عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 09-04-2012, 02:17 AM
الصورة الرمزية مُحِبة الحرف العربي
مُحِبة الحرف العربي مُحِبة الحرف العربي غير متواجد حالياً
كاتب فعال
 
تاريخ التسجيل: Mar 2012
المشاركات: 44
افتراضي صمود.... بين قَضبان الألم

صمود.... بين قَضبان الألم

عَزفَت في نفسي كلمات...آلتها الزمان..أوتارها الأحلام ...صوتها الآلام..لتنتج لحنا موسيقيا يتباين فيه الإيقاع ..وتترنم به الأسماع.
هناك..في عالم غامض حثثت الخطى نحوه بخطوات متثاقله..رياحٌ بارده..صمت قاتل كصمت القبور..سماء مظلمة حالكة السواد..غيوم قد اختبأ خلفها النور..وأرض قاحلة لا وجود للحياة فيها..أما الجبال فمع شموخها وعلوها إلا أن ثناياها في سواد قد شقه الظلام ..منغرسة فيه شجرة سماوية عانقت بأغصانها أعتاب السماء..لفتها أشباح النهاية والمساء.
أخذت أسير بخطواتي في غياهب الظلام نحو المجهول لأرى عن كثب مابهذا المكان الموحش بصوره..والمفزع بما يحتويه..وبينما أنا أحث الخطى نحوه..شد إنتباهي وأسترق بصري منظر المنازل المدمرة وقد تحولت إلى أكوام من الرماد..حملت بين جنباتها قصص من عاش فيها..وصدى ضحكات من ترنم بين زواياها...وصور تناثرت بين الأنقاض تروي للأيام حكايتها..دمية ممزقة دامعة عينها..ربما لأنها فقدت من كان يهتم بها ..من كان يحتضنها ويقبلها...لا أكاد أخطو خطوة للأمام إلا وأنا أرى بقع الدماء التي تقشعر لرأيته الأبدان... وكأنه بحر من غيمة الأحزان..رائحته النتنه قد فاحت في أرجاء المكان..أحسست حينها بخوف ملأ فؤادي ..وتسارعت إثره نبضات قلبي..هل أتابع سيري؟؟ أم أعود لأهدأ من روع نفسي؟؟
عثت فسادا لأن أجد أحدا..فتوقفت برهة لألتقط أنفاسي..أتلدد من خوفي..لعلي أجد من يؤنس وحدتي ويجيب عن أسألتي..وبينما أنا على هذا الحال..زاغ بصري إلى زهرة يانعة..ذابلة بتلاتها..باهتة أوراقها..ولكن جمالها قد أضفى للأرض نورا وضياء..قرأت بين ثناياها أحزان دفنها الزمان ..وغطتها الأيام ..ودموع أغرقتها فملئت الأكوان..في عينيها بريق الأمل..وأسفلهما جراح وألم..
نظرتُ إليها بكل شفقة ورحمة بحالها..فسألتها عن المكان و عن الذي حدث به!!! نَظَرت إلي نظرة آلمتني ..ومزقت بها أوصال كياني..وقالت: الكثيرون مروا من هنا وجميعهم سألوني السؤال نفسه ولكنهم لم يفعلوا شيئا ولم يحركوا ساكنا..ترى هل ستلبي النداء وتفعلي شيئا؟؟؟ لاأظن ذلك..إذهبي وأرحلي من حيث أتيتِ..
حينها صعقت مما سمعت...فمسحت جرحا نازفا ..ومسحت جرحا ثانيا بفؤادي..وقفت هنيهة استرجع قواي..وسألتها:أين سكان هذه البلاد؟؟
قالت: ذهبوا وتركوا خلفهم بقايا ذكريات وآلام..
قلت: ولكن النور ..أين يكون؟؟
قالت :خلف الغيوم ينادي من يبعدها عنه لينشر الضياء على وجه هذه البسيطة التي سادها الظلم..والظلام..
قلت: ألم تكن السعادة هنا؟؟
قالت: بل رحلت إلى من يأويها من قسوة الأيام..
قلت: والسلام ...هل رحل أيضا؟؟
قالت: بل مُزِقت أجنحته..فبقي معلقا مابين الحياة والممات ...كالأحلام..
وبعد أن سمعت كل هذا..وبعد أن عرفت كل ماحصل في ذلك المكان..أخذت أنظر للسماء..لعلي أرى خيوط الشمس لتجفف دمعتي ولكنها بعيدة كل البعد عني..فتراجعت خطوة للخلف ..وأخذت ألملم شتاتي..وعدت من حيث أتيت..أجر خلفي ماخلفته صواعق الأيام والأزمان ..وأنا أتسائل نفسي!!! هل أعود بهمة تعانق السحاب؟؟؟ أم أعود بها لأدسها في أعماق التراب؟؟؟
__________________
**ما أجمل أن ترضي الله بما يحب..فتجده يرضيك بأكثر مما تحب**
رد مع اقتباس