[خفايا ضمير]

السلام عليكم ورحمــــــــه الله وبركاته ...

قصتي بعنواني :القَدر يعـــــــــــيد نفسه ~~

أخذت تنظر إلى تلك الطفلة بعين يملؤها الحزن والألم ،بعين قد أتلف أهدابها كثرة البكاء ،أخذت تنظر لتك الطفلة لتلك الطفلة التي يملؤ عينيها بريق الأمل والسعادة ،اخذت تتساءل في نفسها هل سيكون حالك عندما تكبرين افضل من حالي؟؟
وعصفت بذهنها رياح الذكريات الأليمه التي غيرت مجرى حياتها .... تتذكر عندما جاءها والدها ( لا بل اقصد من قام بالإعتناء بها منذ أن كانت طفلة في المهد ملقاة علي أحد الارصفة في السوق القديم . اعتني بها وقام بتلبية متطلباتها واحتياجاتهاوهو الفلاح الفقير، كالأب لا بل يمكن احن من الأب الحقيقي
ولكن وحين بلوغها ال 15 من عمرها أبلغها بالحقيقة المرة وأنها ليست ابنته وقام بتربيتها بدافع الرحمه والشفقة ، اما الان فهو عاجز عن الإعتناء بها بسبب وفاة زوجته وزيادة المصاريف).
اطلقت تنهيدة تعبر عن مدي حرارة مشاعرها وتوقدها وطفرت من عينها دمعه أبت إلا ان تنزل وتغسل ما بداخلها من من هموم وأحزان رافقتها طوال حياتها . ثم اخذت تسترجع تلك الليلة الحزينه التي رفض القمر فيها التربع علي عرشه في السماء مختبئأ وراء الغيوم وكان البرد القارص هو المسيطر . اخذت حقيبتها بعد أن غطت نفسها بذلك المعطف الصوفي وتوجهت لبوابة المزرعة للخروج إلي مصيرها المجهول. قاست كثيرا بكت كثيرا عانت الجوع والعطش ولم تجد المأوى وبعد بحث كثير حصلت على عمل
في مخبز وتعيش في غرفة المستودع ،وبعد 5 سنوات استطاعت ان تشتري لها منزلا او ما يشبه المنزل لانه صغير وحاله يرثى لهوبعد مرور 10سنوات اخري لم تمضي بسهوله وانما قاست الكثير استطاعت ان تجمع مبلغا من المال واصبحت تمتلك مخبزا لوحدها ....
لكنها قد سئمت الوحدة كرهت نظرات الناس لها وكأنها الجانية وليست المجني عليها ....
مرت السنوات وهي وحيدة لا يؤنس وحشتها سوي عملها .....
وفي يوم من الايام وكعادتها كانت ذاهبة الي المخبز لتباشر العمل لفت انتباهها صوت بكاء صوت طفل صغير بالقرب من محل الخضار ... ذهبت لذلك الصوت ووجدت فتاه صغيرة لم تبلغ الشهر موضوعة في لفافة رق لها قلبها وادمعت لها عينها وتذكرت مأساتها ....
اخذتها الى منزلها لتعتني بها وتكون كالأم لها ......

أخذت تنظر لتك الطفلة .... ما ذنبنا ؟؟ ما هو الجرم الذي ارتكبناه حتي نعيش هكذا ؟؟؟
وهل سيكون حالك افضل من حالي ؟؟
اقسم لك بأني سأحاول وسأحارب لأجلك لكي تعيشي حياة افضل مما قاسيت انا ....

تمت.. دامت ابتسامتكم