عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 17-11-2011, 11:59 PM
الصورة الرمزية اسماعيل البلوشي
اسماعيل البلوشي اسماعيل البلوشي غير متواجد حالياً
كاتب فعال
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
الدولة: SOHAR
المشاركات: 83
افتراضي


اقتربت من نقطة التقاء مياه البحر مع مياه الوادي، نقطة نطلق عليها " خور صلان ", هناك حيث أحسست بهدوءٍ أزال الغموض الذي ظهر على أصدقائي, إلتفت فإذا هم مجتمعون خلفي, ارتسمت عليهم بسماتهم الغريبة مرة أخرى, وأشاروا بأعينهم إلى جانب البحر.. سمعت صوتا عذبا كبلبل يشدو بصوته الجميل, صوت أطرب مسامعي وأنعش أحاسيسي, حينها فهمت مكيدة أصدقائي.. هناك كانت تجلس, فتاة لم أرى من حسنها وجمالها أحدٌ من خلق العالمين, كحيلة العينين كعيني غزال فاتن, سواد مقلتيها كدجى ليل حالك, شفتيها كياسمينة مبللة بماء الورد, شعرها مسدول على كتفها كسنابل ذهبية تتطاير مع نسائم الريح, حمراء الوجنتين, جسمها كالريم لا مملوءة ولا هزيلة.. ناعمة, دافئة, نورانية, هائمة مع أفكارها كحمامة بيضاء تطير وتطير ولا تدري بأي أرض تحط.. رفعت رأسها وبانت ملامح وجهها الفاتن, صارت عينيها في عيناي, احمرت خجلا و إستحياءا وأطرقت برأسها.., تخشبت قدماي مما رأت عيناي, صعقت في مكاني من جمالها ومفاتنها التي سحرت قلبي, غرقت في
بحر الهيام, عيناي لم تستطيعا مفارقة جمالها الباهي, زال الخجل من قلبي وتقدمت باتجاهها, خطواتي تتسابق ما بينها, فجأة.. أحسست بأني قد صرت جالسا بجانبها, لم أدري ما أقول, تلعثمت كلماتي وطارت أحرفي مع أفكاري وكل ما كان في بالي, نقشت صورتها في ذهني وأزحت كل همومي.. " هل تود أن تقول شيئـا وتخجل من قوله..؟؟ ".. قالتها بصوت حليم أرق من النسيم, كصوت الخرير, كصوت طفل صغير, كصوت يرق به مسامع الناس كالحرير, كريشة تتقاذف بها زفرات أنفاسي, كالشهد لما يسيل.. حينها تقطعت في نفسي شرارة الشوق وزاد لهيبه, سألتها بصوت ناعم يجعل الصاحي في سبات دائم, " ما اسمك ؟ ".. جل ما كنت أريده أن أسمع صوتها من جديد, كانت تقتلني عندما تهمس بصوتها الرقيق, تراكمت في ذهني كلمات أردت بوحها ولكن لم أستطع قولها, لم أدري ما حصل لي, انقطعت مخارج أفكاري..
فقط كنت أنظر إليها وعيناي لم تفارقا عينيها..



تبسمت وتحركت مع بسمتها مشاعري وفاضت مكامن أشواقي.. ( ـ ـ ), إسمي ( ـ ـ )... آآه يا أصدقائي أين خبأتموها عني كل هذه الأيام.. قالت اسمها وذاب قلبي مع نسيم صوتها الدافئ.. في تلك اللحظة تغيرت حياتي وزاد في قلبي شريان آخر يروي ظمأ حبي, حب خبأته في مكامن روحي, لا أبوحه إلا لبئر أسراري, للبحر, للطيور, لنسائم الريح, للسلطعونات, لرمال الشاطئ, فقط هم الذين يواسون جروحي ويظهروا لي مشاعرهم وأحاسيسهم في لحظات أحزاني.. بعد حديثنا رأيتها تنظر إلى الساعة, وكأنها تقول لي بعينيها أنه قد حان وقت الفراق, أحس قلبي بأنه سيحدث لي شي ما, نهضت ومشت دون أن تنظر إلي وعيناي تراقبان خطواتها, تنتظر منها نظرة وداع, لم أدري إذا كانت ستأتي إلى نفس المكان, انفطر قلبي.. ذهبت دون وداع ولا موعد جديد نلتقي فيه مرة أخرى.. لم أدري ما أقول.. هل أناديها أم أفعل مثل ما فعلته أدير ظهري وأرجع إلى أصدقائي ,,



▬▬◄
__________________
...


القلم .. هو مفتاح ما بداخلي ارسم به وانسج خيوط حبري على
اوراقي المنسية في تلك المذكرات القديمة


...

التعديل الأخير تم بواسطة اسماعيل البلوشي ; 18-11-2011 الساعة 12:01 AM
رد مع اقتباس