عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 01-10-2013, 12:21 AM
الصورة الرمزية ناجى جوهر
ناجى جوهر ناجى جوهر غير متواجد حالياً
إلى جنات الخلد أيها النبيل
 
تاريخ التسجيل: Jan 2013
الدولة: أعيش في سلطنة عمان ـ ظفار ـ مرباط
المشاركات: 3,170

اوسمتي

افتراضي الجنية و العاشق ـ الجزء الثالث



الجنية و العاشق

الجزء الثالث

الصمت الرهيب

خرجت من قلب الصخرة، متغطرسة فخرة, يرافقها بعض السحرة
فلما رآها العاشق أغمي عليه, وهربت روحه من بين يديه
إستمرّ في الغيبوبة ومضى, ولم يشعر بالوقت الذي إنقضى
فلما إنتصف الليل, وبانت الثريَّا و سهيل
ما راعه الاّ قعقعة صوت شاذ
فمرة يسمعه ناعم وأخرى حاد
ففتح عينيه مجبرا, ليرى مخلوقا منكرا
أ أُنثى هذه أم ذكرا,وكان وجهها قبيحا منفرا
رأسها ضخم كبير،مكان عينيها شق صغير
أرجلها كأظلاف الحمير
أظافرها منغرسة في رقبته, والمسكين جاثٍ على ركبته
من نتن ريحها يختنق, ومخاطها كسيل مندفق
ظلت عنقه في يديها, وجسمه تحت قدميها,لا شفقة ولا رحمة لديها
كان العاشق لا يعي و لا يفهم, والجنيّة لا تقول ولا تتكلم
وبعد صمت القبور, قالت في كبرياء و غرور:
أخيرا أمسكت بك أيها اللعين, وأنفردت بك دون معين
بعدما كنت بي تستهين
سأسقيك من كاس المِّر شربة
وأجعل حياتك تالفة خربة
لسنوات طويلة كنت أنتظرك,كم تمنيت أن تسمعني عذرك
لكنك فضلتها علي ولم يهفو قلبك إلي
أنا ساكنة المكان,و سليلة ملوك الجان
كنت أسمع ما تقوله للإنسية من هذيان
تتغزل بها دوني, ولا تذكر شكلي ولا لوني
تلاطفها أمامي, وفي ذلك إعدامي
أنا أجمل الجميلات, وجوهرة الملوك والأميرات
حانت لحظة الإنتقام وإسترداد المكانة والمقام
فما هي أعذارك؟
قل لي و إلا فلن ترى بعد اليوم دارك
هيه .. تكلم قول.. مابك هكذا مذهول؟
ثمَّ صفعته صفعة رهيبة, تردد صداها في الوديان القريبة
لكنه كان في عالم آخر, يكافح الموت الحاضر
كررت صفعه ولطمة, وفي بعض الأحيان تلكمه لكمة
والعاشق فاقد الوعي والشعور,لا يدري بما يجري ويدور
لأنه بنفسه موتور, وهي هائجة هياج الثور
ففهم الجنية ركيك, دماغها يحتاج إعادة تفكيك
لا تعي أنه مغمى عليه, فلا حيلة لديه
فكانت تكرر النظر اليه
وهي حانقة عليه
حتى ثارت ثائرتها, فهي ليست من ذوات النهى
والقرار إليها إنتهى, فأقبلت عليه ساخطة
وحول خصرها بعض الثعابين رابطة
عازمة على الفتك به، وإنتزاع الحياة من جنبه
أقبلت تسعى,كأنها تنّينا أو أفعى
وعنما صارت بحذا رأسه،أخرجت من كُمّها فأسة
ورفعت كفا كأنها طاسة
وأهوت إلى جمجمته تريد كسرها
لكنها توقفت حائرة في أمرها، تقول في جهرها و سرها:
إذا أتلفت مخه الصغير, فمن أي شيء
أصنع العصير؟
لا لا لازم أعيد التفكير, وأبّدل الخطة والتدبير
ماذا عن شوربة الدماغ؟
أو مصّ المح والنخاع؟
لا الأفضّل أن اشوي عظامه, والتهمه بيسر وسلامه
لا الأحسن أن ...
ثم توقّفت مذهولة, عاجزة مشلولة
فزعة مخذولة، يعتصر قلبها ندم شديد
فلقد سمعت أصواتا من بعيد, فظلت تردد وتعيد:
أشم رائحة الإنس
ليس في الأمر من لبس
لكن من يجرؤ على القدوم الى هاهنا ؟
في هذه الليلة الدهماء ؟
والبقعة الدهناء؟
إنتابها الخوف, وخشيت من الإستمرار في الوقوف
فزمجرت مثل اللبوة, وإختفت خلف الربوة، ثم غادرت بشكل
غريب, وساد المكان هدوء مريب
كانت الأصوات تتضح حينا وتخفت حينا
وتتجه الشخوص يسرة ثم يمينا

يتبع إن شاء الله

رد مع اقتباس