عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 17-11-2011, 11:53 PM
الصورة الرمزية اسماعيل البلوشي
اسماعيل البلوشي اسماعيل البلوشي غير متواجد حالياً
كاتب فعال
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
الدولة: SOHAR
المشاركات: 83
افتراضي



تخرج تلك السلطعونات من حفرها التي بنت أمامها تلال صغيرة كأنها أبراج تحميها من غدر وعداوة الأعداء.. طيور الشاطئ تناديني باسمي ورمال البحر تذكرني بقصصي، حمامتان تتهامسان وتتسألان عني، من هذا الشاب الذي هناك..؟، سمعتهما رفعت يدي أحييهما فإذا بهما يطيران خوفان بعيدا عني، أدخلت يدي في جيبي مسرعا قلت في نفسي لا أريد تفويت هذا المنظر الساحر، أخرجت مذكرتي وبحثت عن قلمي، أين قلمي؟ أين اختفى؟.. رأيته جالسٌ على الأرض بجانبي يتأمل ذلك المنظر معي، حملته فقال لي: لما لاتصور هذا المنظر على دفتر ذكرياتك.. بدأت أقلب صفحات مذكرتي باحثا عن صفحة بيضاء أصور فيها ذلك المنظر بحروفٍ وكلمات من نسج قلمي.. بدأت أنسج تلك القطعة الفنية بخيوط من حبر قلمي القرمزي.. ثارت مدافن ذكرياتي وفاضت لحظات الماضي.. تذكرت ذلك اليوم قبل سنين في ذلك المكان في إحدى صباحياتي اليومية.. كنت أمشي وعيناي تلاحقان أضواء الشروق، وأذناي تطرقان إلى سيمفونية أمواج البحر، بكت حالي الطيور وذرف المحار دموعه على رمال الشاطئ وتهافتت الهمسات مع السلطعونات وعاتبت الأمواج بعضها مع نسائم الريح الهادئة لأنها لم تواسي حالي.. هم فقط الذين يعرفون بمعاناتي وأحاسيسي والجروح التي مزقت كل مشاعري.. قصتي التي يروونها لبعضهم كل يوم "شاب نحيل مصقول الخد رفيع القوام، ترتسم على ملامحه آثار العشق.. يجلس كل يوم في نفس المكان الذي اعتاد الجلوس فيه.. ينظر ناحية البحر، هناك حيث تطير الطيور على الساحل.. رأى طائرين جالسين معاً يضم كل منهما الآخر، رجعت به تلك اللحظة إلى ماضي ذكراه الجميل، ذلك اليوم الذي تعرف فيه على فتاة أحلامه ".


ذلك اليوم تحركت فيني مشاعر وأحاسيس غريبة كانت تشدني إلى الخروج مبكرا لا أدري ماذا أصابني، كأن قلبي يقول لي إنه قد حان وقت بوح المشاعر.. لم أعي ما كنت أفعله، خرجت متجها إلى ملاذي الوحيد، خرجت إلى مخبأ أسراري إلى الأم الحنون التي تضم مشاعري وأحاسيسي وكل آلامي وجروحي.. أحسست باختلاف عم أصدقائي لم أدري بما كانوا يخططونه لي.. الطيور تتهامس فيما بينها وتنظر إلي بنظرات خجولة، الأمواج تتراجع أينما خطت قدمي بقربها، الرمال تزيح المحار من تحت قدماي وتزين طريقي الذي أمشي فيه، السلطعونات تقف على خطين مستقيمين بجانبي الشاطئ.. نسائم الريح ترتسم عليها بسمات غامضة، تشير إلي كي أسرع في خطاي،،




▬▬◄
__________________
...


القلم .. هو مفتاح ما بداخلي ارسم به وانسج خيوط حبري على
اوراقي المنسية في تلك المذكرات القديمة


...

التعديل الأخير تم بواسطة اسماعيل البلوشي ; 17-11-2011 الساعة 11:58 PM
رد مع اقتباس