عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 29-09-2009, 07:17 AM
الصورة الرمزية جاسم القرطوبي
جاسم القرطوبي جاسم القرطوبي غير متواجد حالياً
عضو هيئة الشرف
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
الدولة: صحم-مقاعسة
المشاركات: 830

اوسمتي

إرسال رسالة عبر MSN إلى جاسم القرطوبي إرسال رسالة عبر Skype إلى جاسم القرطوبي
افتراضي

أتى لسعاد وظيفة كمحاسبة في أحد المحلات الكبرى فاستشارته بادئ ذي بدء فناقشها نقاشَ الوالد ولده إذا ما جاءه في قرار مصيري ليكبر في عينيها إيمانا منه أن البنت إذا أضاعت الحنان من بيتها ذهبت لتبحث عنه في الخارج.ووافق الأهل مرحبين بفكرتها فها هو بصيص نور لاح عارضا في سمائهم،ولثقتهم بسعاد وقالت الأم : سميتها سعاد وفي قلبي يقين أنها ستكون مصباح سعد وسعادة لنا.وتذكرت باكية ابنها المدمن نادبة حظها به .داومت سعاد بعد أن أنهت جميع إجراءات تعيينها ولاقت ترحيبا حافلا من مديرها الآسيوي الذس أعجب بأسلوبها وذكائها ومن صديقاتها رغم غيرتهن منها وليس الأمر كذلك فحسب بل وكانت محط اهتمام كل الشباب بالمحل .فها هي بنت جديدة والسعيد للغاية فقط هو من سيفوز باهتمامها( وإن كان – هذا الفائز - أقسم لأربع قبلها بالزواج).وما علموا أن قلبها برمتها وطن لحبيبها الذي تمنته ولو مراسلا بين أولئك الشباب.وحداها الشوق لحبيبها فاتصلت به فوجدت هاتفه مغلقا فأرسلت له رسالة نصية قصيرة لتطمئنه عليها وتخبره أنها استلمت عملها بنجاح ولتذكي به لاعج الغيرة بما رأت من التمام الشباب حوليها،ومرت ساعات اليوم الأول وفور انتهاء العمل وقفت خارج المحل منتظرة لأمها التي كانت مستأجرة (بيكاب) الحاج خادوم لتوصيل سعاد الدوام ولإرجاعها فعرض عليها الشباب توصليها فأبت.. سعاد الآن أكملت ثلاثة أيام وحبيبها لم يزل في غيبته عنها لم يتصل بها ولم يرسل مطمئنا عليها أبدا،ولم تجدي محاولة اتصالاتها به لمعرفة أخباره شيئا .وفي يوم أتاها زبون وحاول أن يلفت أنتبهاها فصدته دون أن تركز في وجهه بداية إلا لما كسر جدار المعاكسة وقال لها : هكذا إذن البعيد عن القلب بعيد عن العين ثم أنصرف.عرفت ساعتها أنه حبيبها أرادت أن تذهب إليه وتخضع بين يديه وتقبل ما بين عينه ولكن العادات والتقاليد تحولان دون ذلك..وفجأة استلمت تقرير تسليم رسائلها النصية السابقة لحبيبها والذي أسمته بالوفاء كله وأسمته أيضا روحي وأنت تفداها.فاتصلت به عندما سنحت الفرصة لها وظلت تكلمه حتى وهي تحاسب زبائنها وكلتا عينيها ما بين خوف أن يشاهدها مسئولها وما بين زملائها الذين استغربوا كلامها في هاتفها الذي بالكاد يرن.


تُهَاتِفُهُ
بكلِّ الحبِّ داخلها
وزخات الحنين
تزعزعها وتجذبها وتدفعها
لهُ الذكرى
وشوقا
أشدَّ من اشتياق ِ الأم ِّ للابن السجين
بيوم ِ عيد ٍ
تعاندُ زحمة َ الشبكات ِ مُـجْــتـَمِــعه
ونارَ الاتصال ِ
فلمْ تعرفْ تنام بلا
أكاذيب الرجال
هي امرأة ٌ مثقفة ٌ
وشاعرة ٌ مُحَنَّكَةٌ
لها خفقت أمانيُّ الصغار
ولكن حِبَّها طفلٌ ولم يبلغْ
ولن يوما سيبلغ في الحقيقة والخيال
فإنَّ الحبَّ يجعلنا صغارا
فماذا يفعلُ الأطفالَ فيه ِ
أرِقُّ لها كأنِّي ذاتُها حزنا
وأكرَهُ مَنْ بها يلهو
ويضحكُ في جنازتها
ويعبثُ بالمشاعرِ دونَ رفْق ٍ
تراهُ هناكَ ساعتها جمادا
فإمَّا ثلجة ٌ
متجاهلا
إحساسُها العالي فَـتَجْمُدْ
وإمَّا لا يكاد يرد أهلا
فتقلقها
نعومة ُ صوته الخشن
وتخرسُ ثَمَّ في فمها وسهلا
تقومُ هناك
تقعدُ ها هنا
وتذوبُ هما ً وتغلي مِـثْـلَ بركان ٍ
وتركِـضُ كالسحابْ
وتصرخُ مِـنْ حرائق ِ شكِّها رغمَ اليقين
وتذهبُ في سؤال ٍ علَّـها تَجِدَ
الجوابْ
حبيبي .ما دهاك؟؟ أتشتكي شيئا
رجوتُكَ قل
فإنَّ النومَ طلقني
ولم أحْـفَـلْ بأمي أو أبي
قد
أخذتَ مسامعي ...
ومشاعري ...
بعضي ... وكلي ... روح روحي
وليسَ يهمني إلاكَ في الدنيا
حبيبي حبيبي
تناديه
وتستجديه لو حرفا
يطمئنها
وإن كان الذبولُ به لفرحتها اليتمه
تراسِـلَـهُ فيأبي
أن يغازلَ خوفها الأبدي بـــردِّ
وتَمْرضُ مَـنْ يداويها بوصل ٍ
وتؤمِـنُ منذُ عهد ِ الجاهلية
هو الترياقُ لا شئ ٌ
سواه لحزنها يُجدي
وتصرخُ جُـدْ بوصل ٍ
فالزمانُ مُفَـرِّقٌ حبي
ولكن دائما يأبى فيأبى
ولا عجبٌ
فتلكَ ضريبة ُ الأحلام ِ في وقت الطموح
وفي شمس النهار
فواأسفي أننكرُ قلبَ بنت ٍ
هُـوَ البترولُ للعَـرَب ِ
هُـوَ الآدابُ للأدب ِ
هُــوَ العصفورُ للروض ِ
هُـــــــــــــــــــــــوَ
الأرواحُ للأشباح ِ لا شكٌّ ولا ريبٌ بهذا
سقاكَ أيا زمانَ الحبِّ دمعي
فأرضُكَ كالمـَـوَات
فهل بَـشَـرٌ يكونُ لعالم ِ الأنثى كعنترة ٍ وقيس ِ
ويُنقِـلُ عن فتاة ٍ أنَّها اقترنت بأوَّل ِ فارس ٍ أسرَ الفؤادَ
ويُحْكى


ثم قال لها : حبي متى ينتهي عملك؟فأجابته:في حوالي السابعة مساء فقال مكشرا عن أنياب مكر ٍ وحيلة:التاسعة.فقالت : السابعة فضحك ثم قال : حبيبتي أخبري من تذهبين عندها سوف تتأخرين للتاسعة وانتظريني فسوف نخرج معا،فبدون تردد وافقت وأتصلت لفورها بوالدتها فوجدت هاتفها مغلق فعملت مسج لها لتخبرها بتأخرها للتاسعة . فخرجت في تمام السابعة فوجدت حبيبها بشاحنة (داينا 3 طن) فركبت بلا تردد فذهب بها إلى مساحة هادئة ودار بينهما حوارا لم يخطئ الشاعر العربي حيث قال :
نظرة فابتسامة فســـلامٌ &&& فكلامٌ فموعدٌ فلقـــاءُ............... ، والشاعر الآخر إذ يقول : خدعوها بقولهم حسناءُ ... والغواني يغرهن الثناء .
وصدق المعصوم صلى الله عليه وسلم حيث يقول : ما اجتمع رجل وامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما ، وفعلا أتقن الشيطان دور البطولة ولا زال الوضع يتكرر هكذا حتى أدمنته فكان يتغيب عنها دائما ويعود إليها كما يعود المجرم إلى سجنه ، وكانت تتصل به وتمطره بالرسائل النصية القصيرة تطلب منه الخروج معها فهذه هي الوسيلة الوحيدة التي قد تجذبه إليها وكان عندما يأتي إليها يفتش عن هاتفها بحجة الاطمئنان أنها لم تذهب إلى غيره خائنة عهده كما يُظهر لها وكما يوهمها فتوافق ضاحكة باسمة وإن كانت تشك أنه يبحث عن أرقام زميلاتها ليلعب بدهائه دورا جديدا مع غيرها فهكذا وهكذا استمرت حياتهما معا ، القصة لم تنتهي ولكننا يجب علينا أن نعرف شيئا عن ترجمة هذا الشخص الذي لم نعرف أسمه إلى الآن أنه سامي كان طفلا بريئا ولكن بيئته التي أفسدته وغيرت فيه الفطرة ... أبوه جندي صالح وكذاك أخوه وأخواته وإخوانه طلاب وباحثون عن عمل ، امتاز عنهم بشكله الرياضي وذرابة لسانه وجماله الذي تغار البنات منه وكان ملتزما أحيانا بالصلاة حتى تقول أنه من أولياء الرحمن ، وأحيانا كان لا يصلي أبدا حتى تقول أنه من أهل الردة ، تولاه بعض الشباب الفاسد في قريته فلعبوا بعقله واستغلوه استغلالا جسديا مهين فنشأ متنقلا بين هذا وذلك من أجل الريال والخمسة يبيع كرامته إلى أن انتشله أحد الشباب الصالحين من محيطات الرذيلة فرفع أسمه وتوسط له إلى أن طبق سامي في الصالح سمِّن كلبك يأكلك . وعلى ذكر الكلاب كان هذا السعيد الاسم الكئيب المسمى له كلبة يحبها وتحبه ولا غرور فأحيانا في عالم الحيوانات الوفاء يكون أكثر عن الإنسان ، وفي يوم أغار بعض الكلاب على قطيع غنم لديهم في المزرعة وقتلوا كلبته فجن جنونه إذا ما رأى كلبا يقتل ويقتل كل الكلاب التي تأتي أمامه .. لجماله ومظهره العام الذين صارا مقياسا لعقول البنات وكثير من الآباء إذا ما تقدم إلى بناتهم أزواج انجرت إليه كثير من البنات الفاقدات للحنان في بيوتهن فهذه تغار عليه ، وتلك تهاتفه طول الليل ، وتلك تتعمد المجئ إليه ، وتلك تدفع لها ألفين من الريالات بعد أن أختلستهن من ميراث أخوتها الصغار تقدمه له لكي يأتي ويتزوجها وهو ينجر بنزاوته لا بصدق أليهن ثم يتخلص منهن ولو بتلفيق قضية عليهن في مركز الشرطة إذ أن المشتكي وإن لم يوجد لديه دليل حجته أكبر وأقوى من المشتكى عليه . سمع بها عن طريق خالتها التي أهدت إليه رقمها عندما قررت الزواج بآخر معتقدة أنه أطيب كائن حئ على البسيطة .


في يوم من الأيام أتى الصالح لزيارة سامي في مقر عمله فعازمه جاهدا على الغذاء ثم الذهاب إليه إلى مكان سكنه ثم بدأ الحديث عن أحوالهما وأخبارهما إلى أن اتصلت (سعاد) به مرة ومرتين وثلاثة وأربعة فرد عليها بعنف : ماذا بك ، ألا تعلمي بأنني مشغول جدا معي صديق ، فقالت له : حبيبي لا تكذب علي أعتقد أن معك فتاة أخرى ، ولم تزل به حتى قال لها : هاك صديقي تأكدي ، فكلمت ذلك الصالح وقالت له كلمة واحدة فقط أمنتك حبيبي ... وبعد أن أغلق سامي الهاتف أشتعل الفضول بقلب الصالح وسأله عنها فأخبره باستهزاء القصة بأسرها . فقال سامي : وما تريد ، فقال سامي : تريد مبلغا من المال خمسة عشر ريالا ، الصالح : ماذا ؟ هو كذلك قال ساثم قال لصاحبه الصالح : هات مفاتيح سيارتك ، ولم تمض سوى نصف ساعة حتى عاد بها إلى شقته ، فلما رأت الصالح عند سامي قالت للطالح : حبيبي من هذا التمثال .فأسرها الصالح في نفسه ، ولما أرادت المغادرة قال سامي للصالح : هيا نوصلها معا ، وفي السيارة أستمع الصالح لخاطرة كتبتها الضحية سعاد في سامي ... رجعا وشاهد سامي في عين صاحبه الصالح نظرات عجيبة فقال له : صديقي ما بك ، فقال الصالح – بعد سكوت يوحي إلى أنه يفكر بشئ - : اني أحببت سعاد هل لك أن تعطيني رقمها ؟ فقال سامي : عادي هاك رقمها ******** وإن شئتي لدي أحسن منها وأجمل عنها ، فقال الصالح : لا ، لا لا أكتفي بهذه ، فقال سامي : هكذا فكن ولا تكن معقد لا للحب ، ألم تسمعي صديقي أن الحياة بلا نساء ، كالسمك بلا خياشيم ........
رد مع اقتباس