
الصورة الرمزية مختار أحمد سعيدي
مختار أحمد سعيدي مختار أحمد سعيدي غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 
تاريخ التسجيل: Dec 2009
الدولة: الجزائر
المشاركات: 583

اوسمتي

إرسال رسالة عبر MSN إلى مختار أحمد سعيدي
افتراضي

إليك....

أما قلت لك أنزلي من العلياء، عندي لك ماء بارد و خبز شعير، و كوخ من قصب و مزمار صغير، وامتداد أغنيات

الغدير ...
نمارس حياة الغجر، قصد في اليد و أمل في الحجر...بعيدا، حيث تتراقص كل الحالمات على رنة الخلخال ، و هز على إيقاع الدف، وارتعاشات و خفقات و نبضات ...هنا يمر الزمن مبتسما غير آبه ...اسمعي هذه نقرات أساورهن تضاهي نقرات أقداح الأفراح عندكم ، و هذا برق نظراتهن يلمع،و خاصرات تتمايل كأنها على يخت، تهدهده أمواج بحر
أسكره وهيج مناتحهن، تعانق أمواجه سمفونية العبير....

حرري أحلامك من قيود التعالي لأن جمال الحياة أبسط مما تتصورين، والسعادة كنز في الطوية لا تستظهره
أكثر من بسمة بين بواسق الشجون .....

انظري إلى ألوان حبرك كلها داكنة، قاتمة، تكظم عطرها مكرهة، و في عمق عباراتك المسيجة سجن و جلاد
و مقامع من حديد....

أرى قلمك كالبهلواني الماهر، يرسم بصدق على حبل وصل مواعده ، يشتري بالمغامرة إعجاب الآخرين، و أنا أنظر إليك يتمزق الفؤاد ألف مرة و مرة، لأني وحدي أعرف سر نزيف يراعك على سراط العاشقين ...
أقول في نفسي هل أستحق كل هذا، و لما تصلي عندي يحول بيننا البرزخ الذي تصنعه الظنون .

يا سيدتي ...الحب عزة لا ينحني لأحد،و عبودية مشاعر تمردت على غير خالقها، لا تؤمن باستحالتها لأنها
صنعت من مارج الجنون، لا ترضى بغير الثمين تضحية و لا تقبل بجار اليمين ....

يا سيدتي ...عشقتك لما استجرت بك، كانت لياليك البيضاء تطربني ، و من دندنتك كان ينتشي وجداني و يهدي
بحبك مع المجانين ، يعانق البرزخ الذي يفصلنا، يسمعك و لا يراك، لأن من عزمك كان يصنع الوهن الكلمات التي تصلني مكبلة، مرهقة ، لتموت في حضني ، و في صدري تدفن حروف سر لطلسم حب أعجز العاشقات و العاشقين ...
مختار سعيدي
رد مع اقتباس