عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 29-09-2009, 07:19 AM
الصورة الرمزية جاسم القرطوبي
جاسم القرطوبي جاسم القرطوبي غير متواجد حالياً
عضو هيئة الشرف
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
الدولة: صحم-مقاعسة
المشاركات: 830

اوسمتي

إرسال رسالة عبر MSN إلى جاسم القرطوبي إرسال رسالة عبر Skype إلى جاسم القرطوبي
افتراضي

فقال لها : وأحد الذين صاحبتيهم كان صديقي،صرخت بوجهه :لماذا لم تعنفنا،لماذا لم تحطم رأسي وتهشم عظامي ،ثم دخلا في بكاء مرير وضم رأسها بصدره لأول مرة بحياتها ولم تخل أنه ليفعلها ثم أسكتها وطفق في وعد ووعيد مخبرا بأنه سوف يتغير وينهي السالفة بكل ما أوتي من قوة،وفجأة خر مغشيا عليه وارتفعت أصوات الصياح فأخذ إلى المستشفى وأدخل في الطوارئ ليخبرهم أنه أصيب بجلطة في المخ،وتوالت المصائب ففي نفس الليلة توفت الأم وفي صباح الغد توفى الأب وإنا لله وإنا إليه راجعون .

(( يتبع في الجزء الثاني والأخير))

بعد وفاة والديها راجعت نفسها مرارا محاسبة أنفاسها شهيقا وزفيرا ، باكية على وقت مر عليها ولم تُرضي أمها وأبيها فيه ولم تطع إلهها ومليكها؛ فاتخذت قرارها التوبة النصوح لربها.التزمت المصحف ولكنها لم تستطع القراءة بسبب ضعف أبجديتها اللغوية ولجيشان دموعها فقد كانت الدموع سحبا تحول بين المصحف وعيونها وها هو أخوها يرقد بين الحياة والموت أيضا في غرفة الإنعاش .فصرخت صرخة مدوية أيعقل أن ذنوبي تمنعني من قراءة كتاب ربي،يالحزني الأبدي ..مرت بسعاد في سلسلة ٌ من الأحداث كلُّ واحدة أكبر من أختها في الشدة والقسوة كتكالب الدائنين،وشماتة الشامتين،ونفور المقربين.
وبعد مرور ستة أشهر وبالتحديد قبل العيد بشهر ظهر لسعاد وأخوتها عم لهم شقيق لأبيهم لم يسمعوا به قبل ذلك ،ولم يروه مدعيا أن أباهم قد رهن البيت له مقابل مبلغ زهيد لا يجهز غرفة صغيرة لك الآن وهو ستة آلاف ريال .واشتد الخطب وانقطع الرجاء من قلب سعاد وكان هذا الأمر بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير.

إليك إله الكون أرفــع حاجـــــــــــتي= عسى خِلَــع ُ الإكرام تمحو خطيئتي

وأرشف من دمـــع العيون ِ قصيدتي = عساني بها أُكسى ثياب الكرامــــــة

وأحظى من الفردوس بالرتب العلى = مع الشهـــــدا في يوم بعث الخليقة

وأهل الصـــلاح الصادقين وآلهـم= ومن قد دعا للحق خير البـريــة ِ

إلهي ذنوبي أثقلتني عن الســـرى = وعن صحبة الأخيار أهل الحقيقة

وجرمي عظيـــم فاق كل َّ جريمة ٍ = وأسقى من الهجران كأس المنية ِ

وِإني وإن كانــــــت ذنوبي كبيرة = فجودك مرجو ٌ لكـــــــل ِّ كبيرة ِ

وبر ُّك َ قــــد عم َّ الوجود بأسره = فما ثــم ّ إلا أنت أرجـو لكربتي

وقد جدت يا ربي علينا برحــمة = رحمت بها الراجين أهل الجريمة ِ

نبي ٍّ كريم ِ الأصل هاد ٍ ومــنقذ ٍ= كغيث ٍأتانا بعـد يأس ٍ وفتـــرة ِ

وقد جئت بالهادي الأمين ِ محمد ٍ= إليك َ ودمع العين ِ يجرح ُ مقلتي

وحب ٍّ لآل المصطفى خيرة الورى= وأهل الفتوح لواصلين وقدوتي

أناديك يا مولاي َ ضاقت مذاهبي = ومالي َ من زاد ٍ ليستر َفاقتي

ومالي َ يا ربي سواك لمحنتي=ومَـن ْ غير ِ ذي الإنعام يغفر زلتي

وإني من الفعل الجميل لمفلس ٌ = فجد ْ لي َ يا ربي سريعا ً بتوبــة

فهذا رجاء العبد يا خالق الورى= ويا رازق َ الحيتان في قاع لجة ِ


رجوتك حققْ لي إلهي مطامعي= بوجهك في الدنيا ويوم القيامة ِ

وصل ِّ على المبعوث في كل ِّساعة ٍ = وسلّم سلاما كل َّ ليل ٍ وغدوة ِ

كذا آله الأطهار والصحب كلّهم = وعم ّبها شيخي وأهل طريقتي



وظلت سعاد متواصلة الدموع والأشجان متخذة ً عبارة أمها لها التي سمعتها أول توظيفها نبراسا تارة ومضحكة تارة وعتمة في عتمة تارات وتارات كثيرة.وتتساءل دائما من أين لها أن توفر عشرة ريالات من هذا المبلغ خصوصا أنها تركت عملها من أين تجد من يساندها ويساعدها ويأخذ بيدها وهي امرأة ضعيفة المادة والحال في حياة ٍ تطبق المثل المحلي السائد عليها(زندك وإلا موت)؟!!! من سيلتف حولها لينتشل هذه الوردة الذابلة من وحلها وإن بدت بأجمل مظهر وأحسن رئيا ؟!!!!!!
قررت سعاد أن تضع لنفسها خطة تنجيها مما هي فيه ففصاحة حسان وحكمة لقمان وزهد ابن أدهم إذا ما اجتمعوا في المرء والمرء مفلس ونادوا عليه لا يباع بدرهم . ذهبت كمحاولة أولى منها إلى من ادعى أنه عمها قاطعة المسافة التي تفصلهما عن بعض والتي تقدر ساعة إلا ربع بالسيارة سيرا على الأقدم ، وصلت أخيرا إلى المكان المقصود وذُهلت بما رأت فلقد رأت بيتا لا يُرى مثله ولا في الرؤيا ، تناسق تناسقا بديعا ورائعا ورائقا وكأنما سنمار قد صممه بعد أن بعث من قبره، ورأت الزهور تحيطه وأشجار الزينة ، وقبل أن تدخله وقفت تتأمله برهة من الزمن في الخارج، ولما دخلت رأت شيئا يفوق حدود اللامعقول ، رأت بيتا داخله مفروشات باهظة الأثمان بالرغم من أنها لا تعرف باهظ الأثمان من بخسها بيد أنها تعرف أن المظروف من جنس الظرف وأغلى عنه ،.. وأخذت تصول وتجول فكرا فيما رأت وفيما سترى ، وتتساءل في قراره نفسها ما الذي يدفع هذا العم في إرادته لانتزاع البيت منهم انتزاعا والله سبحانه قد أعطاه من فضله.
وثم قالت بصوت مسموع :- يا الله أيعقل أن يكون ببلادنا بيوتا كحدائق بابل المعلقة والتي درسناها في المرحلة الابتدائية ، فقطع صوتها وفكرها صوتا مجلجلا ووجها مكفهرا من عمها والذي كان ينزل من الطابق الثاني إلى الصالة التي كانت تقف فيها كالنقطة في الموسوعة من كبر حجم الصالة يا ميزي يا حيوانة من أدخل هذه البكتريا الضارة إلى بيتي ، من ... من ؟)فأتت الشغالة وهي خائفة متعتعة فقد سبرت مدى غضب سيدها أرباب ، أرباب أ أ أ ) فقال لها : اغربي عني ... ثم اقبل بليل وجهه عليها : ماذا تريدين؟ثم واصل كلامه اسمعي ستخرجون من البيت وإن أتيت ِ بالمبلغ كله الآن
فأنا لن أفرط بالبيت مهما حدث ، فسكتت والدموع تجري كالشلال من عيونها وقالت بنفسها : أهكذا يكون الاستقبال . وأنا لم أقل شيئا بعد ، ثم سألتـَه بالله والرحم أن يهبهم البيت أو يمهلهم حتى يفرجها الله بوجوههم
فقال لها وضحكة الاستهزاء تعلو جبينه : وأيضا لم تأتيني بالمبلغ ، اغربي هيا اخرجي من هذا البيت ولا تعودي إلا بالمبلغ وإلا تعرفين عقباها، فأكبت عليه تقبل يده تتوسل إليه وترجوه أن يمهلها وأن يلم ما تبقى من شتات أسرتها وأين سيذهبون؟وهوت على رجليه لتقبلهما ولكنه ركلها كركل الكرة أو أشد ركلا. ثم أمر السائق الهندي أن يسحبها خارج البيت فأتاها قائلا لها : مدام هيا ، فرد عليه سيده : لا تعاملها باحترام ، فأن كلبتي خير منها . ثم أمسك بمنكبها وجرها بنفسه إلى الباب وأغلق الباب دونها وهو يسب من خلف الباب بينما صوته يختفي شيئا
رد مع اقتباس